الاندبندنت: الهجوم الإسرائيلي في سوريا يثير مخاوف اندلاع صراع إقليمي
لندن – (بي بي سي):
هيمنت على الصحف البريطانية الصادرة الجمعة تداعيات الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير في سوريا، بالإضافة إلى عدد من قضايا الشرق الأوسط وأفريقيا بينها الأزمة السياسية في مصر ونشاط الجهاديين في شرق أفريقيا.
نبدأ بصحيفة الاندبندنت التي قالت في افتتاحيتها إن الهجوم الإسرائيلي في سوريا ينذر بخطورة اتساع رقعة ما وصفته ''بالحرب الأهلية'' الضارية في سوريا وتحولها إلى صراع إقليمي.
وتقول مصادر أمنية غربية إن هذا الهجوم استهدف قافلة كانت تقل أسلحة ثقيلة متطورة متجهة إلى لبنان وحزب الله، في حين نفت سوريا ذلك وأكدت أن الهجوم استهدف منشأة بحثية.
وتقول الصحيفة إن الوضع في داخل سوريا مفزع بصورة كافية، حيث قتل أكثر من 60 ألف شخص خلال الانتفاضة المستمرة منذ ما يقرب من عامين ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وتشير إلى أنه بالرغم من ضعف قبضة النظام، فإن الحرب تزداد سوءا ودموية، بالإضافة إلى تشريد ما يصل إلى أربعة ملايين من المدنيين، العديد منهم الآن يعانون الجوع والطقس البارد ويموتون من الأمراض.
والأمر الذي يثير المخاوف بنفس الدرجة هو نطاق الجوار السوري القابل للاشتعال بشدة، حيث لا يزال الآلاف من اللاجئين يتدفقون إلى الأردن وتركيا ولبنان، في الوقت الذي تم فيه نصب أول بطارية من ست بطاريات صواريخ باتريوت لحلف الناتو على حدود تركيا مع سوريا، وسيتم نصب الأخرى لاحقا، وحركت إسرائيل بطاريات نظام القبة الحديدية الدفاعي إلى حيفا في الشمال.
هذه الإجراءات، بحسب الصحيفة، هي دفاعية في ظاهرها، لكنها لا تمثل وصفة مناسبة لتحقيق السلام، تماما كما هو الحال بالنسبة لتزايد أعداد من وصفتهم بالمتطرفين بصورة غير مسبوقة للقتال في سوريا، وهو ما يثير المخاوف بشأن مصير الأسلحة الكيمائية التي يقال أن سوريا تمتلكها.
تعتبر الصحيفة أن الهجمات الجوية الإسرائيلية وحدها لن ترجح كفة الميزان، فالنظام السوري يتعرض لضغوط كبيرة للغاية تحول دون قدرته على الرد، وحزب الله ربما لن يرد على الفور أيضا بالنظر إلى أن الهجوم لم يقع على الأراضي اللبنانية، وعلى الساحة الدولية فإن روسيا حليفة سوريا حصرت تنديدها في القنوات الدبلوماسية.
لكن هذه الملاحظات تمثل عزاء محدودا للغاية، حيث أن أحداث هذا الأسبوع تبرز مرة أخرى توازن القوى الهش في المنطقة، وإذا كانت هناك بالفعل قافلة تنقل أسلحة في طريقها لحزب الله فستكون محاولة واضحة لقلبه (هذا التوازن)، وفي ظل هذا الوضع فإن التوقعات لا تدعو للتفاؤل تماما.
لحظة خطر
تحت عنوان ''لحظة خطر'' تناولت صحيفة الديلي تليغراف أيضا الهجوم الجوي الإسرائيلي في سوريا، وقالت إنه من الصعب وقوع هذا الهجوم في لحظة أكثر خطورة من الوضع الحالي.
ترى الصحيفة أن إسرائيل لديها أسباب جيدة للغاية لشن هجومها ضد قافلة من الشاحنات على الحدود اللبنانية السورية يعتقد بأنها كانت تنقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله المدعوم من إيران.
وتسرد الصحيفة في هذا تحذير إسرائيل لسوريا بأنها لن تسمح بوجود مثل هذه الأسلحة في أيدي أشخاص يعقدون العزم على تدمير إسرائيل.
وتقول الصحيفة إنه في ظل ما سبق فإن هذه الضربات الجوية لم يكن من الصعب أن تأتي في فترة أشد صعوبة من اللحظة الحالية، فقد نشر حلف الناتو في وقت سابق من هذا الأسبوع بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود التركية مع سوريا، بينما نقلت إسرائيل نظام القبة الحديدية إلى حدودها الشمالية.
واعتبرت الصحيفة أن هذه التحركات دفعت إيران على لسان أحد المسؤولين البارزين إلى التحذير من أن بلاده ستعتبر أي هجوم على سوريا بوصفه هجوما على إيران، في الوقت الذي اتهمت فيه روسيا، التي تشعر بالحرج، إسرائيل بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة.
مصاعب تواجه مرسي في تعزيز سلطته
وفي صحيفة الفاينانشال تايمز نطالع تقريرا يتناول الاضطرابات السياسية في مصر، ويلقي الضوء على ما وصفتها بحدود سلطة الرئيس محمد مرسي.
وتحت عنوان ''أعمال الشغب تبرز حدود سلطة مرسي''، تقول كاتبة المقال هبة صالح إن أعمال الشغب التي اندلعت هذا الأسبوع وسقط فيها ضحايا في منطقة قناة السويس هي مثال واضح على حدود سلطة الرئيس مرسي ذي التوجهات الإسلامية.
وتقول الصحيفة إنه من خلال خرق حظر التجول الذي فرضه مرسي الأسبوع الماضي وعقد مسيرات ليلية وتنظيم مسابقات رياضية بل حتى الذهاب للتسوق، فإن مرسى يواجه مصاعب في فرض سلطته على بلد مقسم أصبح اندلاع العنف فيه أمرا أكثر تواترا.
دفعت هذه الاضطرابات وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للتحذير من أن استمرار الصراع السياسي قد يؤدي إلى ''انهيار الدولة''، وفسرت تصريحاته على نطاق واسع على أنها انتقاد قوي لكل من مرسي والمعارضة.
واعتبرت الكاتبة أنه بالرغم من أن منافسي مرسي يصفونه بأنه نسخة أخرى من الرئيس المخلوع حسني مبارك، فإن مرسي لديه قليل من أدوات السيطرة التي كانت متاحة لدى سلفه.
وتشير في هذا الصدد إلى أن مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي تعرضت للاضطهاد على مدى عقود وحظر نشاطها في الماضي، يكافح بشدة من أجل تعزيز قبضته على الهيكل الإداري الضخم والمؤسسات التي كانت دعائم رئيسية للنظام السابق، من بينها الشرطة والقضاء.
وتقول الصحيفة إنه بحسب محللين فإن المفهوم المنتشر على نطاق واسع بأن جماعة الإخوان المسلمين تهرول إلى احتكار السلطة يقوض أيضا من محاولات مرسي لتأكيد سلطته.
ومن بين العوامل التي أشارت إليها الكاتبة في هذا الصدد ما وصفته بصراع الإرادات بين مرسي وجهاز القضاء متمثلا في المحكمة الدستورية العليا التي أمرت بحل البرلمان العام الماضي الذي كان يهيمن عليه الإسلاميون.
مخاوف من انتشار نشاط الجماعات الجهادية في شرق أفريقيا
أيضا في صحيفة الفاينانشال تايمز نطالع مقالا حول الأوضاع في منطقة شرق أفريقيا وتزايد المخاوف من انتشار نشاط الجهاديين في أماكن أخرى في حال هزيمتهم هناك.
وتقول الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية واستخباراتية إقليمية في شرق أفريقيا إنه في مواجهة الضغط من القوات الأفريقية التي تقودها الأمم المتحدة، فإن المئات من المقاتلين الأجانب في حركة الشباب انتقلوا شمالا إلى اليمن وجنوبا إلى كينيا، حيث وقعت سلسلة من التفجيرات المميتة خلال الأشهر الأخيرة، في حين انضم آخرون إلى متشددين آخرين في أماكن أخرى في القارة وخارجها.
تشير الصحيفة إلى وجود مخاوف مماثلة لدى المسؤولين في غرب أفريقيا، حيث تزايد احتمال طرد المتشددين الإسلاميين خارج حدود مالي الطويلة والنائية بفضل العمليات العسكرية التي تقودها فرنسا لإخراجهم من معاقلهم في الصحراء في شمال البلاد.
وتنقل الصحيفة عن مات برايدن رئيس مؤسسة ''ساهان'' وهي منظمة أبحاث صومالية قوله إن هناك احتمالية متزايدة بأن يظهر المقاتلون الصوماليون وغير الصوماليين من صفوف حركة الشباب بصورة متكررة في أماكن مثل مالي وسوريا واليمن.
ووصف برايدن تحركات الجهاديين في أفريقيا بأنها ''عدوى انتهازية تنمو بصورة أفضل حينما يكون الحكم ضعيفا أو غائبا تماما''.
ويرى أن هناك احتمالا قويا بحدوث اندماج أوثق بل حتى انصهار لهذه الجماعات مع بعضها البعض خاصة في غرب أفريقيا.
فيديو قد يعجبك: