إعلان

صحيفة أمريكية: الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط يخيف أصدقاءها بالمنطقة

09:30 ص الجمعة 01 نوفمبر 2013

لوس أنجلوس - (أ ش أ):

رأت صحيفة ''لوس انجلوس تايمز'' الأمريكية أن الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط يخيف أصدقاءها بالمنطقة ويشجع أعداءها بينما أزمات المنطقة لا تتوقف.

ورصدت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني - مستويات التدخل الأمريكي وأدواره على ساحة الشرق الأوسط في ظل قيادة الرئيس باراك أوباما بدءا من مده يده للعالم الإسلامي عام 2009 وانتهاء بإعلانه الشهر الماضي عن ضرورة التركيز على المصالح الأساسية في المنطقة ، مرورا بمواقفه إزاء ما شهدته هذه المنطقة من أحداث زاخرة بين هذا الموقف وذاك.

واستهلت الصحيفة تعليقها بالعودة بالأذهان إلى ما قبل عامين وبينما كان الربيع العربي في أوجه حينما أعلن أوباما أن تشجيع الديمقراطية في الشرق الأوسط سيتصدر الأولويات في أمريكا قائلا ''نعرف أن مستقبلنا مرتبط بهذه المنطقة بروابط اقتصادية وأمنية'' ، وأضافت '' لم تتكشف السنوات التالية للأسف عن أكثر من قائمة من الأحلام المتحطمة ؛ فالثورة الديمقراطية في مصر سطت عليها جماعة ''الإخوان'' التي أطاح بها الجيش لاحقا ، وليبيا فقد تحولت إلى عبث فوضوي ، أما سوريا فقد انزلقت إلى حرب أهلية''.

ورصدت في ظل هذه الوقائع انخفاض سقف طموحات أوباما بعد أن صار أكثر حزنا وحكمة، لافتة إلى تصريح له في الأمم المتحدة الشهر الماضي أكد فيه أنه يتعين على الولايات المتحدة في الوقت الراهن التركيز على ''مصالحها الجوهرية'' من مكافحة للإرهاب وتأمين للواردات النفطية ، دونما إشارة تذكر إلى الديمقراطية ، كما غاب هدف آخر هو مساندة المعارضة السورية في الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وقالت الصحيفة إن الأمر لم يقف بأوباما عن هذا الحد وإنما تجاوزه إلى التخطيط لتقليص الوقت المخصص للنظر في قضايا الشرق الأوسط ، مشيرة إلى قول مستشارة أوباما للأمن القومي سوزان رايس الأسبوع الماضي ''لا يمكننا الاستغراق على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في نظر مستجدات منطقة واحدة مهما كانت أهمية هذه المنطقة''.

ورأت ''لوس أنجلوس تايمز'' أن هذا يبدو في معظمه انسحابا.. ولكنها نوهت في المقابل عن إصرار بعض المسؤولين بالإدارة الأمريكية على أن هذه زاوية خاطئة لرؤية قائمة أولويات أوباما الآخذة في الانكماش.. قائلين إن السؤال يتعلق بما الذي يمكن تحقيقه ولم تحققه إدارة أوباما؟.

وترى الصحيفة أن أوباما بات يرصد على رأس قائمة أولوياته في سنواته الثلاث المتبقية ملفين اثنين: الأول محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، على الرغم من معرفة الجميع بالإدارة الأمريكية أن تحقيق تسوية نهائية لهذا الملف شيء بعيد المنال. أما الملف الثاني فهو انتهاج الدبلوماسية إزاء الطموحات النووية الإيرانية ، وأشارت الى أن أهمية هذا الملف الأخير إنما تكمن في أن الدبلوماسية هي البديل الوحيد للحرب.

وتساءلت الصحيفة عن مكمن الخطأ في هذه الصورة؟ وانبرت تدافع عن تراجع أوباما وخفضه سقف طموحاته في منطقة الشرق الأوسط ، قائلة إن أمريكا لابد أن توازن بين مواردها وما تستطيع أن تتعهد بتحقيقه ؛ مشيرة إلى أن غرس مبادئ الديمقراطية ورعايتها في العالم العربي طالما كان أمرا صعبا طريقه وعرة.

وأضافت ''لكن تقليص مستوى الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط لن يجدي؛ ذلك أن المنطقة تصدر مشكلات واحدة تلو الأخرى سواء زاد اهتمامنا بالمنطقة أم نقص.. فمشكلات أسلحة الدمار الشامل والحروب الأهلية والإرهابيين والنفط لا تزال تميز المنطقة''.

وتابعت الصحيفة ''كما أن إعلان أننا في أمريكا لم نعد نكترث على غرار الماضي - حتى ولو كان ذلك من قبيل محاولة تفادي اللوم عندما تسوء الأمور- يجعل الأمر أكثر سوءا ؛ ذلك أن إعلان انسحاب الولايات المتحدة من شأنه إخافة الأصدقاء وتشجيع الأعداء''.

وقالت ''لوس انجلوس تايمز'' إن الديمقراطيات المحبطة في العالم العربي خلصت في نهاية المطاف إلى أن الولايات المتحدة انسحبت من الدفاع عن قضيتها.. وأشارت إلى قلق كل من السعودية وإسرائيل - وكلاهما صديق أمريكي – من تراخي موقف أوباما إزاء إيران.. وفي مصر، رأت الصحيفة أن أيا من الجيش أو جماعة ''الإخوان'' بات يعتقد ان الرئيس الأمريكي لا يحبه.. وفي سوريا ، بات مقاتلو المعارضة الذين دعمتهم أمريكا يوما ما يهاجرون إلى معسكر الجهاديين حيث الداعمين العسكريين أكثر جدارة بالاعتماد عليهم.

وأشارت الصحيفة الأمريكية الى أن التحدي الرئيسي الذي يواجهه أوباما منذ البداية على صعيد السياسة الخارجية كان هو تحقيق المعادلة الصعبة التي تحافظ على أمريكا كقوة عظمى مع الاقتصاد في الإنفاق والتقليل من الحروب.. ورأت أن هذه الحقيقة هي التي أنتجت التردد بين التدخل بحماس – والذي تجلى في يد الرئيس الممدودة للعالم الإسلامي في 2009 ومباركته ثورات الربيع العربي عام 2011 - ونوبات الفتور الناتج عن الاصطدام بالواقع.

واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن هذه الحالة من التأرجح ربما كان لا مفر منها ، ولكنها في المقابل جعلت السلوك الأمريكي متقلبا يتعذر التنبؤ به الأمر الذي انعكس بالسلب على الحلفاء.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: