لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دليل لا تخطئه العين

سليمان جودة

دليل لا تخطئه العين

سليمان جودة
07:03 م الأحد 01 ديسمبر 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

سعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى وقف الحرب على لبنان فأوقفتها بالفعل، وبغير أن تنتبه الى أن حرباً على قطاع غزة دخلت عامها الثاني في السابع من أكتوبر المنقضي، وأنها تنتظر من الإدارة نفسها أن توقفها.

فهل تطلعت إدارة بايدن إلى الحرب في لبنان باعتبارها حرباً يجب أن تتوقف، أم أنها ترى أن ما يتعرض له القطاع على مدى يزيد على السنة لا يدخل في هذا النطاق؟

ولقد تزامن مع ذلك حديث الرئيس الأمريكي عن أن إدارته تسعى بالتعاون مع مصر وتركيا وقطر لوقف الحرب على غزة. هذا ما قاله ساكن البيت الأبيض، وهذا ما تابعناه منشوراً على لسانه، ولكن يبدو أنه شيء بينما الواقع من حولنا شيء آخر.

فهذا الواقع يقول لنا بالدليل الذي لا تخطئه العين أن إدارة بايدن نفسها لما سنحت لها فرصتان لا فرصة واحدة لوقف هذه الحرب، فإنها بددتهما واعتبرتهما وكأنهما شيء لم يكن.

كانت الفرصة الأولى عندما تلقى مجلس الأمن مشروع قرار بوقف الحرب، فلما عرض المجلس مشروع القرار على الدول الأعضاء الخمس عشرة للتصويت وافقت أربع عشرة دولة بلا تردد.. أما الدولة الوحيدة التي لم توافق فكانت الولايات المتحدة التي تتحدث عن سعيها إلى وقف الحرب بالتعاون مع القاهرة وأنقرة والدوحة!

ولأنها تملك حق الڤيتو في المجلس، فإن اعتراضها وحدها على مشروع القرار كان كافياً لأن يجعل بقية الموافقات بلا أي أثر!

هذه واحدة.. والثانية أن اقتراحاً تلقاه مجلس الشيوخ الأمريكي بالتزامن مع مشروع قرار مجلس الأمن، وكان الاقتراح يطلب وقف تصدير بعض أنواع السلاح إلى الدولة العبرية على سبيل الضغط عليها لوقف الحرب، ولكن حظ الاقتراح في مجلس الشيوخ لم يكن بأفضل من حظ مشروع القرار في مجلس الأمن، وخذل مجلس الشيوخ الفلسطينيين في أرجاء قطاع غزة، كما خذلهم مجلس الأمن، أو بالأدق خذلتهم إدارة بايدن التي راحت تحدثنا عن سعيها لوقف الحرب مع العواصم الثلاثة، وكأنها لا تجد أي حرج في أن يكون كلامها على النقيض من فعلها.

هل يمكن لنا والحال كذلك أن نصدقها في حديثها، أو حتى في سعيها إلى وقف حرب دخلت عامها الثاني ودمرت القطاع عن آخره؟

هي تنتظر منا أن نصدقها، ولكن التصديق في حالتها يبحث عن مصداقية لها يستند عليها فلا يكاد يجد، وبالتالي، يصبح علينا أن نستخدم أدواتنا المتاحة في أيدينا كعرب، وأن نوظفها كما يجب، وألا ننتظر أن تنتصر الولايات المتحدة لقضايانا أكثر مما ننتصر لها نحن هنا.

أدواتنا كثيرة ومتنوعة، وهي تتنوع بين السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، وليس من بينها إعلان الحرب أو ما يشبه الحرب على تل أبيب.. فكل ما هو مطلوب أن يشعر الإسرائيليون والأمريكيون، بأن في أيدي العرب ما يؤثر من الأدوات، وأن هذه الأدوات يمكن استخدامها على سبيل الضغط عليهم لا أكثر ولا أقل.

فلنجرب ولو مرة واحدة، وعندها سيتبين لنا أن الولايات المتحدة إذا كانت قوية إلى هذا الحد، فلسنا في المقابل ضعفاء الى هذه الدرجة.

إعلان

إعلان

إعلان