إعلان

اذكرونا وسامحونا..!

د. أحمد عبد العال عمر

اذكرونا وسامحونا..!

د. أحمد عبدالعال عمر
07:01 م الأحد 18 أغسطس 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هو إذن النضج بعد عناء طويل، وبعد رحلة بحث عن الذات والأحلام الشخصية والوطنية، رحلة لم تكتمل بعد، ولن تكتمل ربما إلا بالموت، لكنا عُدنا منها حتى الآن بانتصارات قليلة وهزائم كثيرة، وبجروح لم تشف كما يجب، لكن زال بعضها بلا عودة، وأصبح بعضها الآخر ندوباً في الروح لا يراها أحد غيرنا، ومن ذاق عرف.

هي رحلة كان قدرنا فيها أن نُشاهد متغيرات وأحداث بعضها عظيم، وبعضها الآخر مؤسف، كما عشنا عصر نهايات درامية كثيرة في الداخل والخارج، نهايات حلمنا معها بتأسيس بدايات جديدة، لكن للأسف لم نصنع تلك البدايات، وضللنا الطريق إليها، وعشنا في ظلمة الفجوة بين نهاية انتهت، وبداية لم تبدأ بعد.

واليوم نعيش نتأمل حالنا ونقول مع الشاعر الفرنسي الشهير سان جون بيرس: هل هذا كل شيء؟! هل كذبت علينا العرافة؟! ثم نحلم أن نكمل الرحلة كحكماء رواقيين بعد أن أدركنا أن الحرية هي المعرفة ووعي الضرورة. وبعد أن أدركنا أن الحياة دراما كبرى لا ثبات فيها، وعلينا أن نؤدي فيها دورنا بفروسية وشرف سواء أكنا نعيش في المتن أو على الهامش.

وهي الفروسية والاحساس بالمسؤولية التي تجعلنا نحلم أيضًا بأن يأتي اليوم الذي نتفرغ فيه لكي نقول كلمتنا، ولكي نروي الحكاية التي عشناها، ونوشك على تجاوزها، نرويها لمن سيأتي بعدنا لكي لا يتعلموا منها ولا يُعيدوا تكرار أخطائنا، ولكي نقول لهم: لقد كنا ذات يوم مثلكم نحلم ونتمنى أن نتجاوز ما هو كائن في حياتنا وبلادنا نحو آفاق ما ينبغي أن يكون، لكنا للأسف لم نغادر مكاننا، فاذكرونا وسامحونا.

إعلان

إعلان

إعلان