لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لهذا يحضر العلماء لبناء مركبة فضائية!

07:18 م الإثنين 28 مايو 2018

برلين (دويتشه فيله)

خطر قاتل يهدد الكوكب الأزرق عام 2135 بحسب توقعات علماء الفضاء عقب ارتطام كويكب بالأرض. ورغم أن الاصطدام المحتمل لن يحدث قبل مائة عام، إلا أن العلماء يعكفون على إيجاد حلول لإنقاذ الأرض.

لن يلومك أحد إذا لم تنشغل بما قد يحدث لكوكب الأرض يوم 25 سبتمبر عام 2135. لكن العلماء يشعرون بالقلق نظرا لأن هناك احتمال ضئيل، لا تتجاوز نسبته 1 إلى 2700 وفق الحسابات الحالية، أن يرتطم بالأرض كويكب أطول من مبنى "إمباير ستيت" في الولايات المتحدة، وأثقل 1664 مرة من وزن السفينة المنكوبة تايتانيك.

وإذا ما حدث هذا الارتطام، فإن التقديرات تشير إلى أن الطاقة الحركية الناجمة عنه سوف تساوي 1200 ميغا طن، بما يمثل 80 ألف ضعف الطاقة الناجمة عن القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية في أواخر الحرب العالمية الثانية.

ويقول كيرستن هاولي عالم الفيزياء في مختبر "لورانس ليفرمور" الوطني في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إن "فرص حدوث هذا الارتطام تبدو ضئيلة حاليا، لكن العواقب سوف تكون وخيمة إذا ما حدث بالفعل".

ويكرس المختبر جهوده لتوظيف العلوم والتكنولوجيا لخدمة الأمن القومي الأمريكي. ويعمل الباحثون في مختبر لورانس ليفرمور ضمن "فريق وطني للدفاع عن الكوكب". ويضم هذا الفريق في عضويته وكالة علوم الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) ووكالة الأمن النووي الوطنية ومختبر "لوس آلاموس" الوطني.

وصمم الفريق سفينة فضاء تخيلية مهمتها تحويل مسارات الكويكبات المتجهة إلى الأرض. وأجرى هذا الفريق تقييما بشأن ما إذا كان سوف يستطيع تحويل مسار الكويكب العملاق الذي أطلق عليه اسم "101955 بينو" والذي قد يرتطم بالأرض عام 2135. وتصنف وكالة ناسا الكويكب "بينو" باعتباره من أخطر الأجرام الفضائية التي رصدت بالقرب من كوكب الأرض حتى الآن، والتي يزيد عددها عن 10 آلاف جسم فضائي.

"أوزيريس ريكس" تستكشف الكويكب

ومن أجل معرفة المزيد بشأن هذا الكويكب القاتل، أطلقت ناسا عام 2016 سفينة الفضاء "أوزيريس ريكس" من أجل ترسيم خريطة لهذا الكويكب وإحضار عينات منه. وتصل تكلفة هذه الرحلة إلى مليار دولار، وهي أول رحلة من نوعها تقوم بها الولايات المتحدة.

وكان هذا الكويكب من قبل يعرف باسم "1999 أر كيو 36"، ولكن طفلا أمريكيا في التاسعة من عمره أطلق عليه خلال مسابقة أجريت عام 2013 اسم "بينو" للإشارة إلى طائر أسطوري فرعوني قديم كان يعرف باسم بينو ويأخذ شكل طائر بلشون رمادي اللون.

ويصل قطر هذا الكويكب إلى حوالي 500 متر، وهو غني بالكربون ويعتقد أنه ربما يحتوي على مواد عضوية أو دلائل جزيئية بشأن احتمالات وجود حياة، ويزن هذا الجسم الفضائي قرابة 79 مليار كيلوجرام، وهو يدور حول الشمس بسرعة تزيد عن 100 ألف كيلومتر في الساعة.

ويقترب هذا الكويكب من الأرض مرة كل ست سنوات. ومن المتوقع أن تبدأ المركبة أوزيريس ريكس اقترابها من بينو في آب/ أغسطس المقبل قبل أن تصل إليه في كانون أول/ ديسمبر. وسوف تستخدم المركبة خمسة أجهزة على متنها لاستشعار ومسح سطح الكويكب عن بعد، لتحديد تكوينه.

سفسنة فضاء لإنقاذ الكوكب الأزرق

وفي عام 2020، من المقرر أن تجمع ما بين 60 غراما وكيلوغرامين من المواد التي يتكون منها سطح الكويكب قبل أن تعود إلى الأرض عام 2023 .

وسوف تساعد معرفة الخصائص الفيزيائية والكيميائية للكويكب العلماء على تطوير استراتيجية لدرء خطره إذا ما اقتضت الضرورة. وأطلق على سفينة الفضاء التي صممها العلماء لتحويل اتجاه الكويكب بينو اسم "هامر" أي "المطرقة" وهي كلمة مختصرة للتعبير عن "البعثة الفضائية للاستجابة الطارئة لتخفيف أثار الكويكب فائق السرعة"، ويصل طولها إلى تسعة أمتار وتزن 8.8 طن،

وقد تم تصميمها بحيث يمكنها القيام إما بدور "وحدة الارتطام اعتمادا على الطاقة الحركية" من أجل الاصطدام بالكويكب أو كمركبة لنقل قنبلة نووية.

ويقول العلماء الأمريكيون أن الطريقة المفضلة هي الارتطام بالكويكب بغرض تحويل مساره التصادمي مع الأرض، ولكن ليس بقوة كبيرة بحيث يتسبب الارتطام في تفتيته. أما طريقة تحويل مسار الكويكب عن طريق الانفجار النووي، فهي تقوم على إحداث انفجار نووي على مسافة من الكويكب، وليس على سطحه كما جاء في فيلم الخيال العلمي الأمريكي "أرماجادون" عام 1998.

سيناريوهات محتملة

وفي دراسة نشرت مؤخرا في دورية "أكتا أسترونوتيكا" العلمية، ذكر العلماء أنه في حالة اتخاذ القرار بتحويل مسار الكويكب بينو، فإن بناء المركبة الفضائية وتخطيط الرحلة والسفر إلى الكويكب سوف يستغرق نحو سبعة أعوام على الأقل. ويؤكد العلماء أن تأجيل الرحلة سوف يعقد بشكل كبير هدف تحويل مسار الكويكب، إذ أن القوة اللازمة لتغيير مسار بينو بشكل كاف تزداد كلما اقترب من الأرض.

وتشير تقديرات العلماء إلى أن تحويل مسار الكويكب وهو على بعد 25 عاما من الأرض سوف يتطلب إرسال ما بين سبعة إلى 11 سفينة فضاء من نوعية هامر، أما إذا وصل الكويكب إلى مسافة عشر سنوات من الأرض، فإن تحويل مساره سوف يحتاج ما بين 34 و 53 سفينة هامر.

ورغم أن أبحاث العلماء لم تتضمن محاكاة لسيناريوهات تغيير مسار الكويكب عن طريق التفجير النووي، إذ من المقرر نشر هذه السيناريوهات في المستقبل القريب، إلا أنهم يقولون إن أبحاثهم أظهرت أن تحويل مسار جسم فضائي ضخم مثل بينو سوف يتطلب خيارات نووية أكثر قوة، من أجل إحداث تأثير كبير في سرعة الكويكب ومساره.

ورغم أن بينو قد يقتل الكثير من الأحياء على الأرض، إلا أنه يحمل دلائل بشأن كيف بدأت الحياة على كوكبنا في المقام الأول. ويقول إدوارد بيشور نائب كبير الباحثين في مهمة أوزيريس ريكس بوكالة ناسا: "إننا سوف نذهب إلى بينو لأننا نريد أن نتعرف على التغيرات التي طرأت عليه خلال رحلة تطوره".

وأضاف أن "خبرات بينو سوف تخبرنا الكثير بشأن من أين جاء نظامنا الشمسي وكيف تطور". وأردف قائلا: "على غرار المحققين في المسلسلات البوليسية، فإننا سوف نفحص الدلائل من بينو حتى نفهم بشكل أكبر قصة النظام الشمسي، وهي في نهاية المطاف قصة نشأتنا".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان