وزير ة خارجية إيطاليا: انتهى الربيع العربي وبقى نضال العرب
كتبت – سارة عرفة:
قالت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو إن شعار الربيع العربي انتهى، إلا أن النضال العربي نحو مستقبل أفشل لم ينتهي بعد.
وأضافت في مقال لها بصحيفة الجارديان البريطانية نشرته أمس الخميس، أن الغرب لابد ألا ينعت المنطقة (الشرق الأوسط) بأنها "غير جاهزة للديمقراطية"، مشيرة إلى أن عليه بدلا من ذلك أن يساعد كل دولة في انتقالها المحدد والصعب.
وأشارت الوزيرة الإيطالية إلى أن الغرب يجب أن ينظر إلى الأمر بشكل مختلف؛ فالقدرة والشغف والأمل الذي كان على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط مطلع 2011 كان بمثابة انفجارا مفاجئا للربيع العربي.
وذكرت أن العالم العربي كان يصرخ من أجل التغيير – التغيير للأفضل -، إلا أن المعوقات التي واجهها ويواجهها لا يجب أن تفاجئ أحدا.
وأكدت وزير ةخارجة إيطاليا أنه لا رجعة للوراء؛ فالنضال العربي من أجل تقدم سياسي واجتماعي سيمضي قدما في طريقه وبقيوده، ملفتة إلى أنه حان الوقت بالنسبة لهم في أوروبا أن يتعلموا حزمة من الدروس من العامين الماضيين في تحول المتوسط، في إشارة إلى عمليات التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط.
وتابعت "يبدو أن تسمية الربيع العربي على الثورات كانت تسمية خاطئة منذ البداية، وتجلى هذا الخطأ مع تطورات الأحداث الأخيرة التي تمر بها البلاد؛ ففكرة الانتقال السلس والتلقائي للديمقراطية، كانت بالتأكيد فكرة ساذجة. فكيف يكون ذلك بعد شتاء طويل من الحكم الاستبدادي؟"
وأوضحت أنه بالنظر في المأزق الذي تمر به مصر، والاشتباكات المسلحة بليبيا، والحرب الأهلية في سوريا، والتوترات السياسية في تونس، نرى التغير الذي طرأ بالعالم العربي؛ حيث الأمور أصبحت أكثر تعقيدا مما كان متوقعا، وأن ما يحدث الآن على الساحة ينهي التنبؤات الساذجة التي بدأت منذ عامين.
وأضافت أن المشهد الحالي في مصر باعتبارها لاعبا أساسيا في المنطقة يثبت أن التحولات الديمقراطية تستغرق وقتا أطول وتستهلك دماء أكثر مما نتخيل، خاصة عندما يكون التحول من أسفل لأعلى، فإننا نحاول نسيان كمية الدم المراق، والألم الذي نعانيه في طريقنا للديمقراطية، والتاريخ الأوروبي خير دليل على ذلك، حسب قولها.
وأكدت وزيرة خارجية إيطاليا على أن الفوز بالانتخابات بشكل ديمقراطي لا يمنح السلطة المطلقة في التحكم بالدولة وتجاهل الأقليات؛ فجماعة الإخوان استطاعت أن تفوز في الانتخابات بدعم من مزيج شعبي مختلف، لكنها لم تنجح في الحفاظ على هذا الدعم بل خلقت فصيل من المعارضين.
وتساءلت: ماذا إذا أنتج التغير الديمقراطي ديمقراطيات جزئية أو "ليبرالية"، هل يمكن أن تكون هكذا على شواطئ المتوسط الجنوبية، حيث اللعبة الوحيدة هي الاختيار بين الديمقراطيات الليبرالية التي تدار بالأحزاب الإسلامية وتلك التي تدار من الأنظمة العلمانية المدعومة من الجيوش؟
وختمت وزير الخارجية الإيطالية مقالها بالقول إن النتيجة النهائية سوف تعتمد على العرب وشعوب المتوسط أنفسهم، مضيفة أنه على أوروبا أن تساعد وترافق عمليات التحول الصعبة في العالم العربي بمسؤولية وصبر نقد.
فيديو قد يعجبك: