صحيفة أمريكية: إيران تتحول من عدو إلى حليف
نيويورك - (أ ش أ):
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الأثنين أن الاتفاق النووي الأخير الذي أبرمته إيران والسداسية الدولية في مدينة جنيف السويسرية بشأن برنامجها النووي ، أعطى للغرب فرصة كبيرة لإحداث التقارب وبناء تعاون استراتيجي كبير مع إيران ، ومن ثم تحويلها من عدو إلى حليف .
ومع ذلك ، أقرت الصحيفة - في المقال الذي كتبه لها الصحفي الأمريكي والزميل في معهد الدراسات الإيرانية بجامعة سانت أندروز ، ديفيد باتريكاراكوس - أن اتفاق جنيف لم يتم من دون إحداث ضجة كبيرة بين صقور الشرق الأوسط ، على حد وصف الكاتب .
وقال باتريكاراكوس : "إن التحالفات الدولية تمر حاليا بتغيرات وتحولات جسيمة ؛ فهناك علاقات تتجمد وأخرى يذوب جليدها .. مشيرا إلى أنه في الـ 30عاما الأخيرة كانت العلاقات الأمريكية - الإيرانية تدور في دوامة من الشك والريبة ، بما أضر مصلحة البلدين .
ودعا الإدارة الأمريكية إلى دراسة إجراء تعديلات تدريجية في السياسات الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط ، بما يدفع إيران لأن تعيد انخراطها من جديد في المجتمع الدولي على نحو يحولها من عدو إلى حليف.
وأضاف : " أنه رغم أن هذا الأمر ربما لا يكون يسيرا ، إلا أنه سيكون مجديا بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل والشعب الإيراني".
ومضى باتريكاراكوس في سرد المنافع التي سوف تتمخض عن اندماج إيران في المجتمع الدولي وقال :" إن إيران - التي تقع بين بحر قزوين ومنطقة الخليج - تستطيع وقف دخول الصين إلى مصادر الطاقة المهمة في إيران وتعمل في الوقت ذاته كحائط صد ضد بسط المزيد من النفوذ الروسي .
وأضاف:" أن إيران تؤثر أيضا في سير الأحداث في لبنان من خلال علاقتها بحزب الله ، وفي الأحداث الجارية في فلسطين وإسرائيل ، وذلك من خلال علاقتها بحركة حماس .. فضلا عن حقيقة استحالة إيجاد حل للأزمة السورية بدونها" .
وأوضح أن إيران تعارض حاليا الولايات المتحدة في كافة هذه الصراعات - لسبب يعود بشكل كبير إلى عداوتها التاريخية مع واشنطن ، وهو سبب يفوق العداوة الايديولوجية أيضا - لذلك تستخدم طهرن حزب الله اللبناني لجني مصالحها الاقليمية ومهاجمة إسرائيل من أجل كسب تأييد الشعب العربي وليس من منطلق التزام حقيقي بالقضية الفلسطينية .
وأردف الكاتب الأمريكي يقول :" إنه بينما يبدو أن دعم إيران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أكثر صدقا ، إلا أن سلوكها القديم يكشف أنها قد تميل يوما إلى المساهمة في تسوية القضية السورية عبر أية طريقة كانت".
وأوضح أن إيران تواصلت في عام 2003 مع المسئولين الأمريكيين خوفا من تعرضها لأية ضربة عسكرية ، حيث عرضت حينها جميع كروتها للتفاوض ، بما فيها تأييدها لحركة حماس وحزب الله .. الأمر الذي أثار جدلا كبيرا في واشنطن وكشف أن إيران على استعداد دوما لاستخدام مسألة دعمها للمتشددين كورقة مساومة.
وكشف أن للولايات المتحدة وإيران في حقيقة الأمر الكثير من المصالح المتداخلة، فكلاهما يبادلان الكراهية لحركة طالبان وهو ما ظهر في تعاونهما سويا في الحرب على أفغانستان عام 2001 ، وحتى اليوم تعارض الدولتان تنظيم القاعدة .. لذلك يمكن لإيران أن تساعد الأجهزة الاستخباراتية والإقليمية في هذا الصدد.
واستطرد الكاتب الأمريكي يقول - في مقاله بالنيويورك تايمز - إن إيران سوف تستفيد بالقطع من تحسن علاقاتها مع الولايات المتحدة ، فهي عانت الكثير منذ حرب العراق في ثمانينيات القرن الماضي ومرورا بالعقوبات المشددة التي فرضت عليها بسبب برنامجها النووي ، إذ تحتاج إيران بشدة خلال الوقت الراهن إلى تدفق الاستثمارات في القطاعات المالية والنفطية والتعامل مع الخبراء الأجانب لتعزيز وضعها الاقتصادي .. موضحا أن أيا من هذه الأمور لن يتحقق دون رأب الصدع في علاقتها مع واشنطن .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: