الجارديان: مصر على حافة الهاوية
كتب – سامي مجدي:
اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن مصر تقف على ''حافة الهاوية''، في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وتكليف المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية.
وقالت الجارديان إن المفارقة أن الاتحاد الأفريقي سمى ما جرى في مصر ''انقلابا عسكريا''، بينما لم يفعل الاتحاد الأوروبي.
وعلق مجلس السلم والأمن الأفريقي عضوية مصر في أنشطة الاتحاد بعد عزل مرسي معتبرا أن ما جرى ''انقلابا عسكريا''. وعبرت مصر عن أسفها البالغ للقرار.
وأوضحت الجارديان في افتتاحيتها أمس أن ملايين المصريين خرجوا إلى الشوارع مطلع هذا الأسبوع، يحملون شكاوى مشروعة من مرسي؛ حيث اتهموه باحتكار السلطة والإساءة للعلاقة بين الرئاسة والقضاء، و''نفخ'' الصحفيين، وتخريب الاقتصاد.
وأشارت الصحيفة أن هذه كانت مخاوف حقيقة بعد عام واحد من تتويج مرسي، الأمر الذي سبب استياءً كبيرا من جماعة الإخوان المسلمين، ويهدد البلد بانفجار يمتد لفترة طويلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن مئات الآلاف من أنصار مرسي نزلوا إلى الشوارع بالأمس مطالبين بعودته، وسواء كان مرسي جيدا أو سيء فإنه كان اختيارهم، وسلب منهم، حسب تعبير الجارديان.
وقالت الجارديان على لسان أنصار مرسي ''إذا استطعتم أخذتم الشوارع، فنحن أيضا نستطيع''، مضيفة أنه فعلوها أيضا في العديد من المناطق.
''هذا هو أحد تداعيات قرار تقرير مصير الأنظمة بالانقلابات العسكرية، حتى وإن كانت بمساندة شعبية.. فما إن تقوم بانقلاب، فباستطاعتك أن تقوم بانقلاب آخر.. وكلما حلت البرلمانات وعطلت الدساتير، تصبح الشوارع سلاح الشرعية''، هكذا كتبت الجارديان.
وذكرت الصحيفة أن أعداد القتلى والجرحى في اشتباكات الشوارع ارتفعت كما زاد إطلاق النار، مضيفة أنه ''من الصعب رؤية نهاية لما يحدث في المستقبل القريب؛ فالرهان ضخم ليف لمصر فقط بل للعالم العربي كله''.
وكتبت الجارديان تقول إن قبل أن ينكشف الدمار الذي حدث في أكبر دولة عربية فهناك شيئين لابد من إنجازهما؛ أولهما أن تشمل المرحلة الانتقالية كل الأحزاب، وأن تجرى الانتخابات في أسرع وقت ممكن.. وهذه مسألة أفعال وليس أقوال''.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس أمام المستشار عدلي منصور الذي تولى رئاسة مصر مؤقتا خلال المرحلة الانتقالية إلا القليل للوصول إلى أعضاء الإخوان ودمجهم في النسيج المجتمعي؛ خاصة بعد القبض وأمر القبض على 300 من القيادات، ويسمى هذا ''قطع الرأس''.
الشيء الثاني الذي تحدثت عنه الجارديان هو أن دعوة الجيش يمكن أن تكون من أكبر أخطاء مظاهرات التحرير؛ فالعسكر وافقوا على إجراء انتخابات رئاسية عقب سقوط مبارك لأن أغلبية قادة الجيش أدركوا أنهم لا يستطيعوا السيطرة على البلد، والنتيجة واضحة اليوم؛ فالاحتجاج ضد الانقلاب تضاعف. الجيش لن يحمي أي ثورة بفتح النار على المواطنين المصريين مهما كانوا''.
فيديو قد يعجبك: