قيادي كردي سوري: الأتراك يساوموننا بالانضمام للجيش الحر لمنع سقوط كوباني
بيروت - (أ ش أ):
وصف صالح مسلم محمد - زعيم "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي (أكراد سوريا)، الغارات التي شنها التحالف الدولي على أرتال تنظيم الدولة (داعش) حول مدينة عين العرب الكردية، بأنها "لم تكن ذات فائدة كبيرة"، لغياب القوى البرية الضرورية لقتال (داعش).. معتبرا أن هناك مساومات سرية على الأكراد.
وقال مسلم - في تصريح خاص من باريس لصحيفة (السفير) اللبنانية - "لقد انكشفت محدودية ضربات التحالف، وعدم وجود كوباني (التسمية الكردية للمدينة) أوالمشروع الكردي على لائحة أولويات التحالف".
وأضاف: "إنه من حق كوباني أن تطلب المساعدة، من أي كان لوقف هؤلاء الهمج، وإذا قارنا الوعود والتعهدات بما يحدث، وضربات التحالف غير المفيدة، فنحن نعتقد أنهم يفعلون ذلك من باب رفع العتب لا أكثر، وأن هناك مساومات سرية كبيرة تجري علينا".
وأشار إلى عدم تكافؤ القوى مع داعش إذ يواجه ما يقارب ثلاثة آلاف مقاتل في المدينة، موجات من ستة آلاف من السلفية الوهابية، استولت، في الشهرين الأخيرين على أسلحة أربع فرق من الجيش العراقي، ومخازن للفرقة 17 السورية في الرقة وفي مطار الطبقة ، وعشرات من دبابات أبرامز الأمريكية، ومخازن أسلحة الجيش الحر في باب الهوى، فيما نقاتلها نحن بمعدات بسيطة من بنادق واربي جي.
وقال المسؤول الكردي" لا نفهم، موقف الأتراك ولا دوافعهم، وقلنا لهم إن أمن الحدود يهمنا، وإذا كانوا يلوموننا على علاقتنا بحزب العمال الكردستاني فهم يفاوضونه، وأبلغناهم أن مسار السلام في تركيا لا علاقة له بالمشكلة الكردية في سوريا، حيث نعمل على نيل حقوقنا ضمن سوريا موحدة ديمقراطية تعددية، لا تنال من المصالح التركية.
وعلق على المطالبة التركية باستضافة الجيش السوري الحر في المناطق الكردية، "قلنا لهم لا مانع في استضافة أي قوة علمانية تؤمن بالتعددية ، معتدلة ، لكنها غير موجودة".
ونعى الثورة السورية برمتها، وقال "كان هناك ذات يوم ثورة بهدف محاربة النظام، لكنها انحرفت عن مسارها، وتحولت سوريا إلى ساحة اقتتال للجميع.. وقد وقفنا إلى جانبها في البداية، ثم تبين لنا أن هناك قوى تدير اللعبة من خلف الستار، ورفضنا أن نكون أداة بيد النظام، وقررنا أن نخلق الإدارة الذاتية".
ونفى زعيم "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، أن يكون الأتراك قد تقدموا بشروط للمساعدة لإنقاذ كوباني، لكن مقربين من زعيم الحزب الكردي صلاح الدين دميرطاش، الذي أعد الزيارة، قالوا إن المطالب التركية لمنع سقوط عين العرب، تتجسد في تخلي الحزب عن مشروع الإدارة الذاتية، والانضمام إلى "الجيش الحر"، والتخلي عن أي علاقة مع النظام السوري..وفقا للسفير.
وأشارت الصحيفة إلى أنها كلها مطالب تعد انتحارا سياسيا بالنسبة إلى "الاتحاد الديمقراطي" الذي يقود مشروعا استقلاليا على مراحل، إذ بنى هيكلية إدارية منتخبة في الشمال السوري، قبل أن تشن عليه تركيا حربها، عبر الجماعات "الجهادية" السورية المعارضة، التي مولتها وسلحتها، بدءا من معارك رأس العين، مع "جبهة النصرة" قبل عام ونصف العام، وصولا إلى حرب داعش، المستمرة منذ أكثر من سنة، في تل أبيض، وحصار عفرين..وفقا للسفير.
ونقلت الصحيفة عن مصدر كردي قوله "إن الأتراك وعدوا بعد الزيارة التي قام بها صالح مسلم إلى اسطنبول الجمعة الماضي، بترك ممر آمن، داخل الأراضي التركية، لتعزيزات من مقاتلي "الاتحاد الديمقراطي"، وتسهيل مرورها من عفرين والقامشلي بشمال شرق سوريا إلى عين العرب ، بدلا من مواصلة إرسال مقاتلين أكراد من "حزب العمال الكردستاني" إلى المدينة ، عبر الحدود التي قام الجيش التركي بإغلاقها فور انتهاء زيارة مسلم، ونشر المزيد من الدبابات بالقرب منها.
وذكرت الصحيفة أن مؤشرات التدخل التركية تراجعت، مع إتمام داعش المهمة المطلوبة بضرب المشروع الكردي في الشمال السوري، وانتزاع عين العرب من الإدارة الذاتية وتدميرها.
وتابعت: "جاء مؤشر إضافي من حلف شمال الأطلسي ليغلق باب أي تورط في عملية إنقاذ أو تدخل يتعدى الحدود التركية ، كما أغلق احتمال التدخل التركي، بإعلان أمين عام الأطلسي ايان سولتنبرج أن الحلف سيحمي حدود تركيا من أي تهديد ، وهو إعلان يسحب من التداول أي مشاركة أو تغطية أطلسية لأي عملية عسكرية تركية في الشمال، ويغسل يد أنقرة من تصريح رئيس وزرائها أحمد داود اوغلو قبل يومين من أن أنقرة لن تسمح بسقوط كوباني.
وأشارت الصحيفة إلى أن هدف تركيا، تصفية قلب الإدارة الذاتية الكردية، ومنع قيام ظهير جديد للحركة القومية الكردية المسلحة في سوريا، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري يعد غريمها الأساسي - حسب قول الصحيفة.
على صعيد العلاقات الكردية الكردية.. ذكرت الصحيفة إن التهديدات بمجزرة في عين العرب لم تستطع إغلاق ملف الخلافات الكردية، خصوصا بين رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني والاتحاد الديمقراطي، إذ لا ينتظر مقاتلو المدينة أي مساعدة عسكرية من كردستان العراق، الذي تلقى كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ المضادة للدروع في الأسابيع الأخيرة "لأننا نرى أن التزاماتهم وعلاقاتهم الدولية، والإقليمية لا تسمح لهم بتزويدنا بها ".
وأضافت "وتهاوت الآمال المعقودة على الوعود التركية الأخيرة بمنع سقوط عين العرب، وتعهدات قدمت إلى صالح مسلم الذي تقود قواته وحدات حماية الشعب، معركة الدفاع عن المدينة".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: