- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
قبل شهور قليلة سألني صحفي مصري، عن دعوى الديانة الإبراهيمية الجديدة؟ شاركني فيها أستاذ جامعي كان على الضد من وجهة نظري فأجبته هل عرف لها نبيا أو كتابا، أم أنه ظن ودعوى من ترهات التفكير التآمري والتشكيك الإيماني عاهتنا المستمرة منذ القدم، والتي تعودنا عليه ضد بعضنا البعض منذ القدم؟! وأليس مثل هذا الادعاء التجديفي تجرؤا على ختم النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأنبياء وأنه لا نبي بعده، إن الناس تتكلم عن إبراهيم كمشترك رحمي ورحماني وحواري بين الأديان السماوية الثلاثة، وهو ما أكده القرآن الكريم وليس عن دين إبراهيمي جديد يمزج هذه الأديان، ويضيع خصوصيتها وتمايزها والفرق شاسع بين محمود ومذموم..
بيت العائلة الإبراهيمية:
ثارت القضية مجددا بعد افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية في جزيرة السعديات بإمارات أبو ظبي في السادس عشر من فبراير الماضي رسميا، وضم مسجدا يحمل اسم شيخ الأزهر وكنيسة تحمل اسم القديس فرانسيس الإسيزي صاحب الحوار الديني المشهور، وإن لم يكن الأول من نوعه كما يرى البعض، مع الملك المتسامح الكامل الأيوبي، وسمي بابا الفاتيكان الحالي البابا فرانسيس ومعبدا يهوديا يحمل اسم الفيلسوف والمتكلم اليهودي الذي صعد نجمه في ظل الحضارة العربية الأندلسية وكان مقربا من صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، الذي حماه ودافع عنه من أن يقتل بالردة بعد أن خدع من هرب معهم من الأندلس بادعاء الإسلام خوفا منهم ثم أعلن عودته لديانته ليكون أكبر رجالاتها في القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي.
نعم إبراهيم مشترك بين الأديان الثلاثة، وقد تكرر ذكره في القرآن الكريم 69 مرة في خمس وعشرين سورة مكية ومدنية، ورحم بينها وأصل لها، مثل قوله تعالى:
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٦ البقرة﴾ وقوله تعالى: ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ﴿٨٤ آل عمران﴾ نعم فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم اتبع ملة أبيه إبراهيم قبله وكذلك اتبعه كل الأنبياء قبله، في توحيد الله، هذا هو النسب الديني الثابت، والرحم النبوي المتصل بين كل أنبياء الله وبين أبيهم إبراهيم عليه السلام، وما كان إلحاح القرآن عليه إلا استنادا لهذا التقارب وتـأكيدا على هذه الوشيجة المشتركة والمعيارية الممكنة لأي حوار أو جدال بينهم.
من هنا نرى أن تأكيد كل دين واتباعه على أنه الدين الصحيح وتخطئة سواه، لا ينفي هذا المشترك والمعيارية الممكنة المشتركة، والإسلام المشار إليه كدين لإبراهيم دلالته لغوية وليست عقدية أو هوية دين محدد بين الأديان الثلاثة بمعنى التسليم لله ولأوامره وتوحيده وهو المبدأ المقبول عند كل الأديان، وان اختلفوا بعد ذلك.
إن إبراهيم المشترك رحم دموي بين أنبياء الأديان الثلاثة فهم من نسله، كما أنه جسر رحماني وحواري بين أتباعهم وقد ميز القرآن الكريم اليهود والنصارى، أولا بوصفهم بأهل الكتاب، تمييزا عن الوثنيين وغير السماويين، واحترام مقدساتهم، والدعوة للحوار والمجادلة معهم بالتي هي أحسن لكلمة سواء، واحترام مقدساتهم ومعابدهم، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولهدمت مساجد وبيع وصلوات..
لعل افتتاح بيت العائلة الإبراهيمة في فبراير الماضي، في ظل هجمة عنيفة للإسلاموفوبيا وانتشار موجات الخوف من الاسلام نتيجة تشويهات جماعات العنف والإرهاب له، خطوة مهمة وضرورية لإظهلر وجه الإسلام الحضاري والإنساني، في وجه الإسلاموفوبيا والشعبويات اليمينية المتطرفة وجماعات الكراهية شرقا وغربا ..
إنه ترجمة لسياسة التسامح الديني فعلا وقولا، والذي كان أمنية للرئيس المصري الشهيد محمد أنور السادات بإقامة مجمع للأديان في وادي البركة بسيناء، إذا قتلته طلقات العنف الديني الموتورة بالكراهية، ولم تجد الدعوة شجاعة تنفذها بعده، خاصة مع الخلط المستمر بين الدين والسياسة والقضية الفلسطينية التي تحتاج سلام الفلسطينيين مع بعضهم البعض كما تحتاج السلام العادل والشامل مع اسرائيل..
وجه الإٍسلام المنسي:
وفكرة مجمع الأديان واشتراك الأماكن بين أهل الديانات الثلاثـ، عرفها تاريخنا، كما تعرفها مجتمعاتنا، فقد احتوى المسجد الأموي في دمشق على قبر النبي يوحنا المعمدان( يحيي بن زكريا عليهما السلام) وكثيرا ما تتجاور دور العبادة الثلاث في أوربا وأمريكا، وتجاورت بين كنيسة القيامة ومسجد عمر بن الخطاب عند فتح إيليا، وعرفت مجالس الحكام والخلفاء المسلمون حوارات في مجلس واحد ينافح فيها رجال كل دين عن دينهم ويعلنون إيمانهم به دون تعصب أو غضب أو قهر، عرفناه في حوارات الخليفة المهدي العباسي مع طيموثاوس الجاثليق كما عرفناه في حوارات الكامل الأيوبي مع امثال الاب بولس البوشي وفرانسيس الاسيزي وكيرلس بن لقلق وغيرهم.
ختاما نؤكد أن إبراهيم عليه السلام مشترك بين الأديان الثلاثة بنص القرآن، والابراهيمية ليست دينا جديدا، بل دعوى متجددة للاحترام المتبادل والحوار المتبادل، تجسد جانبا مضيئا من جوانب الإسلام شوهته دعوات وجماعات التعصب والتطرف في كل زمان ومكان، ويا ليت المتهمين لهذه الخطوة توجهوا بانتقاداتهم لمن يشوهون صورة الإسلام ورحمانيته للعالمين بنفس القدر من العنف الذي يتوجهون به لدعاة التسامح والحوار ودين الحب كما يقول ابن عربي..
إعلان