فورين بوليسي: هل حققت واشنطن أهدافها بتعليق مساعداتها لمصر؟
كتبت – سارة عرفة:
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير نشرته في عددها الأخير عن الوضع في مصر خاصة بعد تعليق المساعدات الأمريكية للقاهرة الأمر الذي أثر على العلاقات بين البلدين. وتساءلت المجلة عن ما اذا كانت واشنطن استطاعت تحقيق أي من أهدافها بعد قراراها بتعليق مساعداتها لمصر؟
وأضافت المجلة أن القرار الأمريكي كان بغرض الضغط على مصر لتحول ديمقراطي سريع، لكن حتى هذا السبب بدا غير مقنع بالمرة، موضحة أنه لو كان هذا هو السبب الحقيقي لقامت أمريكا بما هو أكبر بكثير من ذلك.
وتقول المجلة إن الولايات المتحدة تريد فقط أن تظهر "شيئا ما" من العقوبات على الحكومة المصرية المدعومة من العسكر؛ تلك الحكومة التي لم تهتم بوضعها الدولي غير المستقر، واستمرت في قتل مواطنيها، حسب ما تقول المجلة.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الأمريكية انهم كانوا يبحثون عن طريقة دبلوماسية مناسبة توضح لمصر غضبهم، وذلك بدا في كلام وزير الخارجية "جون كيري" الذي شدد على ان تعليق المساعدات لا تعني الانسحاب من العلاقات التي تربط البلدين – حسب المجلة.
ولفتت المجلة إلى أن هذا القرار جاء بنتيجة عكسية لصالح مصر التي روجت لحكومتها الجدية بهذا القرار مستدله بذلك على استقلاليتها أمام أمريكا.
وقوبل هذا القرار من الجانب المصري بعد اهتمام كافي وذلك بعد ان أعلن وزير الخارجية المصري أن هذا القرار خاطئ ولا يناسب الوقت الحالي، كما أكد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لمفوضية الاتحاد الأوروبي "كاثرين أشتون" أن التهديد بقطع المساعدة لن يؤتي ثماره مع مصر، وذلك لأن علاقة مصر مع جيرانها تتيح لها التغلب على أي أزمة مالية.
ووصف رجل الأعمال نجيب ساويرس على هذا القرار بأنه "متعجرف"، مضيفا لا تستهينوا بكرامة المصريين.
وأشارت المجلة إلى أن الأموال التي تدفعها الولايات المتحدة في صورة مساعدات تعود إليها مرة أخرى، وفق اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل التي تلزم القاهرة بشراء معدات أمريكية وتوظيف مستشارين أمريكيين، مشيرة إلى أن قطع واشنطن للمساعدات عن مصر، لا يشكل تهديدا للحياة أو يسبب قلقا للقادة المصريين.
كما أشارت فورين بوليسي إلى أن مصر ما زالت تسبح – بحسب تعبيرها – في دولارات دول البترول، والتي جعلت الحكومة المصرية لاتحتاج لتمويل صندوق النقد الدولي.
من جهة ثانية، لفتت المجلة إلى "سيكولوجية الحكام المصريين"، وقالت إن الحكومات التي تعاقبت على مصر منذ يناير 2011 ، كان لديهم ميل للتضحية بمكاسب طويلة الأمد في مقابل الشعبية، مشيرة إلى أن المجلس العسكري هو الذي وقف أمام قرض صندوق النقد في 2011، في حين كان هناك توصيات من قبل الخبراء في وزارة المالية.
وقالت المجلة إن إسرائيل بدت حزينة للغاية بعد قرار وقف المساعدات الأمريكية، وأشارت حكومة نتنياهو إلى أن القرار الأمريكي "خطأ استراتيجي" وفقا لما جاء بالقناة الثانية الإسرائيلية على لسان مسؤول في حكومة نتنياهو.
ونقلت المجلة قول المسؤول الإسرائيلي الذي أشار إلى أن على واشنطن أن تضع في اعتبارها "اهتمامات أكثر"، بالنظر إلى العلاقات مع القاهرة.
وختمت المجلة تقريرها بالقول إنه لو أن الولايات المتحدة جادة في الضغط على الحكومة المصرية لتبني نظام حكم أكثر تشاركية، فكان عليها أن تمنح بعض الوسائل لمنظمات المحلية التي لديها تأثير أكبر من "العبث" بالمساعدات العسكرية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: