لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لو أنصفت جماعة الحوثي نفسها !

سليمان جودة

لو أنصفت جماعة الحوثي نفسها !

سليمان جودة
07:00 م الأحد 10 أبريل 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كثيرون تفاءلوا بالنتيجة التي انتهت إليها المشاورات بين الأطراف اليمنية في المملكة العربية السعودية، وخصوصاً تشكيل مجلس رئاسي يستكمل الفترة الانتقالية في البلاد !

وقد جاء المجلس الجديد من سبعة أعضاء يرأسهم الدكتور رشاد العليمي، وجاء تشكيله بناء على قرار من الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور، الذي نقل صلاحياته كاملةً إلى المجلس، وأعفى نائبه علي محسن الأحمر من منصبه !

ومبعث التفاؤل أن الأعضاء السبعة يمثلون الشمال والجنوب معاً، وبالتالي فهناك رغبة في أن يكون هذا المجلس معبراً عن اليمن كله، فلا يفرق بين مواطن من إقليم في الشمال وبين مواطن من إقليم في الجنوب، وإنما يتطلع إلى الجميع بوصفهم يمنيين لهم الحقوق نفسها ، وعليهم الواجبات ذاتها!

ومن المعروف أن منصور كان قد تولى السلطة خلفاً للرئيس علي عبد الله صالح في ٢٠١٢ ، وأنه تولاها على أساس أن يبقى فترة انتقالية تدوم عاماً ونصف العام، ولكن فترة العام ونصف العام امتدت الى عشرة أعوام بسبب سيطرة الجماعة الحوثية على العاصمة اليمنية صنعاء منذ عام ٢٠١٥ !

منذ تلك السنة تسيطر الجماعة على العاصمة، وتمنع الحكومة من دخولها، وتجعلها مضطرة الى البقاء في عدن في الجنوب حيث تمارس سلطتها من هناك !

كانت جماعة الحوثي مدعوة إلى مشاورات الرياض التي أنتجت المجلس الرئاسي، ومن قبل كانت الجماعة مدعوة إلى كل مشاورات مماثلة، وكان الأساس في كل دعوة لها أنها جماعة يمنية في النهاية، وأنها يجب أن تتطلع الى نفسها من هذه الزاوية بين باقي القوى السياسية في البلاد، وأن رغبتها في السيطرة على الحكم وحدها ضد طبائع الأشياء في البلد !

لكن جماعة الحوثي لا تزال تفاصل في هذا المنطق، ولا تزال تساوم حوله ، ولا تزال ترى نفسها فوق كل القوى السياسية اليمنية، دون أن يكون لديها من المبررات أو المسوغات السياسية ما يجعلها فوق الجميع في بلد له تركيبته القبلية الخاصة مثل اليمن !

ولا يزال موقف الجماعة من المجلس الجديد موقفاً ملتبساً، وقد نقلت بعض وسائل الإعلام عن المتحدث باسمها ما يفيد أنها تتحفظ على المجلس، وربما ترفضه ولا تعترف به، لا لشيء، إلا لأنه تشكل في العاصمة السعودية الرياض، ولم يتشكل في العاصمة اليمنية صنعاء !

وهذا في الحقيقة منطق غريب وعجيب، لأنه لم يثبت في أي يوم أن للسعودية أطماعاً في أرض اليمن، ولكن ثبت أن كل ما تريده المملكة هو أن تكون الأراضي اليمنية على الحدود السعودية الجنوبية حدوداً مستقرة، وألا تكون ملعباً سياسياً لإيران، وأن تكون أرض اليمن وثرواته لليمنيين وحدهم، وألا يشاركهم في ذلك أحد، وأن تتخلى جماعة الحوثي عن ارتباطاتها الإيرانية، وأن يكون ارتباطها الوحيد باليمن، لا بأي دولة أخرى توظف الجماعة في ممارسة نفوذ إقليمي لا تخفيه!

لو أنصفت جماعة الحوثي نفسها، وأنصفت بلدها، لكان ولاؤها الأول والأخير لليمن، ولكانت جماعة مشاركة في حكم بلدها لا مسيطرة عليه، ولكانت سبباً في سعادة اليمني لا في تعاسته، ولكانت طريقاً الى استقرار هذا البلد صاحب التاريخ، لا أداةً في فوضاه التي نراها ماثلة أمامنا، ولا في عدم استقراره، ولا في بقائه خارج العصر !

إعلان

إعلان

إعلان