لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يعود وهو يردد قول الشاعر !

سليمان جودة

يعود وهو يردد قول الشاعر !

سليمان جودة
07:00 م الأحد 19 يونيو 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في يوم الأحد الموافق ١٢ من هذا الشهر، أصبح رجل الأعمال الروسي الكسندر جو فور حديث الناس في بلاده، وكان السبب أنه أعاد افتتاح بعض فروع مطاعم ماكدونالدز الأمريكية في روسيا ولكن بنسخة محلية، كما قالت وكالات الأنباء وهي تنشر الخبر !

ونحن نعرف أن هذه المطاعم قد أغلقت فروعها في أنحاء روسيا مع إعلان الحرب الروسية على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير من هذه السنة !

والمعلومات المنشورة عن الموضوع تقول إن شركة ماكدونالدز أغلقت ٨٥٠ فرعاً كانت تعمل من خلالها في روسيا، وأن عدد العاملين الروس في هذه الفروع كان يصل إلى ٦٢ ألف عامل وموظف.. وقد جرى إغلاق الفروع في سياق سلسلة من العقوبات الإقتصادية سارعت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلفاؤهما إلى فرضها على موسكو بمجرد اشتعال الحرب !

وعندما يتعطل هذا العدد من الموظفين والعمال في لحظة واحدة، وبسبب إغلاق مشروع واحد بفروعه المختلفة، ففي ذلك إشارة كافية إلى حجم العقوبات اقتصادياً، ثم إلى مساحة تأثيرها بين العاملين والموظفين الروس الذين كانوا يعيشون على وظائفهم في ماكدونالدز وحده على سبيل المثال !

ولا يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول أن يتماسك، ولا يزال يقول أن العقوبات إذا كانت قد أضرت ببلاده، فإنها تضر بالذين يفرضونها أكثر !

وهذا صحيح إلى حد بعيد، إذا ما تأملنا جانباً واحداً من جوانب موضوع مطاعم ماكدونالدز، التي أقفلت فروعها جميعاً وغادرت مع اللحظة الأولى من لحظات اندلاع الحرب .. والجانب الذي أقصده يخص أول فرع افتتحته سلسلة المطاعم الشهيرة في العاصمة الروسية موسكو عندما دخلتها في ١٩٩٠، أي أن افتتاح الفرع كان قبل انهيار الاتحاد السوفييتي السابق بعام واحد لا أكثر !

الإحصاءات تقول إن عدد الذين زاروا الفرع الأول فقط، في الفترة من تاريخ افتتاحه الى يوم إغلاقه، وصل الى ١٤٠ مليون شخص ! .. وهذا يعني أن الذين زاروه يساوي عدد سكان روسيا كلها .. ولنا بالطبع أن نتصور حجم أرباح السلسلة من وجودها في الأراضي الروسية، إذا كان هذا هو حجم مبيعاتها من فرع واحد لا غير على مدى ثلاثة عقود من الزمان !

ولا بد أن هذه اللقطة في المشهد على بعضه، تشير بأبلغ بيان إلى تداعيات الحرب الفادحة على المستوى الاقتصادي بالذات، ثم تشير إلى مدى الخسائر المختلفة لشتى الدول من وراء حرب عبثية، لا مصلحة لطرف في استمرارها، ولا فائدة لعاصمة في عدم سكوت مدافعها !

وهناك أمل في أن يتكلل سعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأيام بالنجاح، فالرجل يسعى منذ البداية إلى وقف الحرب بأي طريقة، ولكنه يعود من سعيه في كل مرة، وهو يردد قول الشاعر : صح مني العزم ولكن الدهر أبى !

إعلان

إعلان

إعلان