لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صحيفة فرنسية: مصر تشهد ''قمعاً سياسيًا'' و ''أزمة اقتصادية''

06:17 م الثلاثاء 24 سبتمبر 2013

كتبت- أسماء إبراهيم:

نشرت صحيفة '' أفريقيا'' الفرنسية تقريرا عن الأوضاع التي تمر بها مصر مؤخرا منذ أحداث 30 يونيو، موضحة أن هناك الكثير من الأسباب ''المتناقضة أحيانا'' والتي تفسر فشل المرحلة الانتقالية في مصر، مؤكدة أنه يجب عدم اغفال عاملاً مهما ألا وهو الاقتصاد.

ولفتت الصحيفة إلى ما كتبه الاقتصاديان دارون اسيموجلو وجيمس روبنسون '' لماذا تفشل الأمم'' الذي أشارا فيه إلى أنه ثبت تاريخيا بأن الجمع بين مؤسسات سياسية شاملة (السماح للمواطنين بالتأثير في الشؤون العامة) والمؤسسات الاقتصادية الاستخراجية ''(منع غالبية السكان من الحصول على فرص اقتصادية متساوية) تجعل البلاد غير مستقرة وهشة، فالحكومة التي تجعل مواطنيها يعيشون في فقر عليها أن تغير قواعد اللعبة الاقتصادية من أجل الازدهار الشامل.

قمع سياسي للمواطنين ووضع اقتصادي صعب

وقالت الصحيفة أنه كان يمكن توقع هشاشة الديمقراطيات العربية الجديدة، فبجانب التحرر السياسي كانت البلاد تعيش وضعا اقتصاديا صعبا للغاية، بسبب الفساد والمحسوبية ونتيجة لذلك أصبح ربع المصريين يعيشون تحت خط الفقر بدخل يبلغ 444 دولارا في السنة وكان تاريخيا معروف بان نصف السكان في صعيد مصر فقراء.

وتابعت: ''من أجل الاستفادة من الاقتصاديان''اسيموجلو'' و''روبنسون'' فلابد من ادراك أن الدكتاتورية والتسلط أفكار غير دائمة، فأكثر الأنظمة القمعية تنازلت عن السلطة بعد الضغط السياسي الشعبي، وخصوصا بعد سوء الاحوال الاقتصادية للمواطنين فالقمع الى جانب سوء الاقتصاد يجعل الامور مستحيلة''- حسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى الاطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا في تشيلي ''الليندي'' أمام خصمه ''اوجستو بينوشيه'' وحدث وقتها انتهاكات لحقوق الانسان ضد الالاف من المواطنين المناصرين للرئيس المنتخب ولكن بمجيء عام 1975 وضع النظام العسكري اصلاحات اقتصادية جذرية تم على اثرها خفض الميزانية وخصخصة الضمان الاجتماعي.

وأوضحت أن هذه الاصلاحات كانت تحمل في طياتها بذور زوال النظام وبين عامي 1975 و1988 ارتفع متوسط الدخل في تشيلي من 2000 دولار الى 3000 وفي عام 1987 شرع بينوشيه الاحزاب السياسية وخسر السلطة في استفتاء تم من خلاله اعادة الديمقراطية الى البلاد.

أما كوريا الجنوبية فتجربتها كانت أكثر اثارة للاهتمام ففي عام 1960 اطاحت الاحتجاجات الشعبية بالاستبدادي ري سيغمان وتم اعطاء الفرصة للجيش كما هو الحال في مصر من اجل التدخل والاستيلاء على السلطة واعلنت الدكتاتورية العسكرية في البلاد وكان متوسط الدخل وقتها ''السنوي'' 1180 دولار أي قل بقليل من الدخل السنوي اليمني في هذه الايام.

عدم رغبة النخب بمواصلة الاصلاحات الاقتصادية

لكن الوضع في كوريا تغير كثيرا، فقد تحولت من بلد ضعيف اقتصاديا إلى رائد شرق آسيا بسبب زيادة صادراتها، كما هو الحال في تشيلي، حيث منح النجاح الاقتصادي للمواطنين حق التعبير عن سخطهم تجاه النظام السياسي الدكتاتوري وحصلوا على حق التصويت في انتخابات حرة نزيهة بعد أن اصبح دخلهم السنوي يتعدا 5500 دولار في السنة.

وأشار التقرير إلى أن النجاح الاقتصادي لكل من تشيلي وكوريا حدث في ظل نظام استبدادي، لكن لا ينبغي تبرير أي شكل من أشكال القمع، حيث يمكن أن تتحول الدول العربية حديثة الديمقراطيات إلى دول ناجحة بعد فترة من الاستبداد العسكري يتم فيها اعادة صياغة الاقتصاد. وقد يكون هذا وسيلة ملتوية لتحقيق الديمقراطية والحكومة التي تمثل الجميع.

ففي مصر والدول العربية الاخرى فان التركيز على الاقتصاد وحسن استغلال الثروات وفرص العمل واعطاء الناس العاديين فرص للنجاح يجعل احتمال وجود نظام سياسي واعد ولكن لسوء الحظ فليس هناك دلائل على أن الحكومة المصرية الحالية تسير نحو هذا المسار لأن وزير المالية طلب قروض قصيرة الاجل ومساعدات من الخليج.

مأساة مصر لا تكمن فقط في احجام الجيش عن نقل لسلطة إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا، بل احجام النخب السياسية ايضا عن المضي قدما نحو اصلاح اقتصادي تحتاجه البلاد في نهاية المطاف، وهو ما يعني أن الوضع في البلاد سيزداد سوءاً.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان