- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
العقل الناضج يتجه ليصبح المهيمن في مصر.. هذه المقولة ليست تعبيرًا عن انحياز سياسي، بل وصف لخريطة سكانية تتجه إلى النضج وتحفر كنقاط المياه في الصخر ببطء صورة جديدة للسياسية والاقتصاد في المحروسة.
في 2022 أصبح يعيش بيننا أكثر من 8 ملايين مصري فوق 60 عامًا بنحو 7.9٪ من السكان، وهي النسبة الأكبر لكبار السن في تاريخ مصر الحديث وتمثل نصف نسبة الشباب (15- 24) التي تمثل اليوم 17.5٪ من إجمالي السكان. ونزيد من الشعر بيتاً، فإنه وفقًا للإسقاطات السكانية فإن نسبة كبار السن فوق 60 عامًا ستصل إلى نحو 20٪ من السكان قبل 2050، لتصبح الفئة العمرية المهيمنة على السكان فوق 25 عامًا بل ستزيد على نسبة السكان تحت 15 عامًا بعد أقل من عقدين.
هذا التحول في تركيبة سكان المحروسة يتجاهله الكثيرون، فلا حديث يعلو عن حديث أرقام المواليد والنمو السكاني وأهمية الاهتمام بالشباب وغيرها من عناوين مسيطرة على المجال العام. ويبدو أن البعض سيفاجأ بقدوم حقبة كبار السن، كما يدهش البعض لقرب قدوم شهر رمضان كل عام، على الرغم من البيانات تنطق بالقادم في بلدنا.
إن حقبة كبار السن في مصر تحمل معها رياحًا ستدفع معها سفينة المحروسة إلى مزيد من العقلانية السياسية وتراجع احتمالات العنف والفورة الذي يكمن في قلوب الشباب. فنحن أمام مستقبل يميل إلى السكون السياسي ويتجه رويدًا إلى تبني الاتجاهات المحافظة سياسيًا وتراجع الميول للخروج عن النظام العام. ففي البلدان التي أصبح فيها كبار السن هم الأكثرية مثل اليابان وألمانيا نجد أن المؤسسات السياسية أكثر استقرارًا والرأي العام يميل أكثر لرفض أي محاولات لتغير سريع أو قلب الطاولة.
إن السكون السياسي يترافق مع فرصة لالتقاط الأنفاس وخاصة للأجهزة الأمني، فالأكبر سناً أقل ميلاً للجريمة والعنف وإثارة الأزمات. وهنا عليك أن تسأل مسؤولا أمنيا في حي مثل محرم بك بالإسكندرية الذي يعد نموذجاً لمنطقة يهيمن عليها كبار السن، حيث تتراجع الجرائم بشكل واضح بسبب التركيبة السكانية للمنطقة، وتصبح الأزمات ففي أغلبها تتعلق بصراعات الميراث وإشكاليات الكبار معًا.
من يريد أن يعرف المشهد في مصر أمنيًا وسياسيًا بعدد أقل من 20 عامًا، عليه أن يدرس ما يدور في حي مثل محرم بك بالإسكندرية اليوم وأحياء مدينة أسيوط بقسم تاني وأحياء شبرا البلد في القاهرة.
المشهد سيكون إجمالاً أفضل أمنيًا وأكثر نضج سياسيًا، ولكن اقتصاديًا علينا الاستعداد لتوفير المعاشات كجزء مهم من الميزانية وتوفير الخدمات الصحية لكبار السن. ففي الصين التي بدأت التعامل مع الظاهرة زادت ميزانية الصحة خلال السنوات الأخيرة، فكبار السن يمنحون الدول عقل أكثر رجاحة وطلب أقل على السكن والتعليم، ولكن في المقابل الثمن هو المزيد من الإنفاق الاجتماعي في مجالات الصحة والرعاية للكبار وسحب من المدخرات وميزانية ضخمة للمعاشات.
حقبة كبار السن على أبواب المحروسة، ولكن لا أحد تقريبًا يُلقي بالاً. وما يبدو بعيدًا اليوم في غمضة عين سيصبح هو الواقع، فنقاط الماء تحفر في صخرة تركيبتنا السكانية بينما البعض لايزال يفضل الهتاف بشعارات الثمانينيات والتسعينيات في حقل السكان.
وهذا حيث آخر.
إعلان