لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نصف شعب بكامله

سليمان جودة

نصف شعب بكامله

سليمان جودة
07:03 م الأحد 11 فبراير 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

قرأت حديثاً لمارتن جريفيث ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ، عن استعداد طرفي الحرب في السودان لعقد لقاء في جنيف ، فدعوت الله ألا يكون حديثه بداية يمشي من عندها السودان في طريق ليبيا .

ذلك أن طرفي الصراع في ليبيا التقيا كثيراً وطويلاً في جنيف نفسها ، ولكن الإنقسام في البلد لا يزال كما هو ، كما أن حكومة الشرق لا تزال في الشرق ، وحكومة الغرب لا تزال في الغرب ، بينما البلاد ضائعة بين الحكومتين .

والغريب أن الخواجة مارتن يتحدث عن أن اللقاء الذي يتكلم عنه إذا تم ، سيكون من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى ٢٥ مواطن سوداني باتوا يستحقون المساعدة وينتظرونها ، وهذا الرقم للعلم يمثل نصف عدد الشعب السوداني !

كان جريفيث يتحدث إلى الصحفيين من مقر منظمة الأمم المتحدة الأوربي في جنيف السويسرية ، ولم يكن ما يتحدث عنه يثير التفاؤل على كل حال ، لأن الذي يمكن أن يثير التفاؤل هو الإتفاق بين الطرفين على وقف الحرب ، لا على مجرد إيصال المساعدات الانسانية .

ولكننا وصلنا في عالمنا العربي إلى حد أصبح معه التبشير بإيصال المساعدات ، خبراً يتوقع قائله أننا سوف نسعد به ونبتهج !

وكان الفريق عبد الفتاح البرهان ، قائد الجيش السوداني ، الذي تقاتله قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي ، قد قال أن الحل في السودان هو حل سوداني تماماً ، وأنه لن يناقش وقف الحرب مع أي طرف خارج البلاد . . والحقيقة أن هذا هو عين العقل ، لأنه لم يثبُت بعد ، أن الأطراف الخارجية قد ساعدت في حل أي مشكلة في أي بلد وليس في السودان وحده .

هذا ما تقول به التجربة ، لأننا تابعنا محاولات للحل في جيبوتي مرة ، وفي أثيوبيا مرةً ثانية ، وفي أوغندا مرة ثالثة ، ثم لم تصل كلها إلى شيء ، وبقيت الحرب دائرة إلى درجة أنها أحالت نصف عدد الشعب إلى مستحقين للمساعدات !

إن الحرب بين الطرفين تكاد تكمل السنة ، ومع ذلك فلا أمل يلوح في الأفق بقرب نهايتها ، ولا طرف سوف يدفع ثمنها وثمن استمرارها إلا السودان نفسه ، الذي عبثت الحرب وتعبث بمقدراته ، وبثرواته ، وبمستقبل الشعب السوداني بكل مكوناته .

وقد كان من المؤسف أن نطالع مؤخراً ، أن إيران قد أعادت علاقاتها كاملة مع السودان ، ولم تكن المشكلة في إعادة العلاقات ، ولكنها كانت في أن طهران بدأت تزويد الجيش السوداني بطائرات مُسيّرة للإستطلاع ، والمراقبة ، والهجوم .

والإيرانيون لا يفعلون ذلك حباً في السودان طبعاً ، ولكنهم يبحثون عن موطيء قدم من النفوذ في السودان ، وليست الطائرة المُسيرة " مهاجر ٦ " التي زودت طهران الخرطوم بها ، إلا مقدمة لما سوف تذهب إليه حكومة المرشد خامنئي من نفوذ في السودان !

كل يوم يطلع دون أن تتوقف الحرب ، يظل على حساب السودان ووحدته واستقلالية قراره ، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه الطرفان ، ومعهما تحالف القوى المدنية الذي يجب ألا يسمح بما ينال من كيان السودان على أي مستوى .

إعلان

إعلان

إعلان