نيويورك تايمز: اجتماع جنيف يقرر عدم إمكانية عقد مؤتمر سلام
واشنطن-(أ.ش.أ):
عزت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية إخفاق اجتماع ضم دبلوماسيين كبارا من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة، في جنيف أمس الثلاثاء، في الاتفاق على موعد لعقد مؤتمر للسلام بشأن سوريا، إلى استمرار الخلافات بشأن عدد من المسائل الرئيسية؛ تتمثل في مشاركة إيران والدور المحتمل للرئيس السوري بشار الأسد في أي عملية سلام مستقبلية وكيفية تمثيل المعارضة السورية في المؤتمر.
وقالت الصحيفة -في تقرير بثه موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، إن هؤلاء الدبلوماسيين أقروا بعدم إمكانية عقد مثل هذا المؤتمر خلال نوفمبر الجاري وإنه من غير المحتمل أيضا عقده خلال العام الحالي، نظرا لعدم توصل الدبلوماسيين المشاركين في الاجتماع إلى حل للعقبات الرئيسية ومن بينها ماهية الدول التي ستحضر المؤتمر، والأطراف التي ستمثل المعارضة السورية المنقسمة، والدور الذي قد يلعبه الرئيس بشار الاسد في اي عملية سلام مستقبلية.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لشؤون سوريا الأخضر الإبراهيمي قوله ''كنا نأمل في إعلان موعد اليوم لهذا المؤتمر، ولكن للأسف لم يتسن ذلك، ومازلنا نسعى لرؤية ما إذا كان بوسعنا عقد المؤتمر قبل نهاية العام الحالي''، وإشارته إلى أنه سيعقد لقاءات مع مسؤولين في جنيف يوم 25 نوفمبر الجاري من أجل دفع الجهود التي تهدف إلى عقد مؤتمر السلام الذي اقترحته روسيا والولايات المتحدة لأول مرة قبل 6 أشهر.
وتأتي محاولات عقد المؤتمر في وقت ارتفع فيه عدد السوريين الذين شردتهم الحرب بالفرار للخارج أو النزوح الداخلي، إلى أكثر من 9 ملايين شخص يمثلون نحو 40% من سكان سوريا، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة مؤخرا، وتصريحات الإبراهيمي بأن نحو 6 آلاف سوري يفرون إلى دول الجوار يوميا، وأن مؤتمرا طارئا جديدا للمانحين سيعقد خلال الشهور المقبلة من أجل توفير المساعدات الإنسانية.
وأشارت ''نيويورك تايمز'' إلى أن الإبراهيمي التقى خلال الجولة الاولى من المحادثات التمهيدية لعقد مؤتمر للسلام في جنيف أمس مع وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، واثنين من مساعدي وزير الخارجية الروسي هما ميخائيل بوجدانوف وجينادي جاتيلوف، وأن المناقشات توسعت في وقت لاحق لتشمل ممثلين من دول أخرى دائمة العضوية بمجلس الأمن هي بريطانيا والصين وفرنسا، وان جلسة أخرى لاحقة شملت مسؤولين من دول مجاورة لسوريا هي العراق والأردن ولبنان وتركيا وتضمنت الاستماع إلى إيجاز من وكالات الإغاثة الدولية.
وأوضحت أن الإبراهيمي قال في تصريحاته إن عدم كفاية الإعداد من جانب المعارضة السورية كان سببا واضحا ومباشرا لتأجيل مؤتمر السلام وإن المعارضة السورية منقسمة وتواجه مشاكل كثيرة.
وقالت إن الائتلاف الوطني المعارض ليس له تأثير على الجماعات المسلحة التي تقاتل الرئيس الاسد وخاصة الجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة والذين يعدون بين اكثر المقاتلين فعالية.
ونوهت بأن الإبراهيمي اعترف بأن الدبلوماسيين المجتمعين لم يتمكنوا من الاتفاق بشأن ما إذا كانت ستتم دعوة إيران وهي أكبر الحلفاء الإقليميين للرئيس الاسد إلى مؤتمر السلام، وأن مشاركة طهران ستجري دراستها بشكل أكبر في وقت لاحق.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية وهي مؤيد رئيسي للثوار في سوريا ما زالت تعارض مشاركة إيران في محادثات السلام، ولكن الحكومات الغربية التي تعترف بإيران كمشارك مهم بدت أقل معارضة لمشاركتها بالمؤتمر، موضحة أن دبلوماسيين يقولون إن هناك عقبة رئيسية وهي إحجام إيران عن الاعتراف ببيان مؤتمر جنيف الأول الذي عقد في يونيو 2012 والذي يدعو الى فترة انتقالية في سوريا في ظل حكومة تشكل بالتوافق.
وقالت ''نيويورك تايمز'' إن دور الأسد في حكومة انتقالية يبدو عقبة رئيسية، وإن الأسد قال خلال اجتماع مع الإبراهيمي في دمشق الأسبوع الماضي إن ''الشعب السوري فقط هو المخول له صياغة مستقبل سوريا'' وهي صيغة تعارض الاصرار الامريكي على أن يستقيل في اطار اي عملية سلام، مشيرة إلى قول وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لوكالة الأنباء السورية الرسمية ''لن نذهب إلى جنيف لتسليم السلطة، فالرئيس بشار الأسد سيظل رئيسا للدولة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: