توماس فريدمان: الصراع بين الجيش والإخوان مازال مستمرا
كتبت - هدى الشيمي:
رأى الكاتب والمحلل الأمريكي توماس فريدمان أن الصراع بين الجيش المصري وجماعة الإخوان المسلمين ما زال مستمرا، مضيفا أن الإيرانيين مازالوا أيضا يحاولون السيطرة على ثورتهم الإسلامية، حسبما كتب في مقالة له بصحيفة نيويورك تايمز.
يقول فريدمان أن الثلاثين عاما المقبلة ستشهد اختلافا، مشيرا إلى عاملين أساسيين ظهرا في مصر وإيران سيأثران على الحياة السياسية في كلا البلدين، على حد قوله.
"أولهما هو الطبيعة الأم، بكل عواملها، حيث كان عدد سكان إيران عند حدوث الثورة الإسلامية عام 1979 37 مليون، ولكنه وصل الآن إلى 75 مليون، وكان تعداد سكان مصر 40 مليون ولكنه وصل إلى الآن إلى 85 مليون مصري وأكثر، وزيادة عدد السكان وتغيرات المناخ وسوء استخدام البيئة لعشرات السنوات لا يمكن تجاهله".
وأورد فريدمان تصريحا لوزير الزراعة الإيراني نشرته إحدى الصحف في طهران في 9 يوليو الماضي قال فيه إن "المشكلة الحقيقية التي تهدد أمن إيران ليست اسرائيل ولا السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية، فالمشكلة تكمن في صعوبة العيش في إيران وخصوصا بعد نقص نسبة المياه الجوفية، وبذلك ستصبح إيران غير صالحة للعيش، ولكن لا أحد يهتم لذلك".
وأضاف الوزير الإيراني "أنا قلق جدا على مستقبل الأجيال القادمة، ففي ظل هذه الظروف لن تتمكن إيران من النجاة، وفي خلال 30 عام ستصبح البلد بأكملها بلدة الأشباح وغير مأهولة بالسكان، لأن الشعب الإيراني سيضطر إلى هجرة بلادهم بحثا عن المياه".
وانتقل فريدمان إلى مصر، حيث أوضح أن ارتفاع منسوب المياه يؤثر على الدلتا والمدن المطلة على المتوسط، وأشار أيضا إلى أن "طرق الزراعة والصناعة والصيد الخاطئة والارتفاع الكبير في درجات الحرارة يؤثر بشكل كبير على الحياة في مصر، ويعرقل خطة تقدمها، ويكلف مصر 5% من انتاجها بشكل سنوي".
وذكر فريدمان أن زيادة عدد السكان في كلا البلدين له تأثير سلبي، وظهور الطبقة الوسطى أدى إلى قيام "الثورة الخضراء" في إيران وثورة 25 يناير في مصر.
يقول فريدمان إن "الحكومات التي تصدر القوانين بمفردها تفشل دائما، لأن ذلك كان يحدث في العصور القديمة عندما كان عدد السكان أقل وكانت الشعوب بحاجة فقط إلى الطعام والشراب، ولم يكونوا بهذا القدر من التحضر والتمدن، ولم تكن لديهم القدرة على التواصل عن بعد".
وحث فريدمان حكومتي القاهرة وطهران على سن مجموعة جديدة من القوانين التي تمكن الشباب والطبقة الوسطى من المشاركة في اتخاذ القرارات، في البرلمان وفي المجالس الشعبية والمحلية، كذا الانحناء للعواصف والتعامل مع الثورات والاحتجاجات بشكل جيد.
وقال فريدمان إن "الرئيس الإيراني "روحاني"، وقائد القوات المسلحة ووزير الدفاع المصري "عبد الفتاح السيسي" يواجهان تحديات كبرى الآن لأنهما وصلا إلى ما هما فيه الآن بسبب رغبة الطبقة الوسطى في ذلك، لذا عليهما أن يحاولا بقدر الإمكان أن يوفرا لبلديهما حياة سعيدة كريمة تعوضهم عما فاتهم باستخدام أقل الإمكانيات المتاحة".
"يجب أن ننتبه إلى أن ما يجمع بين الطبيعة والطبقة الوسطى هو أن كلاهما يستطيع أن يخلق امواج وأعاصير التي بإمكانها أن تسحق أي نظام وأي دولة في لحظة واحدة وبدون سابق انظار"، يقول فريدمان.
فيديو قد يعجبك: