جمعية تحفيظ قرآن تستعين بـ"الأمر بالمعروف" لتحصين أفكار معلميها الإخوان
القاهرة - مصراوي:
فرضت الأحداث الأخيرة في منطقة الربيع العربي على دول الخليج الحرص على التحصين الفكري لشبابها ومجابهة تلك التيارات المتطرفة بالمنهج الوسطي المعتدل، وذلك في خطوة لصد تلك التيارات بالدورات التدريبية، والسير في تواز مع القرارات الأمنية الأخيرة التي تم اتخاذها بتصنيف بعض تلك الجماعات "كالإخوان" جماعة إرهابية.
نقلت صحيفة الحياة اللندنية عن مصدر موثوق به في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بجدة "خيركم"، أن الجمعية أجرت عدداً من الدورات التدريبية لعدد من معلمي حلقات تحفيظ القرآن في المحافظة، وذلك لإعدادهم علمياً في مواجهة التحديات المعاصرة، إضافة إلى التحصين ضد التيارات الفكرية المتطرفة، مثل التيار الإخواني.
وأوضح المصدر أن الجمعية استعانت بالمعهد العالي التابع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك في تقديم عدد من المحاضرات والندوات التدريبية، مشيراً إلى أن وكيل المعهد للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور يوسف الغامدي قدّم محاضرة تحمل عنوان "دور المعلم في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة".
وأشار إلى أن عدد المستفيدين من الدورات التدريبية من المعلمين في حلقات تحفيظ القرآن بلغ أكثر من 50 معلماً في جدة، مشيراً إلى أن الدورات التدريبية استهدفت في بدايتها مركز شرق جدة، لتتوزع بعد ذلك في أنحاء المحافظة.
وأضاف: "إن تلك الدورات والمحاضرات التي بدأت في تنفيذها جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة تهدف إلى تحصين أفكار الناشئة من خلال معلمي حلقات تحفيظ القرآن الكريم، والذين بدورهم ينقلون تلك التجربة إلى طلابهم في الحلقات، وتغذيتهم بالمنهج الوسطي المعتدل، ومعرفة طرق مواجهة التيارات والأفكار المتطرفة الدخيلة على المجتمع، خصوصاً مع التطور التقني والعلمي في وسائل التواصل الاجتماعي".
وأشار المصدر إلى أنه تمت مناقشة العديد من الأفكار والتيارات ضمن برنامج الدورات والمحاضرات، والذي استمر مدة يومين متتابعين، إذ ناقشت الجمعية التعريف بالفرق والتيارات المعاصرة وبيان منهج أهل السنة، والشبه وطرق الرد عليها.
من جهته، وصف المدير العام لجمعية "خيركم" إبراهيم الخميس الدورات التدريبية بالمميزة في الأسلوب والعرض الذي احتوى على الجانبين العلمي النظري والتدريبي، والتأكيد من خلالها على وجود قوة الطرح والاهتمام بالتأصيل الشرعي، مشيراً إلى أن تلك الدورات ستقام في مراكز الإشراف التابعة للجمعية كافة، وذلك للاستفادة من محاورها.
وأضاف: «إن تلك الدورات والمحاضرات تعود بالنفع والفائدة على طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم، الذين نعدّهم ثمار معلميهم، فمن واجب الجمعية تحصينهم من الفتن والتحديات التي تواجه المجتمع".
يذكر أن منبر الحرم المكي حذر في خطبته يوم الجمعة الماضي، من خطر الوقوع في الأفكار المتطرفة، والتي تؤدي إلى حمل السلاح على الأمة وتكفير المجتمعات، وأشار الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين إمام الحرم المكي الدكتور عبدالرحمن السديس في خطبته إلى أن العنف الأسري يؤدي إلى عواقب محزنة، تصل إلى التطرف الفكري، والوقوع في حبال أصحاب الأفكار المتطرفة.
ودعا خلال الخطبة إلى عدم التساهل في التربية، خصوصاً أن مناهج التربية وبرامج الإعلام في كثيرٍ من بلاد المسلمين تعاني من القصور، الذي سهَّل التأثر بالأفكار المنحرفة والمناهج الدخيلة.
وأضاف: "يجب الحذر من استهداف قنوات إعلامية متعددة الأجندات تخلي الناس عن كثيرٍ من المُحكَمَات الشرعية والثوابت المرعية والتشكيك في المسلَّمات الدينية والمعلومة من دين الإسلام، ما قد يقود إلى تقويض بناء الأسرة وزعزعة أركانها ودخولها في معمعة الغزو الفكري الهادم والتحدي الثقافي والقيمي السافر".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: