إعلان

ما الفرق بين طالبان ''أفغانستان'' و باكستان''؟

03:54 م الأربعاء 17 ديسمبر 2014

حركة طالبان

كتبت- أسماء ابراهيم:

نشأت حركة طالبان، والتي تعتبر نفسها حركة اسلامية، في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر، والذي رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994.

يعتنق مقاتلو طالبان الإسلام السني المبني على الدليل الشرعي من القرآن والسنة الصحيحة ويميلون إلى المذهب الحنفي وربما يتشددون في ذلك شأنهم شأن الشعب الأفغاني ويتسامحون مع مخالفيهم من غير بني جنسهم من المذاهب السنية حسب توصيف الحركة لنفسها، أما التوصيف المشتهر لها فهي حركة عقائدية تقوم على الأخذ بمبادئ متشددة في تفسير الدين الإسلامي وتحليل النص كما في السلفية الجهادية القريبة من منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

أهداف الحركة:

بعد أن استولت الحركة على عدد من الولايات ولقيت قبولا لدى قطاعات من الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحرب الأهلية، طورت الحركة من أهدافها ليصبح هدفها هو إقامة حكومة إسلامية كما صرح بذلك الملا محمد عمر في كلمته التي ألقاها أمام العلماء في قندهار يوم عام 1994. ونشرت الحركة عدد من

الأهداف: وهي إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة الراشدة، و أن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا وأن يكون قانون الدولة مستمدا من الشريعة الإسلامية واختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة و قلع جذور العصبيات القومية والقبلية و التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات- وغيرها.

طالبان و الديمقراطية:

ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس لله وتراها محرمة، ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولة الإسلامية.

وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولى منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتي ما يخالف الدين. والشورى كما تؤمن بها الحركة معلمة فقط وليست ملزمة، وتهتم الحركة اهتماما كبيرا بالمظهر الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال بإطلاق اللحى ولبس العمامة وتمنع إطالة الشعر وتحرم الموسيقى والغناء والصور وتمنع عمل المرأة خارج بيتها ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها ''تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية وهي نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس''.

طالبان الباكستانية

وهي حركة تقع تحت مظلة حركة طالبان الرئيسية، وتعتبر نفسها طرف أساسي في الصراع مع الحكومة المركزية الباكستانية.

وتقوم هذه المجموعة على مواجهة الجيش الباكستاني، وتحاول فرض تطبيق الشريعة في باكستان ومحاربة قوات الناتو في أفغانستان.

تشكلت هذه الحركة في 2002 حين قام الجيش الباكستاني بفرض سيطرته على منطقة القبائل بغرض وقف تنقل المسلحين على الحدود مع أفغانستان، وفي 2007 أعلن تشكيل تلك الحركة رسميا بقيادة بيت الله محسود.

ويقدر عدد المقاتلين في صفوفها ما بين 30 و35 ألف مسلح معظمهم من خريجي ومنتسبي المدارس الدينية، التي تتبع المدرسة الديوبندية وتدرس فقه الإمام أبو حنيفة.

و رغم احتفاظ التنظيم باسم حركة طالبان باكستان في وسائل الإعلام الا انه غيّر اسمه إلى ''مجلس شورى المجاهدين'' في 23 فبراير 2009 إثر توحد قادة ثلاثة تنظيمات رئيسية تحمل اسم حركة طالبان باكستان هم بيت الله محسود وحافظ غل بهادر ومولوي نذير.

وبالرغم اتباع طالبان بفرعها الرئيسي الافغاني والباكستاني نهج العنف في التعامل مع كل من يختلف معهم الا أن طالبان الافغانية أدانت يوم الثلاثاء الهجوم الذي شنه مقاتلو طالبان الباكستانية على مدرسة في بيشاور.

وقالت الحركة في بيان لها إن ''إمارة أفغانستان الإسلامية دانت على الدوام قتل أطفال وأشخاص أبرياء في أي ظرف''.

وأضافت أن ''القتل المتعمد لأشخاص أبرياء، نساء وأطفال، يتعارض مع تعاليم الإسلام وكل حكومة إسلامية وحركة يجب أن تلتزم بهذا المبدأ الجوهري''.

وتابعت أن ''إمارة أفغانستان الإسلامية تقدم تعازيها لعائلات الأطفال الذين قتلوا''.

والغريب أن حركة طالبان الأفغانية تعتبر نفسها معارضة لمقتل المدنيين على الرغم من انها تستهدف عمدا غير المقاتلين والمدنيين ، كما فعلت عندما هجم انتحاري من رجالها على مسرح في المركز الثقافي الفرنسي في كابول مما ادى أدى إلى مقتل شخص وإصابة 15 بجروح.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: