- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
قبل نحو 20 عاما تقريباً، تلقيت دعوة من وزارة النقل مُمَثَلة في الهيئة العامة للنقل النهرى، لحضُور فَعَاليات تنفيذ نموذَج مُحَاكاة لإنقاذ "مَركب" يتعرض للغرق ... عناصر وكفاءات بشرية من مُختلف التَخَصُصَات النوعية اللازمة، كل منهم يعرف مهامه، ضمن خطة عمل مُشتركة سابقة الإعداد، يتم تنفيذها وفقاً لجدول زمني تم حسابه بالدقيقة .. جَميعُهم مزودون بكافة الاحتياجات اللوجيستية، والأجهزة والمُعدات والأدوات المَطلوبة... بمُجَرد إطلاق إشارة البدء لعملية الإنقاذ، وفي تَنَاغُم وتكامل واضح ، تحرك كُل منهم لإنجاز المهام المطلوبة، ليحققوا معاً كفريق عمل، النجاح فى وقت قياسي، ويقوموا بتعويم المركب، وإنقاذ ركابه المشاركين في نموذج المُحاكاة.
شعرت وقتها بالفخر والإعجاب، وحالة من التقدير الكبير لهذا العمل المُنَظم والجماعي والاحترافي، لكنني تساءلت في داخلي، ماذا كان سيحدث حال عدم نجاح التجربة؟ هل كان سيؤدي ذلك لوقوع ضحايا أو مصابين؟ ويتسبب في خسائر مالية؟ ولماذا هذه المُخاطرة؟...أيام قليلة وطالعت خبرا بإحدى الصحف، عن عزم وزارة الطيران تنفيذ تجربة ونموذج محاكاة مُمَاثل للسيطرة على حريق بأحد مُحَرِكات طائرة، ثم طالعت بعدها خبرا آخر عن قيام أحد المُستشفيات بتنفيذ نموذج مُحاكاة لخطة إنقاذ المرضى والعاملين به بعد نشوب حريق بأحد أقسامه.
أدركت وقتها أهمية أن تكون كل الجهات الخدمية التابعة للدولة، لديها من الخطط ومن الجاهزية والاستعداد المُسبق، ما يُمَكِنَها من التعامل مع أية أزمة طارئة، وأدركت ايضاً أهمية أن يتم إخضاع تلك الخطط للتطبيق والتجريب العملي على أرض الواقع من خلال "المُحاكاة" لمعرفة نقاط الضعف ومعالجتها، والوقوف على نقاط القوة وزيادتها.
تذكرت كل هذا عندما تعرض سكان مدينة الشيخ زايد – وأنا منهم – قبل أيام لأزمة خانقة، نتيجة الانقطاع المُفاجئ لمياه الشُرب، والذى استمر 48 ساعة تقريباً ...مَرَت عليهم وكأنها 48 سنة، كانت قاسية على الجميع، وتسببت في معاناة غير مَسبوقة، بل وغير مُتَوَقعة!!
الصفحة الرسمية لجهاز مدينة الشيخ زايد على منصة التواصل الإجتماعى الـ"فيسبوك" كانت حلقة الاتصال الرئيسية بين مسؤولي الجهاز وسُكَان المدينة ...السُكان يتساءلون كل ساعة عن موعد عودة المياه، وبعضهم يُطَالب بتوضيحات تفصيلية عن أسباب الانقطاع ...وفي المُقابل الصفحة تُعلن أخبارا لا تشفي الصدور، تابعت كيف تطورت الأزمة بعد حدوث كسر في خط المياه الرئيسي المُتصل بـ "المأخذ" على النيل، ومحاولة التشغيل "المُتعَجِل" والمُفاجئ للخط الاحتياطي الذي تسبب بدوره فى انفجاره هو الآخر!!
تابعت مراحل الإصلاح، انتهاءً بضخ المياه لمحطة التنقية، ومنها للشبكات الرئيسية والفرعية المُغَذية للتَجمُعات و"الكمباوندات" السكنية!!
وتابعت أيضاً، كيف أن كافة قيادات جهاز مدينة الشيخ زايد وعلى رأسهم المُهندس الخلوق والنشيط أحمد مصطفى رئيس الجهاز، بذلوا حهوداً كبيرة، وظلوا واقفين على أقدامهم طيلة الليل وخلال ساعات النهار حتى إتمام عملية الإصلاح، وكيف أن الجهاز قام بتحريك أسطول من السيارات لتوفير احتياجات السكان من مياه الشرب قدر المُستطاع.
ورغم تقديري واحترامي الكبير لرئيس الجهاز ، الذي اتضحت بصماته الإيجابية في المدينة مُنذ تَحَمُلَه المسؤولية، إلا أنني أرى أن قطع المياه لمدة 48 ساعة، مدة كبيرة جداً ...فنحن لا نتحدث عن قطع خدمة التليفون أو الإنترنت، نحن نتحدث عن مياه الشرب .. نحن نتحدث عن الحياة ..انقطاع المياه عن السكان يعنى توقف حياتهم ...فما بالك بالمسشفيات وغيرها من المنُشآت الخدمية الأخرى!!
48 ساعة مُدة طويلة جداً ...تكفي لأن نقول إن نموذج المُحاكاة ليس في قاموس عمل الجهاز ، تكفي لأن نقول إن خطة الطوارئ وإدارة الأزمات بالجهاز لم تَكُن على مستوى الأزمة ، وأن الجاهزية والاستعداد المُسبق أمور تحتاج للمُراجعة ، تقول أيضاً إن هناك خللا ما يستدعى التوقف عنده ومُعالجته، تجنباً للتكرار فى المُستقبل...وطبعا هذا كله لا يعني التقليل من الجهود الكبيرة التي بُذلت.
أهمس في أُذن رئيس الجهاز ، أقول له : "خُد بالك" مدينة الشيخ زايد ، مِثلَها مثل أى كائن حى، تَمُر بثلاث مراحل مُتعاقبة، مرحلة الميلاد والطفولة، وهي بالنسبة لها مرحلة التخطيط والإنشاء وتنفيذ شبكات الطرق والبنية التحتية والمُنشآت الخدمية – وقد تمت بالفعل - والمرحلة الثانية مرحلة الشباب والنُضج والفتُوة، والمرحلة الثالثة هى مرحلة الشيخوخة والهِرم ، وبالنسبة لمدينة الشيخ زايد فإنها حالياً تعيش مرحلة الشباب بعد ان بلغت 28 عاماً وأصبحت جاذبة للكافة ولا أدل على ذلك من عشرات الآلاف الذين أتوا إليها فى احتفالات رأس السنة ليستمتعوا بجمالها وخدماتها ومولاتها التجارية.
إن لم تحظ المدينة بكل مكوناتها بالاهتمام الكافي والمُتابعة الدورية، وإن لم تأخُذ حقها من برامج وخطط الصيانة ورفع الكفاءة، ستنتقل تدريجياً وفي وقت قصير إلى المرحلة الأخيرة وهى مرحلة الشيخوخة والكِبَر ..وذلك قبل الأوان ...كلنا ثقة في أن رئيس الجهاز "الشاب" سيحافظ على مدينة الشيخ زايد "شابة" وسيأخذ بها إلى الأمام.
إعلان