باسم يوسف للنيوزويك: يستنزفون طاقتنا بالدعاوى القضائية
كتب - محمد الصفتي:
وصفت صحيفة النيوزويك باسم يوسف بـ''جون ستيوارت'' مصر، لتشابه أسلوبه الساخر في برنامجه ''البرنامج'' مع البرنامج الأمريكي الساخر الشهير ''دايلي شو''.
وتحدثت الصحيفة عن النجاح المدوي للبرنامج الذي جعله برنامج يشاهده الجميع أسبوعياً ويلتف الناس حول الشاشة في المقاهي لمتابعته كمباريات الكرة.
كما عقدت الصحيفة المقارنة بين الاستديو الذي انتقل إليه باسم يوسف في نسخة برنامجه الجديدة وهو أستوديو سينما راديو بوسط البلد بعد أن كان قد بدأ منذ عامين بتصوير فيديوهات ساخرة في غرفة المعيشة بمنزله ثم بثها على اليوتيوب لتحقق نسب مشاهدة عالية جداً جلبت له عقد برنامج على قناة ''أون تي في'' بعد أن كان جراح قلب مجهول يستعد لنيل الزمالة في الطب من أوهايو بالولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن يوسف أنه اكتشف أن مصر الآن تربة خصبة للسخرية السياسية قائلا: ''أعتقد أنها كانت اللحظة المناسبة وأنني سلكت الطريق الصحيح''.
وأضافت النيوزويك أن نجاح يوسف جعله هدفًا للقوى السياسية الجديدة في مصر، والتي أزعجها شعبيته وأسلوب سخريته اللاذع.
ووصف يوسف للنيوزويك المحاولات العديدة لتدمير سمعته ودفعه بعيدًا عن الشاشة وكيف يهاجمه أنصار الحكومة على قنواتهم وكذلك الاتهامات التي يواجهها بإهانة الرئيس وهو ما يضعه تحت ضغوط فيقول: ''لهم أذرع في كل مكان ويلاحقوني بكل الطرق.. إنها ليست مزحة.''
وتقول الصحيفة إن باسم يوسف تحوّل إلى بطل في أعين النشطاء المحصورين في دائرة صراع مرير ضد الرئيس مرسي وجماعة الإخوان، موضحة أن رائحة الغاز المسيل للدموع تصل أحياناً إلى الاستديو القريب من التحرير أثناء المواجهات بين الشرطة والمحتجين.
وتشير النيوزويك إلى أن الرئيس وجماعة الإخوان والسلفيين من اليمين المتشدد كذلك يوفرون ليوسف المادة المتجددة من الكوميديا حينما قال: ''إنهم يعطوننا مادة رائعة، وحقيقة نصاب بالتخمة من المادة الكوميدية المتكررة من السلفيين وحتى (جون ستيوارت) لم يكن ليلاحق (جلين بيك) بهذا الشكل في عرضه اليومي''.. في إشارة لمعلق فوكس نيوز السياسي ''جلين بيك'' الذي اشتهر بإثارته للجدل.
وذكرت النيوزويك ''السلفيين'' كنموذج يسب خصومه ويصفهم بالملحدين والمخنثين أحياناً، حيث أشارت للداعية والمذيع خالد عبد الله الذي كان أول من بث الفيديو المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام ولامه كثيرون على الشغب الذي تلا عرض للفيديو، حيث أشارت إلى وصف باسم يوسف للمتشددين بالمنافقين وتجار الدين.
وأضافت أن باسم يوسف أيضا مُغرم بالسخرية من أنصار مبارك وزعيم المعارضة الدكتور محمد البرادعي.
وعقب انتقادات يوسف الساخرة للرئيس الآونة الأخيرة على إثر الإعلان الدستوري وما تلاه من أفعال وصفها الكثيرون بالديكتاتورية.. زادت حدة الهجوم على ''يوسف''، كما تقول النيوزويك، ومحاولات تلطيخ سمعته من مقدمي البرامج التابعين لتيار الإسلام السياسي، وهو ما أثار مخاوفه لاستخدام الدين في تحريض الناس خاصةً في ظل حالة الانفلات الأمني، حيث يقول إنّ أيّاً كان قد يأتي ليحرق الاستديو.
وتضيف النيوزويك إلى قائمة مخاوف يوسف كما يقول ''الجرجرة في المحاكم'' حيث يمكن لأي شخص رفع دعوى ضد إعلامي لتهمة إهانة الرئيس أو ما شابه ذلك، ويعود الأمر إلى النيابة إذا ما كانت الدعوى سيتم استكمالها أم حفظها، وهو ما يصفه بعض المراقبين برقابة على الإعلام تحت حكم مرسي.
وكما يذكر يوسف فهناك نحو 10 دعاوى مقدمة ضده في طور التحقيق وتتراوح ما بين إهانة الرئيس إلى الإلحاد وهي الدعاوى التي وصفها بأنها تهدف لإنهاكه واستنزاف طاقته.
وأشارت النيوزويك إلى إعجاب يوسف بـ''جون ستيوارت'' وبدا ذلك عندما حل ضيفا بإحدى حلقات ستيوارت كما يقول للصحيفة: ''سجل هذا: أنا أعشق هذا الرجل وهو جزء من أسباب وجودي هنا في هذا الاستديو.''
وذكر يوسف للنيوزويك المحاذير التي تقف بينه وبين تطوير برنامجه ويقول إنها لا تواجه ستيوارت في أمريكا وأن الساسة في مصر لا يرغبون في رؤية الناس يسخرون منهم، وأضاف إنه وفريقه يضعون في اعتباراتهم أن يكونوا مقبولين اجتماعياً.
واختتمت النيوزويك المقال بالإشارة إلى أن أخطر ما يواجه يوسف هو المناخ الدموي الذي يزداد سوءًا في المشهد السياسي، حيث ذكرت كيف بدأ يوسف برنامجه عقب الأحداث الدموية حول الاتحادية في ديسمبر الماضي بشكل جاد وحزين عندما قال إن هذا البرنامج ليس فقط لإثارة الضحكات.
فيديو قد يعجبك: