لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لوس أنجليس تايمز تتساءل: هل يمتثل السيسي لالتماس الولايات؟

01:41 م الأحد 11 أغسطس 2013

كتب – سامي مجدي:

نشرت صحيفة لوس أنجليس تايمز مقالا جاء فيه أن الولايات المتحدة تلتمس من الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة أن يمتنع عن اتخاذ إجراءات صارمة (ضد مصالح الولايات المتحدة).

وقال دولي مكمانس، وهو أحد كتاب الأعمدة في الصحيفة، إن عاملين قلصا نفوذ الولايات المتحدة التي اكتسبتها جراء المساعدات الخارجية: قليل من المال ومزيد من المنافسة.

وأضاف الكاتب أنه ''ربما لا ينجح الربيع العربي في جلب الديمقراطية للشرق الأوسط، إلا أنه زودنا بدليل قوي على ظاهرة مختلفة هي وهم التأثير الأمريكي على الحكومات التي اعتبرت في ذات مرة زبائننا''.

وتحدث الكاتب عن مصر، وقال إن قبل 2011 حاول بوش وأوباما دفع نظام مبارك الاستبدادي نحو الديمقراطية، إلا أن مبارك تجاهل النصيحة، مضيفا أن إدارة أوباما دعت العام الماضي -''بلطف''- الرئيس المنتخب محمد مرسي لأن يجعل حكومة الإخوان المسلمين أكثر شمولا، وتجهل مرسي النصيحة أيضا''.

وواصل الكاتب ''الآن، استولت القوات المسلحة على السلطة في مصر، وتدعو الولايات المتحدة السيسي إلى عدم اتخاذ إجراءات صارمة''، متسائلا: ''هل يمتثل (السيسي)؟ غير مرجح. ماذا جرى لنفوذنا كقوى عظمى؟''.

وأشار الكاتب إلى أنه لو أن الولايات المتحدة تتوقع تأثيرا على أي مؤسسة في العالم العربي، فيجب أن تكون الحومة المصرية التي تتلقى مساعدات أمريكية بقيمة 1.6 مليار دولار سنويا، حسبما قال.
''لكن عاملين قلصا على سطوة الولايات المتحدة التي اكتسبتها جراء المساعدات الخارجية: قليل من المال ومزيد من المنافسة''.

العامل الأول، من وجهة نظر الكاتب، تمثل في أن المساعدات الأمريكية المقدرة بـ1.6 مليار دولار لا تشتري ما يُحتاج إليه؛ فالمساعدات الأمريكية ترتد معظمها لمهنة السيسي (الجيش)، ولا يذهب إلا ثلث المساعدات لضبط معدلات التضخم منذ أن أقرتها الولايات المتحدة في سنة 1986.

ولفت الكاتب إلى أن 1.3 مليار دولار من المساعدات الأمريكية لمصر تذهب لشراء للجيش، وأغلبها لشراء طائرات حربية ودبابات صنعت في مصانع الولايات المتحدة، بينما تذهب الـ250 مليون دولار الباقية للاقتصاد المصري.

وقال الكاتب إن السيسي مصريين آخرين يعلمون ذلك جيدا، إلا أن سياسيين أمريكيين غالبا ما يبدو أنهم لا يلاحظونه، مشيرا إلى أن القوى الأخرى تحركت لسد هذه الفجوة؛ فالسعودية والإمارات والكويت أعلنت الشعر الماضي عن ضخ 12 مليار دولار لمساعدة النظام العسكري على الاستقرار اقتصاديا.

وأوضح الكاتب أن الممالك الخليج ليدها أجندتها أيضا؛ فهم يخافون الإخوان المسلمين، ولا يريدون حفظ الديمقراطية، وسيعبرون عن سعادتهم لو أن السيسي اتخذ إجراءات صارمة.

وذكر الكاتب أن الولايات المتحدة تمكنت من أن تجعل طرفي المعركة السياسية في مصر ينفران منها؛ فالإخوان يعتقدون أن واشنطن هي من دبرت لتقويضهم، والجيش ومؤيدوه العلمانيين يقولون إنها أكثر صرامة مع السيسي، والجميع بمن فيهم السيسي يعدون أنفسهم قوميين.

ونوه الكاتب لأن رهانات المصريين عالية على نصائح الولايات المتحدة. ونقل عن ستيفن كوك، المتخصص في الشأن المصري في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي قوله: ''لو أنك قائدا مصريا، فأحد أفضل استراتيجياتك السياسية الآن استخدام سياسة العصا مع واشنطن''.

ولفت إلى أن هذا ما فعله السيسي حينما قال في حواره مع صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي؛ حيث قال ''أدرتم ضهوركم للمصريين.. ولن يتمكنوا من نسيان ذلك.. تتحدثون كثيرا عن المساعدات.. وهذا يجرح كبريائنا وكرامتنا.. (لكن) إذا أراد الأمريكان قطع المساعدات فبإمكانهم (فعل ذلك)''.

وأوضح كاتب المقال أن ''توجهات الجنرال (السيسي) تعكس مفارقة أخرى: بالنسبة للنفوذ، صعب استخدام المساعدة الأجنبية؛ فالتهديد بقطع المساعدات العسكرية ربما يكون مفيدا للفت انتباه القادة المصريين، لكن تقليص التعاون العسكري سيضر بمصالح الولايات المتحدة ليس فقط بالنسبة لحفاظ مصر على السلام مع إسرائيل، لكن بالنسبة لجهود مكافحة الإرهاب في العالم العربي''.

ورأى الكاتب أنه لهذا السبب لم يقطع البيت الأبيض بأن ما جرى في مصر انقلابا عسكريا وبالتالي تجميع المساعدات، مضيفا أنه بدلا من ذلك ترك وزير الخارجية جون كيري ليفسر ما فعله الجيش على أنه ''تحرك لاستعادة الديمقراطية''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان