لماذا خاصمت كوبا أمريكا كل هذا الوقت؟
كتبت- أسماء ابراهيم :
لطالما جمعت المصالح المشتركة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا قبل ظهور الحركات الاستقلالية في كليهما.
وكانت امريكا قد اقترحت وحاولت شراء جزيرة كوبا في عديد من المرات، وسرعان ما اكتسبت الولايات المتحدة الأمريكية مكانة اقتصادية وسياسية على هذه الجزيرة حيث كان لها نصيب الأسد من الاستثمارات الخارجية في كوبا، كما أنها كانت تسيطر على مجموع الصادرات والواردات فيها.
وعام 1959 ،عام الثورة الكوبية، تدهورت العلاقات الامريكية الكوبية بشكل جذري، وانقطعت العلاقات بكل اشكالها بين البلدين.
ولم تكتف الولايات المتحدة بقطع العلاقات مع هافانا، بل فرضت حظرا اقتصاديا يحرم عليها التعامل مع المتاجرة والتعاون مع هذه الجزيرة.
وتتولى دائرة المصالح الأمريكية في هافانا مسألة التمثيل الدبلوماسي، وتعادلها دائرة للمصالح الكوبية هناك في العاصمة واشنطن، وكلا الدائرتين يتبعان للسفارة السويسرية في البلدين.
الا ان أمريكيا لا تزال تدير قاعدة بحرية في خليج غوانتانامو الكوبي، والتي لا تزال محل خلاف بين البلدين منذ استقلال كوبا عام 1902.
الثورة الكوبية 1959
عام 1959 اكتسح رجال العصابات هافانا، برئاسة فيدل كاسترو، وأسقطوا الديكتاتورية العسكرية لفولجنسيو باتيستا، برغم من تسليح أمريكيا لحليفه آنذاك باتيستا، على ظهر اليخت جرانما، كانوا ثمانين رجلا لم ينج منهم سوى 10 رجال فقط، بينهم كاسترو وأخوه راؤول وجيفارا.
وبالرغم من فشل هذا الهجوم الا ان هؤلاء اكتسبوا مؤيدين كثر خاصة في المناطق الريفية، وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين وخسروا نصف عددهم في احدى معركهم مع الجيش.
وتسبب خطاب كاسترو وجه كاسترو للكوبين في إضراب شامل، ومن خلال خطة اعدها جيفارا تمكن الثوار من النزول من جبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية هافانا في يناير 1959 على رأس ثلاثمائة مقاتل، ليبدأ عهد جديد في حياة كوبا بعد انتصار الثورة وإطاحتها بحكم الديكتاتور "باتيستا".
بعد ثورة كاسترو والرفاق
صادرت، في سنواتها الأولى، الحكومة الثورية الكوبية الجديدة الممتلكات الخاصة مع دفع تعويضات ضئيلة أو معدومة للناس، و أممت المرافق العامة، وشددت الرقابة على القطاع الخاص وأوقفت نوادي القمار في البلاد.
وبحلول نهاية عام 1960، أغلقت جميع الصحف المعارضة، وأصبحت محطات الإذاعة والتلفزيون تحت سيطرة الدولة، وتم تطهير صفوف الموظفين والمعلمين والأساتذة، وسجن ما يقرب من 20,000 منشقاً كل عام.
وتم أرسال المثليين جنسيا والمتدينين وغيرهم لمعسكرات العمل في الستينيات، حيث خضعوا لإعادة تأهيل طبي وسياسي ونفسي وتشير تقديرات إلى ان الحكومة أعدمت نحو 15,000 إلى 17,000 شخص في تلك الفترة.
وأنشأت الحكومة الثورية ما يعرف باسم لجان الدفاع عن الثورة، والتي قامت بالتجسس على الأحياء السكنية، وكان فيديل كاسترو الزعيم وعقل الثورة وجيفارا ساعدة الأيمن.
و في بداية عام 1961، غادر مئات الآلاف من الكوبين بلادهم إلى الولايات المتحدة، باحثين عن الحرية.
وبدأت بعدها حروب طاحنة في الخفاء أو العلن بين الويات المتحدة وكوبا بمشاركة الاستخبارات من كلا البلدين وظلت الاحوال على هذا المنوال حتى وقت قريب.
انفراجه في العلاقات الامريكية الكوبية
بعد إفراج هافانا عن المقاول الأمريكي ألان جروس المحتجز في كوبا، أفرجت أمريكا عن ثلاثة كوبين سجنوا في فلوريدا بتهمة التجسس، أعلن الرئيس أوباما أن الولايات المتحدة تتطلع إلى فتح سفارة لها في هافانا.
وقال مسؤولون امريكيون ان أوباما وكاسترو تحدثا عبر الهاتف الثلاثاء الماضي لما يقرب من ساعة، في أول محادثات رئاسية بين البلدين منذ الثورة الكوبية .
ورحب قادة العالم بالمصالحة الكوبي الامريكية والتي وصفت بالخطوة التاريخية لإنهاء حالة العداء التي استمرت أكثر من 50 عاما.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: