لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عُمان تقذف بالكرة إلى تل أبيب !

سليمان جودة

عُمان تقذف بالكرة إلى تل أبيب !

07:00 م الأحد 28 أغسطس 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

من بين الأشياء التي سعى إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال زيارته إلى المنطقة في منتصف يوليو من هذه السنة، فتح المجال الجوي السعودي أمام الطيران المدني الاسرائيلي .. وقد نجح في ذلك بالفعل، وجرى الاعلان عن هذه الخطوة في وقتها، وطارت طائرة بايدن ومرافقيه من إسرائيل إلى السعودية مباشرةً، وكانت هذه هي المرة الأولى من نوعها بين البلدين !

ولكن الخطوة في حد ذاتها لم تكن تعني تطبيعاً بين الرياض وبين تل أبيب، لأن موقف المملكة واضح في هذه المسألة تماماً .. ففي كل مناسبة كان وزير خارجيتها يقول ، أن التطبيع بين بلده وبين اسرائيل مرهون بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس مبدأ حل الدولتين الذي يحظى بتوافق دولي واسع.

ولكن الحكومة الاسرائيلية ما كادت تفرح بالسماح لطيرانها المدني بعبور الأجواء السعودية، حتى اكتشفت أن فرحتها لم تتم، وأن سبب ذلك سلطنة عمان التي رفضت وترفض عبور الطيران الإسرائيلي في سمائها ولا تزال تتمسك بموقفها !

وبالطبع .. فالإسرائيليون يتهمون حكومة المرشد في طهران بأنها تقف وراء تشدد السلطنة في القضية، ولكن الغالب أن ايران لا علاقة لها بالموضوع، وأن هذه سياسة عمانية مجردة، وهي ليست سياسة جديدة على كل حال، لأن الحكومة في مسقط كانت دائماً تنتهج سياسة خارجية في المنطقة على قدر ملحوظ من الاستقلالية !

وقد حدث هذا من جانبها في قضايا حيوية كثيرة، ومن بينها على سبيل المثال قضية السلام بين القاهرة وتل أبيب أيام السادات .. إننا نذكر جيداً كيف انتهجت عمان وقتها سياسة مختلفة عن الغالبية من العواصم العربية التي قررت قطع علاقاتها مع مصر، وظلت العلاقات المصرية العمانية قائمة وقوية !

وعندما أطلقت أربع عواصم عربية علاقات دبلوماسية بينها وبين اسرائيل، ضمن ما سمي بالاتفاقيات الابراهيمية في صيف السنة قبل الماضية، لم تشأ عمان أن تشارك في ذلك، ولا شاءت مسقط أن تكون إحدى العواصم الأربع، وقال وزير الخارجية العماني صراحةً إن بلاده لن تنضم إلى هذه الاتفاقيات.

ولم يكن هذا يعني أن عمان ضد السلام، ولذلك، كانت حريصة على أن توضح أنها شجعت السلام كمبدأ من أيام السادات ولا تزال تشجعه.

كل ما في الأمر أنها تريد أن ترى دولة فلسطينية مستقلة تقوم إلى جوار الدولة العبرية، وأن يكون ذلك وفق مبدأ حل الدولتين الشهير الذي لم يعد هناك حل للقضية سواه، والذي يوافق عليه ساسة إسرائيليون ويضغطون من أجله في تل أبيب !

والحقيقة أن السياسة العمانية في الملف واضحة بما يكفي، ومتوازنة، وعقلانية .. والسلطنة بما أعلنته في قضية الاتفاقيات الابراهيمية، وفي مسألة مجالها الجوي المغلق أمام طيران اسرائيل، إنما تقذف بالكرة في الملعب الاسرائيلي، وتضع تل أبيب أمام مسؤوليتها التي لا يجوز أن تتهرب منها !

إعلان

إعلان

إعلان