التراجع عن دعوة إيران لحضور جنيف 2 يعد تصرف غير لائق من الأمم المتحدة
واشنطن - لندن - (أ ش أ):
اعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أن قيام الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بسحب دعوة إيران لحضور محادثات السلام ''جنيف 2'' بشأن سوريا، أنه تصرفا دبلوماسيا غير لائق ومن شأنه تعكير صفو الجهود الدولية لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.
واستهلت الصحيفة تقريرها في هذا الشأن– الذى أوردته على موقعها الإلكتروني - بذكر أن الاحتدام الدولي الأخير حول مشاركة إيران في ''جنيف 2'' جاء قبل ساعات من تجمع القوى الدولية في سويسرا لعقد المؤتمر الذي طال انتظاره بهدف ايجاد مخرج للصراع الدائر في سوريا ، والذي حصد أرواح أكثر من 100 ألف شخصا.
وقالت:'' إنه إلى جانب لفت الأنظار إلى الانقسام الدولي بشأن سوريا ، جاءت هذه الاختلافات السياسية لتجلى التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة ، والتي ساهمت في إقناع بان كي مون بسحب دعوة إيران للمشاركة في الملتقى الدولي، في الوقت الراهن وهي تحاول رأب الصدع مع القيادات السياسية في طهران''.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران لازالت الداعم المالي والعسكري الرئيسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بيد أنها اتخذت- على صعيد آخر- خطوات حاسمة يوم أمس لكبح جماح برنامجها النووي تماشيا مع الاتفاق المؤقت الذي أبرمته في شهر نوفمبر الماضي مع الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى.
وتعليقا على هذا الموضوع ، نقلت (وول ستريت جورنال) عن دبلوماسي أمريكي بارز- رفض ذكر اسمه- قوله:'' إن المناقشات حول أهمية دعوة إيران لحضور ''جنيف 2'' تعد قضية منفصلة عن مساعي واشنطن لوقف البرنامج النووي الإيراني''.
من جانبهم ، أكد دبلوماسيون وخبراء بالشرق الأوسط أن إيجاد حل لإنهاء الصراع السوري يعتبر أمرا بعيد المنال ولن يتحقق من دون تغيير الموقف الإيراني الداعم لدمشق، في حين أعلن مسؤولون أمريكيون أن بدء الحوار الدبلوماسي حول سوريا يقدم فرصة أمام الشعب السوري حتى يتأكد من أن مستقبله سوف يمضي بدون عائلة الأسد.
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية اليوم الثلاثاء أن تلاشي احتمالات حدوث انفراجه دبلوماسية خلال مؤتمر ''جنيف 2'' قد تأكدت بصدور تقرير تناول بالتفصيل حجم الاعتقالات والقتل التي استهدفت المعارضين من قبل النظام السوري.
ورأت الصحيفة – في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - أن إصدار هذا التقرير من جانب ثلاثة خبراء دوليين في جرائم الحرب ، والذي أكد بالأدلة وقوع عمليات ''قتل وتعذيب ممنهج'' للمعارضين السوريين ، أحرج الأمم المتحدة باعتبارها رئيس المؤتمر.
وكشفت أن الأدلة الواردة بالتقرير تكفي لتوجيه تهم بارتكاب جرائم حرب لأركان النظام السوري ، فيما جاء تحقيق القائمين على إعداد هذا التقرير بدعم من شركة يديرها محامون بلندن باسم حكومة قطر.
كما أفادت أن من بين أسباب قيام بان كي مون بسحب دعوة إيران لحضور المؤتمر هي تهديد وفد المعارضة السورية بمقاطعة الحدث حال حضور الوفد الإيراني ، والذي رفض قطعيا الموافقة على أي شروط مسبقة قبل حضور المؤتمر.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن الأزمة بشأن دعوة إيران لحضور ''جنيف 2'' تعكس في حقيقة الأمر ضعف الجهود الدولية الرامية إلى انهاء الصراع السوري، فيما تظهر في الوقت ذاته دور الداعمين الأجانب في مجرى الأزمة وتأثيرهم عليها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: