صحف: فوز "السبسي" برئاسة تونس بين فرحة الاستقرار والخوف من ضياع الثورة
كتبت- هدى الشيمي:
اهتمت الكثير من الصحف الأوروبية، بالانتخابات التونسية، والتي فاز فيها الباجي قائد السبسي، ذو الثمانية وثمانين عاما، بعد حصوله على حوالي 55.8% من الأصوات، أمام المرشح الآخر منصف المرزوقي.
وانقسمت الآراء بعد فوز السبسي، فهناك من يرى أنها خطوة جيدة نحو مستقبل تونس الديموقراطي، وأنه تأكيد على التقدم الذي أحرزته تونس، لتكون أفضل نموذج ديموقراطي، في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
وعلى العكس، هناك من يرى أن تولى السبسي الرئاسة، مؤشرا خطيرا لتدهور الأوضاع، وخطوة للرجوع إلى الخلف، والارتداد إلى العصور المظلمة، بسبب العلاقة القوية التي كانت بينه وبين الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، والذين تمت الاطاحة به بعد اندلاع الثورة في عام 2011.
- تصالح سياسي:
اشادت صحيفة الدايلي ميل البريطانية بالتصالح السياسي الموجود في تونس، فبعد فوز السبسي، هنأت الصحفة الرسمية لمنصف المرزوقي، السبسي، وتمنت له التوفيق، في نشر الديموقراطية، وحكم البلد بالعدل.
كما أشارت الصحيفة للخوف الذي يصيب قطاعات كبيرة في تونس، من رجوع إلى الخلف، أو الفشل في تحقيق أهداف الثورة التونسية، لتولى السبسي الذي يعد أحد المقربين للرئيس الأسبق بن على الرئاسة.
- الاستقرار وعودة الديكتاتورية:
وقامت صحيفة الجارديان البريطانية بنشر تقرير ضم اراء مجموعة من التونسيين، الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض للسبسي.
فكان من بينهم سوسن البالغة من العمر ثلاثين عاما، والتي قالت إنها كانت تخشى من ارتداء حجابها أثناء حكم بن على، وشعرت أن حزب النهضة الذى تولى الرئاسة بعد وقوع الثورة، سيحقق التوزان الذي لم يكن موجود من قبل، ولكنهم لم يحققوه، وخيبوا أملها، لذلك قامت بالتصويت لصالح السبسي، من أجل نشر الاستقرار الذي اشتاق إليه الشعب التونسي، بعد أربعة أعوام من الانتقال السياسي.
واتفقت مع سوسن في الرأي، السيدة كوثر شيلي، التي أشارت إلى تصويتها للسبسي، كان تصويتا لصالح الاستقرار، ومحاربة الإرهاب.
ومن ناحية أخرى، رأى أحمد الذي رفض أن يفصح عن اسمه للكامل للصحيفة، والذي حبس هو ومجموعة من اصدقائه أثناء حكم بن على، أن تولى السبسي للرئاسة، خطوة للوراء.
فقال "إن الديكتاتورية لا تعود مرة واحدة للسيطرة على المجتمعات، بل أنها تعود خطوة خطوة، وأول خطوة في المجتمع التونسي لعودة الديكتاتورية، كانت تولى السبسي للرئاسة".
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف أحمد، هو الموقف الذي يتخذه الكثير من الشباب في المجتمع التونسي.
- السبسي يخلق انقساما بين الشعب التونسي
أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فنقلت عن عدد من الصحفيين والباحثين والناشطين السياسيين في تونس وخارج تونس، والذين أكدوا على أن فوز السبسي في الانتخابات، خلق حالة من الانقسام داخل الشعب التونسي، فمنهم من يهلل بفوزه، ومنهم من يرفض ذلك تماما، ويعتبره فشلا كبيرا، لا يتناسب مع عظمة الثورة التونسية.
وعرضت الصحيفة جملة في إحدى المقالات المنشورة في واحدة من الصحف التونسية، والتي وصف فيها الكاتب السبسي، بالإنسان المريح، الهادئ، ذو الأخلاق الحميدة، والذي يستطيع عكس كل ما به من صفات على الشخص بمجرد سماعه أو مشاهدته.
وقال التونسي محمد ناصر، إن السبسي هو النموذج الأمثل للرئيس التونسي، لأنه كان تولى أحد المناصب الرئاسية لعامين، ولم يرتكب أي عمل مشين، أو فعل يلطخ اسمه.
ومن ناحية أخرى، قال الصحفي اليساري توفيق بن بريق إن السبسي، يشبه الجد الذي يقول ويفعل أمور طريفة، تسعد الجميع، ولكنه لا يفعل شيء أكثر من ذلك.
ورفض آخرون تولى السبسي الرئاسة، وبرروا ذلك بأنه كان أحد رموز النظام السابق، الذي وقعت في جرائم جسيمة في حق الشعب التونسي، والتي كان من بينها تعذيب المواطنين بدون ذنب في السجون.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: