لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

برلين تتجه إلى الموسيقى لمكافحة المخدرات في مترو الأنفاق

05:52 م الأربعاء 22 أغسطس 2018

برلين (دويتشه فيله)

خطة جديدة لمكافحة المخدرات في واحدة من أكثر محطات مترو برلين ازدحاما بالركاب، الخطة التي تعمل الخطوط الحديدية الألمانية على تنفيذها، تعتمد على موسيقى كلاسيكية معينة، غير أن السكان المحليين لا تعجبهم التجربة على ما يبدو.

تخطط شركة الخطوط الحديدية الألمانية/ دويتشه بان (DB) للتوجه إلى نوع من الموسيقى الكلاسيكية وبثها في محطة "هيرمانشتراسه" في حي نويكولن في برلين، في محاولة لإبعاد الأشخاص الذين يستخدمون المكان لتعاطي المخدرات.

وقد تم الكشف عن هذه المبادرة في وقت سابق من هذا الأسبوع من قِبل رئيس القسم الإقليمي الشرقي في "دويتشه بان" فريدمان كيسلر، وأكد المتحدث باسم الشركة هذه المعلومات لـ"DW"، إذ قال إن " تجربة الفكرة ستبدأ قبل نهاية العام".

التفاصيل لا تزال غير واضحة، حيث لم يتم اختيار الموسيقى حتى الآن، على الرغم من ذلك، ووفقًا لتقرير نشر في صحيفة "تاغزشبيغل في برلين" فقد تم اختيار الموسيقى الكلاسيكية "اللامقامية" "لأنها تقوض تماما عادات الاستماع التقليدية".

ونقلت الصحيفة عن كيسلر الذي يشرف على نحو 550 محطة تابعة للشركة قوله بأن "بعض الناس يجدون هذه الموسيقى جميلة، لكن آخرين يعتبرونها شيئًا يهربون منه ولا يطيقون سماعه"، وهو رأي قد يكون ضربة قوية لمنظمي "موسيقى اتونال" "أو الموسيقى "اللامقامية" في برلين الذي سيبدأ هذا الأسبوع.

اعترف كيسلر أن المبادرة قد غير مناسبة من ناحية مدى حصولها على التأييد، كما أنها قد تزعج بعض المسافرين، لذلك لن يتم عزف الموسيقى على المنصات، وسيتم تجريب عرض بمستويات مختلفة للصوت.

ركاب في حيرة

ردود الأفعال على الفكرة كانت متفاوتة، بعد أن تمت تجربتها يوم الأحد، عندما لم يكن هناك أي مظهر على أن أحدًا ما يقوم بتعاطي المخدرات في المحطة، "حسنا، "يمكن اتباعها، إذا كانت ستساعد بالفعل على إيقاف تعاطي المخدرات"، قال أحد الركاب باستهجان، وذلك قبل أن تنتشر سمعة محطة "هيرمان شتراسه" على خط مترو U8 في برلين كواحدة من أشهر محطات الخط المعروفة باستهلاك المخدرات.

أما جانين التي تقصد المحطة بشكل دائم فتقول: "لا أعتقد أن هذه الموسيقى ستبعد مدمني المخدرات. هذا مكان لقاء لهم، وهم يملكون الكثير من الأماكن للاختباء، هذا واضح للجميع، وأنا أحاول عبور المحطة بأسرع ما يمكن".

وبدورها لم تقتنع ريبيكا هابيخت، وهي من السكان المحليين، بالمبادرة وقالت: "إن المدمنين ربما يقصدون هذه المحطة منذ تأسيسها، وقد تم تجريب العديد من المبادرات المختلفة لإبعادهم، ولو نجحت في إبعادهم من هنا إلا أنها ستدفعهم لتغيير مكانهم فقط، وهذا لن يغير شيء، أعتقد يجب الاهتمام أكثر بما قد يرغب الركاب بسماعه، وما هو تأثير هذه الموسيقى عليهم".

وتضيف ريبيكا، التي تعيش بالقرب من المحطة منذ 30 عامًا "لا أعتقد ان المدمنين يشكلون خطورة، لا بأس إذا كنت لا تحبهم جالسين أو مستلقين، لكن السؤال هو: كم عدد المدمنين الذين يهاجمون الركاب؟ لا أعتقد هم كثر ، بالطبع تواجدهم ليس لطيف، لكني لا أشعر بالتهديد من وجودهم".

سارا بيرغ، التي تعمل في كشك عند مدخل المحطة، تتقاسم مع ريبيكا نفس الشعور، وتقول "معظم الناس لا يضايقهم تواجد المدمنين هنا"، لقد اعتادوا على ذلك. أحيانًا يحاول هؤلاء سرقة الاشياء أو مضايقة البعض، لكن لا يؤذون الناس بشكل جدي، فالناس تعرف كيف تتجنبهم". وتضيف الشرطة وأفراد الأمن التابعين لشركة "دويتشه بان" يراقبون المحطة عن كثب، وعادةً ما يتم استبعاد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بشكل علني وبسرعة.

وقالت "بالطبع لديك دائما بعض المدمنين، لكنهم يتنقلون دائماً، وإذا كان أحدهم يجلس هنا، سيكون هناك حوالي 20 آخرين بعد نصف ساعة".

عاملون آخرون في المحطة أبدوا حماسًا أكبر بشأن التجربة، وقال شفيق حمودة الذي يدير مخبزاً صغيراً في محطة مترو الأنفاق، إنه "يتعرض لمضايقات باستمرار من قبل متعاطي المخدرات، وخاصة في ساعة متأخرة من الليل، فهم يحاولون دائمًا سرقة المشروبات من الثلاجة وأحيانا يكونون خطرين، خاصة مدمني الكحول منهم".

إن فكرة استخدام الموسيقى لمواجهة المشاكل الاجتماعية ليست جديدة، ففي عام 2010 جرب مشغل النقل العام في برلين/ BVG، استخدام الموسيقى الكلاسيكية لإبعاد المدمنين عن إحدى المحطات في غرب المدينة، كذلك لجأت إلى هذه الفكرة السلطات في هامبورغ، بينما حاولت لندن استخدام الموسيقى في محطات السكك الحديدية، استنادًا على فكرة أن الموسيقى الكلاسيكية المهدئة قد تقلل من السلوك الاجتماعي غير المرغوب به.

بالنظر إلى أن مبادرة كيسلر على تشتيت الناس من خلال الموسيقى، إلا ان هذه التجربة في برلين قد تأتي بنتائج عكسية، فيما يؤكد هو "يجب علينا القيام بتجربة شيء ما، بدلاً من الاستسلام".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان