- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
«حرقة» هو شريط سينمائى ينتمي للواقعية القاسية، تستغرقنا تفاصيله الصادقة المؤلمة، كما تأسرنا شاعرية صوت الفتاة الشابة التي تسرد الحكاية عن حياة أخيها علي، قام بدوره بأداء مبهر الممثل آدم بيسه. إنه بطل الفيلم، شاب مكافح مطحون، يُعيد تجسيد قصة التونسي بوعزيزي، والذي تم تصويره في سيدي بوزيد، وأمام مقر المحافظة؛ حيث قدم الشاب التونسي روحه قرباناً لثورة الياسمين قبل ما يزيد على ١٢ عاماً.
تنطلق الحكاية من الأسطورة المنسوجة حول مكان ما في تونس، والتي تُخْتَتَم بإشارة عن استسلام الناس بعد فترة، وهذا ربما يُفسر لماذا لم يتغير شيء في تونس بعد مرور كل هذه السنوات. الفتاة التي تسرد الحكاية هى الأخت الصغرى للبطل، تتحدث عن شخصية أخيها بإعجاب شديد، وكيف أنه كان يبدو غير مرئي للناس من حوله.
لاحقاً عبر التفاصيل، سنُدرك سر إعجاب هذه الفتاة وولعها بشخصية أخيها. إنه فتى يأخذ الحياة بجدية كبيرة، يعمل طوال الوقت، لا يتحدث إلا نادراً، حين يسأله أصحابه عن أموره وأخباره لن يقول سوى أنه بخير، رغم أنه ليس كذلك أبداً، إنه يدخر أمواله في محاولة لإنجازه مخططه في الهجرة، لن نراه يأكل بالفيلم، لكن نيران الغضب هي التي ستأكله، سنشعر به ملياً، عبر اقتراب الكاميرا وحتى أثناء بعدها، ستجعلنا اللقطات نتورط كثيراً مع هذا الشاب العفيف عزيز النفس، الذي لا يشكو، والذي يخضع لابتزاز رجال البوليس في الشارع لأنه يبيع البنزين المهرب من ليبيا، سيدفع إتاوة حتى يغضوا الطرف عنه.
كان علي يستعد لقطع علاقته نهائياً مع تونس، لقد قطع بالفعل علاقته مع أسرته، وماضيه قبل سنوات، وأصبح أمامه هدف واحد؛ الهجرة، حى لو كانت غير شرعية. لكن، فجأة تحضر أخته وتخبره بموت أبيه، فيتورط تدريجياً في عالم هذه الأسرة المكونة من فتاتين، وشاب أكبر قرر أن يذهب لمنطقة سياحية بتونس ليعمل نادلاً، فيجد علي نفسه مسؤولاً عن أختيه، واحدة منهما تعمل في أحد المنازل، والثانية لاتزال تدرس.
طوال اللقطات التي تجمع بين علي وشقيقتيه بالفيلم سنشعر به كأنه أقرب لشخصية الأم، يحاول حمايتهما، يستمع إليهما، ينصحهما، عندما تُحضران الطعام يرفض أن يتناوله زاعماً أنه تناول طعامه، وذلك رغم أن سيماء الجوع تنهشه، عندما يأتي الليل يُصر أن ينام بالخارج ليترك الفراش للفتاتين.
لا شيء بالفيلم يمنعنا من التعاطف مع هذا البطل الإغريقي، جميع التفاصيل تسحبنا إلي أرضه، تجعلنا نشعر بمسام جلده، ببشاعة الخواطر التي تدور كالنحلة دون رحمة في عقله، خصوصاً حينما تتخذ الأحداث منحنى تصاعدياً بإعلان قادم من المحكمة عن ديون الوالد المتوفى، وأن البيت سيتم الحجز عليه في حالة عدم الدفع، المبلغ الذي مع علي لا يكفي، كما أنه كان يجمعه لأجل الهجرة، لذلك قرر أن ينتقل لمرحلة أكبر في المخاطرة، لن يكتفي ببيع البنزين المهرب في الشوارع، لكنه سيقوم بقيادة السيارة ونقله من ليبيا إلى تونس، لكنه سيتعرض لحملة مداهمة من الشرطة تجعله يخسر البنزين ويكاد يفقد حياته بعد أن كان عُرضة للاعتقال، سيسير ليال في الصحراء، وعندما يعود سيرفض المعلم الكبير - التاجر الذي يعمل لصالحه - أن يمنحه حقه.
سيحاول علي مع الطرق المشروعة لإنقاذ البيت الذي يؤوي شقيقتيه، لكنها جميعاً ستُغلق في وجهه، سيحاول أن يتحصل على ذات الوظيفة التي كان يعمل بها والده، لكن المحسوبية ستحرمه منها، سيحاول اللجوء للمحافظ لتقديم شكوى، للتظلم، طلباً للدعم، للحصول على مهنة كريمة، لكن سيتم طرده، سيذهب لأخيه يطلب منه المساعدة في تسديد الديون لكن الأخ بدوره سيتهرب مدعياً أنه لا يمتلك أموالاً رغم أنه من الواضح - من التفاصيل المغروسة بالمشهد - أن عمله يسير بشكل جيد. سيحتدم النقاش والخلاف وسيبدأ علي بالعراك جراء الغضب، سينتبه إليهما السُياح الجالسون بالمطعم، سيخشى الأخ الأكبر على مكانته في العمل وسيحاول تهدئة أخيه، لكن لا شيء منذ الآن فصاعداً سينجح في تهدئة الروح الثائرة، أو إطفاء نيران الغضب بداخله.
سيضع علي مخططه الأخير. سيحجز تذكرتين لشقيقتيه لتذهبا لزيارة أخيهما الأكبر، أمام الباص سيمنحهما جميع مدخراته، سيقول لهما بثقة وحزم: «هذا المبلغ من المال لكما، افعلاً به ما تريدان.» لن تنشغل الفتاتان بالمال بقدر المفاجأة أن علي لن يصاحبهما في تلك الرحلة، تُلحان عليه بالسفر معهما، لكنه يعدهما بالقدوم لاحقاً، ثم ينطلق للمشهد الأخير ليضع حداً لمأساته، دون أن يهتم به أحد من المارة، كأنهم لا يرونه، كأنه روح شفيفة أو طيف يحترق.
بقي أن نشير إلى أن مخرج الفيلم هو لطفي ناثان، شاب أمريكي من أصول مصرية، لكنه لم يزر مصر أبداً، وقد تم إنتاج الفيلم عام ٢٠٢١، عبر الشراكة بين فرنسا ولوكسمبورج وتونس وبلجيكا، مدته ٩٠ دقيقة، وقد عرض حديثاً ضمن قسم «آفاق» بمهرجان كارلوفي فاري في دورته السادسة والخمسين الممتدة بين ١-٩ يوليو ٢٠٢٢.
إعلان