إعلان

سياسة الولايات المتحدة تفشل في إرضاء الجيش أو الإخوان

01:07 م الإثنين 05 أغسطس 2013

إسطنبول - (د ب أ):

تعد مصر ثاني أهم شركاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، بعد إسرائيل.

غير أن الولايات المتحدة ومنذ إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي، لم تحظ برضى كامل من أي من طرفي الأزمة، فها هو وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ينتقدها وكذلك يفعل الإخوان المسلمون، الطرف الآخر في الأزمة السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد.

ومنذ الإطاحة بمرسي والإخوان المسلمون يراهنون على المعارضة الأصولية، غير أن الشكوك تتزايد في الوقت الراهن، حتى بين الإسلاميين حول ما إذا كان بإمكانهم المضي في هذه الاستراتيجية قدما.

وتتواصل أعمال الاحتجاج من قبل الإخوان المسلمين وحلفائهم من الأحزاب الإسلامية المتشددة في الوقت الذي بدأت تظهر فيه أولى ثمار جهود الوسطاء المصريين والدبلوماسيين الأجانب الرامية إلى إخراج الإسلاميين من انزوائهم.

من جانبه، قال طارق الملط من حزب الوسط والقيادي في تحالف ''دعم الشرعية ورفض الانقلاب'' إن وفد التحالف الذي التقى نائب وزير الخارجية الأمريكي، وليام بيرنز أمس الاول السبت، بمشاركة ممثلين عن الإخوان المسلمين ''لم يتطرق إلى قضية عودة مرسي إلى الحكم، كما أننا رفضنا أن يكون الجيش لاعباً في العملية السياسية''.

وأضاف: ''أبدينا احترامنا للمتظاهرين الذين خرجوا في 30 يونيو، وهم أيضًا يجب أن يحترموا رغبة آلاف المعتصمين منذ أكثر من شهر للمطالبة بإبعاد الجيش عن السياسية''.

في الوقت نفسه استقبل السيسي لأول مرة وفدا لدعاة إسلاميين بارزين طالبوه بالإفراج عن المعتقلين الإسلاميين.

وأكدت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري على موقع ''فيسبوك'' السبت أن وزير الدفاع المصري التقى ممثلين عن التيارات الإسلامية لبحث عن مخرج للأزمة.

ومن جانبه، كشف الشيخ محمد حسان، الداعية السلفي، أنه اجتمع ومعه عدد من الشيوخ بممثلين عن التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذين طالبوه أن ينقل للفريق أول السيسي، والمجلس العسكري، ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين منذ 30 يونيو وإسقاط جميع القضايا.

وأوضح حسان أن السيسي وعد القيادات الإسلامية بعدم فض الاعتصامات بالقوة، وعدم إنهائها، وفي المقابل طُلب منهم تهدئة الخطاب على منصتي رابعة العدوية والنهضة، وأن تظل الاعتصامات سلمية، في مكانها.

وسبقت زيارة بيرنز لمصر زيارة قامت بها كاثرين اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وأيضا وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، وحملت الزيارتان نفس الرسالة، التي مفادها أن على الإسلاميين أن يقبلوا بما آلت إليه الامور والمشاركة في العملية السياسية في إطار خارطة الطريق الجديدة.

ورأى مراقبون أن ثمة إشارة جديدة على قرب التوصل إلى اتفاق بين السلطة الجديدة في مصر وبين الإسلاميين تتمثل في تخلي دولة قطر عن مقاطعتها للحكومة الانتقالية في مصر وإرسالها ليلة السبت /الأحد وزير خارجيتها خالد العطية إلى القاهرة لإجراء محادثات مع الرئيس الانتقالي عدلي منصور.

كما يعني ذلك أن قطر التي تعد أهم الداعمين في العالم العربي للإخوان المسلمين تريد بمقابلتها للحكومة الانتقالية التي يدعمها الجيش ألا تقف بعيدا في ملف الأزمة المصرية.

يأتي ذلك بعد أن كان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي قد اتهم قناة الجزيرة القطرية بإثارة التوتر عبر ''تغطية غير موضوعية'' للأحداث في مصر.

وتمر مصر في اللحظة الراهنة بمرحلة يتم النظر فيها بعين الريبة إلى كل شخص حتى من يستمع فقط إلى مقترحات من دبلوماسيين أجانب لحل الأزمة، ولاسيما لو كان من الأمريكيين الذين يمدون المصريين منذ سنوات بمعونات تنموية وعسكرية حيث لا يستطيع الأمريكيون في الوقت الراهن أن يحظوا برضى كامل من أي طرف في مصر.

ففي الوقت الذي لا تزال فيه القوى الليبرالية واليسارية تشعر بالحنق على الحكومة الأمريكية لأنها كانت على تنسيق جيد مع الإسلاميين رغم ''قمع'' الإخوان المسلمين وهم في السلطة لمخالفيهم في الأفكار ، فإن الإخوان المسلمين الآن يهاجمون الحكومة الأمريكية بعد أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤخرا أن إطاحة الجيش بمرسي كانت بغرض حماية الديمقراطية وقال الإخوان إنهم كانوا دائما على دراية بأن واشنطن لا تريد استقرارا ولا ديمقراطية في مصر.

وعلى الرغم من العلاقات الطيبة التي تربط الجيش المصري منذ عقود بواشنطن إلا أن السيسي قال في مقابلة مع صحيفة ''واشنطن بوست'' مخاطبا الأمريكيين، ''لقد تركتم المصريين وأدرتم ظهركم للمصريين ولن ينسوا لكم ذلك''، متسائلا ''أتريدون الآن مواصلة إدارة ظهركم للمصريين؟''.

وأضاف ''الولايات المتحدة تمتلك الكثير من النفوذ والتأثير على جماعة الإخوان المسلمين، وأود بالفعل من الإدارة الأمريكية أن تستخدم هذا النفوذ في حل النزاع''.

وبالرغم من أن هذا المطلب يبدو لأول وهلة غريبا لأنه من الناحية النظرية فإن ''أقوى رجل في مصر'' في الوقت الراهن يفترض أن تكون لديه العديد من الإمكانيات للتأثير على الإسلاميين من مواطني بلاده ، إلا أن الدبلوماسيين الأمريكيين لهم علاقات جيدة بممثلي الإخوان المسلمين في مصر وتونس وليبيا بالإضافة إلى الإخوان المسلمين السوريين المقيمين في المنفى.

وثمة مدرسة فكرية في الدبلوماسية الأمريكية تقول إن الإخوان المسلمين هم القوة السياسية القادمة في المنطقة ومن ثم فلا بد من التنسيق معهم.

غير أنه ينبغي إمهال هذه النظرية بعض الوقت الآن وذلك في ظل تغير السلطة في مصر والاضطرابات الأخيرة في تونس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان