تطورات الأوضاع في مصر تتصدر افتتاحيات الصحف الخليجية
عواصم خليجية - أ ش أ:
تصدرت تطورات المشهد المصري افتتاحيات الصحف الخليجية الصادرة اليوم الثلاثاء في دولتي قطر والإمارات وسلطنة عمان.
ففي دولة قطر، دعت الصحف كل القوى على السياسية في مصر إلى الحوار ، واعتبرته الحل الوحيد للتوصل إلى توافق سياسي يزيل الاحتقان ويمنع الاحتكام لمنطق القوة الذي سيؤدي بالضرورة إلى سقوط الضحايا والدخول في الفتنة العمياء التي تتسبب في ضياع الوطن وتدمير مكتسباته.
فمن جانبها، قالت الراية إن دولة قطر أعربت عن بالغ قلقها للأحداث التي شهدتها مناطق متفرقة في مصر وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى ودعت إلى التحلي بضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة التي تستدعي تدعيم الوحدة الوطنية حفاظا على أمن واستقرار بلدهم.
وشددت على أن الانقسام في الشارع المصري واستمرار التوتر الذي بلغ حد الاحتقان في مصر، سيؤدي بالجميع إلى الوقوع في شر الفتنة والحرب الأهلية التي سيكون الجميع فيها خاسرا.
ودعت إلى البدء فورا في حوار وطني شامل يبحث في مخرج سياسي وطني للأزمة بما يحقق المصالحة الوطنية ويضمن للجميع حقوقهم السياسية والمدنية ويضمن حماية إنجازات ثورة 25 يناير.
من جهتها، قالت صحيفة العرب أن أحداث العنف التي شهدتها المنطقة المحيطة بمقر دار الحرس الجمهوري تدلل على أن هناك جهات ما زالت تسعى جاهدة من أجل تفجير الأوضاع في مصر، دون أن تلتفت إلى مصلحة مصر وشعبها.
وشددت على أن دعوة قطر لنبذ العنف تأتي من باب الحرص على هذا البلد، والذي تمثل في دعمها لمصر بعد ثورة 25 يناير، والذي سيتواصل بغض النظر عن شكل النظام السياسي الذي سيرضى به المصريون ويتوافقون عليه ؛ لأنه موقف مبدئي غير قابل للمساومة أو التغيير.
وبدورها، أعربت صحيفة الشرق عن قلقها من أن يتصاعد العنف، وتسود لغة الرصاص لا الحوار، مؤكدة ضرورة أن يتم تحقيق نزيه وسريع من سلطة مستقلة لمعاقبة الجناة ، وفي ذات الوقت مطلوب حماية المتظاهرين السلميين وحقهم في التعبير عن آرائهم ومواقفهم.
أما فى دولة الإمارات، فقد أشارت الصحف إلى إصرار جماعة الإخوان على " شرعية الرئيس " إضافة إلى ردود الأفعال على المصير الذي آل إليه " إخوان مصر " الذين يمثلون العمود الفقري لجماعة " الإخوان العرب"- حسب الصحف الإماراتية - .
وتحت عنوان "نجم يأفل" ، قالت صحيفة " الخليج " إن هناك حالة من القلق والخوف لدى "الإخوان العرب" على المصير الذي آل إليه "إخوان مصر" وما يحمله المستقبل لهم ولمشروعهم السياسي الذي اعتقدوا أنه بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
ومن جانبها، قالت " البيان "الإماراتية إن الذين يدافعون عن الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي ويتحججون بأنه انقلاب وقع على الشرعية على اعتبار أن الشرعية هي شرعية صناديق الاقتراع متناسين أن الصناديق شيء يتغير ويتبدل بناء على أداء الذين فازوا.
وتحت عنوان " مصلحة الأوطان هي الأهم "، وأشارت إلى إقرار الرئيس السابق بجملة الأخطاء التي اقترفها أثناء حكمه وكان عليه أن يذهب إلى انتخابات مبكرة كما نصحته قيادة الجيش بعد أن صورت العدد الهائل للمظاهرات بدل أن يتشبث برأيه ويرفض الامتثال لرغبة الجماهير التي كانت أوضح من أن تخطئها العين.
وقالت إنه كان يجب على الرئيس السابق وحزبه أن يرضخوا لرغبة الجماهير وألا يحشدوا أتباعهم لإثارة القلاقل والبلبلة وافتعال الاشتباكات مع الجيش المصري الذي أثبت أنه الضامن لاستقرار مصر وأن يستعدوا منذ الآن لخوض جولة جديدة من الانتخابات فإن فازوا فيها حصلوا على فرصة جديدة وإن لم يفوزوا فليعيدوا حساباتهم استعداداً لانتخابات قادمة.. هذا هو المنطق السليم.
أما في سلطنة عمان، فقد قالت صحيفة عمان إن مصر التي تحتل مكانة خاصة في قلوب العرب والمسلمين منذ قرون عديدة لم تعرف على امتداد تاريخها التعصب الأعمى ولا التعامل بالعنف والصدام، ولكنها على العكس كانت دوما صوت عقل ونموذج اعتدال ومثالا للقدرة على احتواء الصدام والصراعات والتوصل إلى توافق وخاصة عندما يتعلق الأمر بأبنائها.
وتحت عنوان مصر لم تعرف هذا العنف، رأت الصحيفة أن التطور الخطير والباعث على القلق في الأحداث هو نتيجة لتراكمات حدثت خلال الفترة الماضية، والخوف بالفعل هو أن يكون هناك طرف أو أطراف داخلية وخارجية تتعمد إثارة العنف وزيادة إزهاق الدماء، وصنع مناخ مناسب لمصالحها هي، والتي لا تتفق بالقطع مع المصلحة الوطنية المصرية التي تتمثل في العمل بكل السبل من أجل التقريب بين الأطراف، واحتواء الاستقطاب، وعدم إقصاء أي طرف من الأطراف السياسية.
ودعت الصحيفة القيادات المصرية إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تطويق هذه التطورات المؤسفة، والوقوف على الحقائق المتعلقة بها، بل والكشف عن أية أطراف تورطت فيها لخدمة مصالحها الخاصة لسبب أو لآخر.
فيديو قد يعجبك: