إعلان

فيسك يسأل: ما قيمة حياة الطفل السوري في مقابل التحف السورية

04:50 م الإثنين 18 مارس 2013

كتب - سامي مجدي:

ما قيمة حياة طفل سوري في مقابل التحف السورية؟ هكذا بدأ الكاتب البريطاني روبرت فيسك مقاله المنشور اليوم  في صحيفة الاندبندنت، حيث سلط الضوء على ''المأساة الإنسانية'' التي يعيشها أطفال سوريا منذ عامين.

يقول فيسك أنه لابد أن يكون هذا التساؤل في ذهن أي مهتم بالكوارث الأثرية التي حلت بسوريا، ويضيف ''ربما يقترح دارس تاريخ بارد القلب أنه يجب التضحية بالطفل من أجل تراث أطفال المستقبل، أما البرجماتي فلابد أن يعلن أنه لابد من الحفاظ على كل من الطفل والتراث.. إلا أن كليهما دمرا في سوريا''.

وأشار فيسك إلى أن الحريق الذي حدث داخل المسجد الأموي في حلب، وسوقها، مدن الموتى الرومانية في شمال سوريا، التي أضيف لها آلاف من أشباح اللاجئين الذي يختفون الآن بين المقابر وأطلال العصور القديمة، كل ذلك يمثل آخر ضحايا حرب الآثار، حسب وصفه.

ونقل فيسك ما ذكرته إيما كانليف من جامعة دورهام البريطانية في العدد الأخير من مجلة ''الأثار البريطانية'' ''لو أن هنام 60 ألف إلى 70 ألف قتيل (للصراع في سوريا)، ثلوج الشتاء تغطي خيم اللاجئين ونقص الوقود في المدن الممزقة.. ماذا تعني مسألة موت التراث في ظل هذا الخراب المأسوي؟''.

''كانليف التي طورت وسائل لمراقبة الدمار الذي حل بالمواقع الأثرية في الشرق الأوسط – أكثر دقة – أتمنى – من تلك التي تستخدمها الأمم المتحدة – قامت على تقرير هام ألقى باللائمة على كل من النظام والمتمردين في تدمير تراث سوريا''.

وتطرق فيسك إلى ما جرى لآثار العراق بعد غزو 2003، مشيرا إلى الاستيلاء على آلاف من القطع الآثرية عبر الحدود السورية، بينها بوريتريهات وعملات وتماثيل وكتابات وأعمال زجاج.

وقال فيسك – بحسب كانليف – إن تجارة الأثار السورية الآن تصل لأكثر من 1.25 مليار جينه استرليني.

ويوضح فيسك ''في تدمر يرجح أن رصاص الجيش، التي تركت علاماتها على الأعمدة الرومانية واستخدمت سيارات الجيش النظامي كممرات الطرق الرومانية، ليست من نوع ''هامفر الأمريكية'' التي استخدمت في تدمير طرق بابل في 2003، بينما في حمص تحول دير أم الزينار، أحد اقدم كنائس المدينة، إلى أطلال؛ حيث صمت المصلين، بعد أن مات بعضهم وتقطع آخرين.. وصمت أصوات القداسات التي كانت تقام في الدير''.

ولفت فيسك إلى أن الكنيسة واحدة من أقدم كنائس العالم؛ حيث يرجع تاريخها إلى سنة 59 قبل الميلاد، وبها حزام يقال إنه يعود إلى مريم العذراء.

وقال فيسك ''إذا أردت أن تبحث عمن تلقى عليه باللائمة؛ فلابد أن تسأل: من بدأ إطلاق النار في حمام الدم السوري هذا؟''.

وذكر فيسك أنه منذ أن أزاحت الاندبندنت عن تدمير التراث السوري، اعتاد طرفا النزاع في سوريا استخدام هذا الخطر لمصالحه.

وتحدث فيسك عن دير الزر التي أضحت مدينة مدمرة وأغلبها في أيدي المتمردين، وتبدو أنها تعاني من سطو اللصوص على آثارها وتراثها التي تعود إلى العصر البرونزي.

وأضاف فيسك أن أحد الأثريين اللبنانيين المشهود لهم، أخبره أن المهربين يعملون تبع نفس الشبكة التي أنشأها اللصوص العراقيين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان