- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
ثلاث جهات علمتني الارتياب من الأرقام الغريبة التي تفاجئني باقتحام هاتفي: المسوقون العقاريون، شركات التأمين والجمعيات الخيرية!
أستقبل يوميا عدد من الاتصالات من جمعيات بعضها أعرف اسمها وبعضها لا، أعتذر بلطف فتصر مسؤولة الاتصال على حثي على التبرع، أسأل من أين أتيت برقم هاتفي فتقول من الإدارة، من أين أتت الإدارة برقمي ترد بأنها لا تعرف ولكن من المسجل لديها أنني تبرعت سابقا لجمعية أخرى، كيف عرفتم ذلك؟ إنها الإدارة التي اعطتنا المعلومات، كيف يمكنني معرفة مصدر الإدارة في معرفة معلومات شخصية مثل تبرعي السابق لجمعية أخرى؟ لا يمكنني الإجابة عليك، ولكن هذه المعلومات تخصني، لا يوجد ما يمكنني توضيحه، هكذا ترد الموظفة والتي لا تريد أكثر من دفعي لدفع بعض المال، الآن أصبحت أختصر الطريق، أنا لا أدفع أموالا لجمعيات تتصل بالهاتف بأرقام اشتريتها، كما أنني لا أدفع الأموال لجمعيات تدفع مئات الملايين في إعلانات التلفزيون وفي إعداد الأغاني والحملات الدعائية، لا أثق فيها ببساطة.
لا أعرف من الذي حول العمل الخيري في مصر إلى نموذج العمل التجاري، بعض الجمعيات والمؤسسات اعتقد القائمون عليها إنهم يديرون شركات تجارية، لا أفهم أبدا أن يتحول التنافس على الإقناع باختيار شركة هاتف محمول أو شراء شقة في مجمع سكني لتنافس على الصدقات، ولا أفهم أيضا أن توجه الصدقات لأرصدة المحطات التلفزيونية لتدعم إنتاج مسلسلات وبرامج جديدة مثلا، لا أتحدث عن برنامج يتحدث عن أنشطة الجمعية الخيرية، لا أبدا، هل شاهدت مسلسلات رمضان الماضي؟ أغلب البرامج التلفزيونية الشهيرة؟ هل شاهدت فواصلها الإعلانية؟ هل شاهدت الملايين المدفوعة لإعلانات الجمعيات الخيرية والمستشفيات؟ هذه الملايين هي من تجعل شراء هذا المسلسل ممكنا، هي من ترفع من سعره، ببساطة أن تتبرع لجيب المنتج، اتبرع ولو بجنيه حتى نضع جنيهك فوق الجنيهات الأخرى وندفعها في الأنشطة التي لم تفكر أو توافق عليها عندما اقتطعت الجنيه من قوتك، شعار مضحك فعلا.
الغريبة، وحسب فهمي البسيط، ففي أي مؤسسة تجارية يمكن لأي مساهم فيها أن يطلع على كافة حساباتها، طالما تدفع فأن تملك حق المتابعة والحساب والإنسحاب بأموالك إذا كانت الإدارة المالية للشركة لا تناسبك، إنما الجمعيات الخيرية تتعامل مع ميزانياتها وكأنها سر الأسرار الذي لا يمكن كشفه، لا أتحدث هنا عن مخالفات قانونية، أتحدث ببساطة عن الشفافية في طرح المعلومات، ما الذي يضر في ذلك؟ نحن استقبلنا تبرعات بهذا القدر، دفعنا منها مرتبات بهذا القدر، إعلانات بهذا القدر، صرفنا منها على نشاطنا الخيري بهذا القدر وفي هذا الاتجاه، عند اتاحة هذه المعلومات الخاصة بكل جمعية ما الذي سيضرها؟ نحن لا نتحدث عن شركة تسعى لإخفاء نشاطاتها عن منافسيها، يا أخي حتى الشركات المساهمة يلزمها القانون بإعلان ميزانيتها السنوية!
بصراحة لا أفهم أبدا كيف أتبرع بأموالي وأنا لا أعرف أين ستذهب، مرة أخرى لا تقل لي بأن هناك جهات قانونية تراقب هذه الجمعيات، يا أخي أنا معاك، لا توجد أي شبهات قانونية أبدا وكلهم أهل خير، أنا لا أبحث أبدا عن الأخطاء، أنا أريد أن أعرف أوجه الصرف، طالما سأدفع فمن حقي أن اعرف، لا تطلب من التبرع "على عمايا".
المؤكد أنه في السنوات الماضية انخفض سيل التبرعات لكثير من المؤسسات الخيرية الكبيرة، هناك من يتحدث عن معاناة بعضها، أنا أتعاطف مع الأطفال، أريد أن أطلب من الجميع التبرع لهم، لكن، وأضرب بها كمثال، أحد وأشهر مستشفيات علاج الأطفال والتي ابتدعت وأبدعت في استفزاز المشاعر بالإعلانات الباذخة، هي صرح طبي مهم، منذ إنشائها وحتى الآن لم تعلن في أي سنة ميزانيتها، لا نعرف كم ملياراً دخل وكم ملياراً تم صرفه على الإعلانات وعلى المرتبات، لم نعرف أوجه الإنفاق في الجمعية، مرة أخرى أنا متأكد من عدم وجود مخالفات قانونية ولو كانت موجودة لما تساهلت معها الأجهزة الرقابية، لكن من قال إننا نتحدث عن المخالفات القانونية، أنا أتحدث عن الجنيه الذي سيتبرع به كل فاعل خير، لماذا لا يتم اخباره بأوجه الإنفاق فيه؟
من المضحكات التنويهات التي يتم نشرها حول تبرع الفنان المطرب بأجره في الإعلان، مضحك للغاية، تبرع المطرب بأجره، فماذا عن أجر العازفين؟ ماذا عن أجر المخرج والمصورين والإضاءة والاستديو؟ ماذا عن تكلفة بث الإعلان في أغلى الأوقات والأماكن والمنصات؟ صحيح، مين يكسب من ملايين المشاهدات التي تحققها هذه الأغاني على اليوتيوب؟ ابحثوا عن القنوات التي تيث هذه الأغنية، يعني لو كانت الأغنية على قناة الفنان، فهل يضع كل ما تحقق من دولارات في حساب المستشفى أم أن الخير يتوقف عند حدود اليوتيوب؟
أيضا من المضحكات التنويه على غرار "الإعلان إهداء من بنك فلان أو شركة فلان" ، الإعلان إهداء من الشركة تم اقتطاع مصاريفه من الضرائب؟ هل تم وضعه في الاقرار الضريبي لخصمه من الضرائب باعتباره تبرعا هو الآخر لجمعية خيرية؟ الحقيقة إن الجميع بات يفهم ويتشكك.
إذن فهل نتوقف عن فعل الخير؟ لا أبدا، انظر حولك وستجد من يستحق، اذهب للمستشفيات الحكومية، هناك كن على ثقة في كل قرش تدفعه، اذهب لدور الأيتام واسأل عما يحتاجه الدار واشتره لهم، ابحث عن فقراء حيك ومدينتك فهم أولى بالمعروف، ابحث عن الجمعيات الصغيرة الموجودة في الأحياء والقرى الأكثر فقرا، يمكنك أن تطلب منه أن يوصلك بمستحق الصدقة، يمكنه أن يشرح لك بالتفصيل ماذا يفعل بما يرسله الله من جيوب فاعلي الخير، ابتعد عن من حولوا الخير لتجارة بين الناس، تأكد فقط إن كل جنيه يخرج من جيبك من أجل الله يصل لمستحق، وأن التجارة مع الله ولله.
إعلان