لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حرب اللا منتصر!

سليمان جودة

حرب اللا منتصر!

سليمان جودة
07:00 م الأحد 13 مارس 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في صباح الجمعة ١١ من هذا الشهر، نشرت صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن تقريرين عن الحرب الروسية على أوكرانيا يحتاجان إلى أن نتوقف أمام المضمون المهم فيهما !

وأهمية هذا المضمون أن التقريرين يتحدثان عن اثنين من المتطوعين للإنضمام الى الأوكرانيين في الدفاع عن بلدهما ضد الغزو الروسي، وكلا التقريرين يصور لك كيف يتعاطف أشخاص حول العالم مع أوكرانيا، دون أن يكون هذا النعاطف تعاطفاً مدفوع الأجر !

في أحد التقريرين يتحدث متعاطف بريطاني اسمه ستيفن أوكسلي، ويقول إنه متطوع لنصرة أوكرانيا، لا لشيء إلا لأنه يؤمن بأنها الطرف المظلوم في الحرب، وبأنها صاحبة قضية عادلة في مواجهة غزو الروس، ويضيف أنه قادم من هولندا التي وصلها قبل سنوات قادماً من بلاده !

وأخطر ما في حديث هذا المتطوع البريطاني أنه يتكلم عن أنه لم يكن عنده هدف في الحياة، وأن الدفاع عن أوكرانيا أصبح هدفه الآن ! .. والمعنى أنه يفعل ما ينوي أن يفعله دفاعاً عن الأوكرانيين من واقع الإيمان بقضية يعتقد في صوابها وفي عدالتها !

المتطوع الثاني اسمه لوجان، وهو يتحدث مع مراسل الصحيفة في غرب أوكرانيا، ويقول إنه أذربيجاني وإنه قادم إلى الأراضي الأوكرانية من إيطاليا عبر رومانيا، وأنه كان يتابع دراسته في إيطاليا، وأنه تدرب من قبل على القتال وأنه قناص محترف !

وربما نلاحظ في حالة المتطوع الأول أنه لم يتأثر بكلام وزيرة الخارجية البريطانية، التي كانت قد قالت إنها تدعم المتطوعين الذين يقفون إلى جوار أوكرانيا، وإنما هو جاء من تلقاء نفسه ولم يتأثر بكلام الوزيرة، ولا هو قد تراجع عندما أعلن رئيس وزراء بريطانيا ووزير دفاعها اعتراضهما على ما قالته وزيرة الخارجية .. فمن حديث ستيفن تشعر أنه يتبع نفسه ولا يتبع أحداً !

وأما لوجان الأذربيجاني، فهو لا يجد حرجاً في أن يقول إنه كقناص محترف، سوف ينتظر الروس على أرض أوكرانيا !

ولا بد أن ستيفن ومعه لوجان ليسا حالتين فريدتين من نوعهما، ولا بد أن هناك حالات كثيرة تشبه حالتهما، ولا بد أن من بين هذه الحالات الكثيرة حالات ستشارك لقاء أجر مسبق سوف يتم الاتفاق عليه، كما لا بد كذلك أن من بين هذه الحالات الكثيرة حالات أخرى يتطوع أصحابها دون رغبة في أجر، وإنما لمجرد إيمانهم بعدالة القضية التي يتطوعون من أجلها !

فهل وضع الرئيس الروسي حساباً لأمر من هذا النوع ؟!.. لقد تحدثت الأخبار في الأيام الأخيرة عن أن بوتين سيرسل مقاتلين أجانب للحرب في أوكرانيا، وهذا وارد بالطبع كما أن هؤلاء المقاتلين سيأتون في الغالب من سوريا التي يتواجد فيها الروس من أيام ما يسمى بالربيع العربي !

وفي المقابل، تتحدث وزارة الدفاع الأوكرانية عن تشكيل فيلق من المقاتلين الأجانب، وعن أن عدد أفراد هذا الفيلق وصل حتى يوم نشر التقريرين في الصحيفة اللندنية إلى ١٦ ألفاً ! .. ولكن من الواضح أن الغالبية من هؤلاء المقاتلين مع الأوكرانيين متطوعون مؤمنون بما يقاتلون في سبيله، ولكن الآخرين على الجانب الروسي عناصر ميلشيات ومرتزقة في الغالبية منهم !

لا يدعو المرء بشيء أمام وضع كهذا سوى أن يقتنع الرئيس الروسي بعبثية الحرب التي بدأها، وأن يوقفها بالتالي، لأنها حرب لن ينتصر فيها أي طرف !

إعلان

إعلان

إعلان