''واشنطن بوست'': الاتفاق النووي مع إيران يتطلب من الغرب إعادة تقييم
واشنطن- أ ش أ:
قالت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية إنه بعد عشر سنوات من المفاوضات المطولة مع إيران بشأن برنامجها النووي المتنازع فيه، اتضح أن آفاق وافتراضات الولايات المتحدة ومشاركتها مع قوى عالمية أخرى للتوصل إلى اتفاق نهائي ''ليست بجيدة''.
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته في نسختها الالكترونية، اليوم الجمعة، إلى أنه بات من المضمون أنه سيتم تأجيل المحادثات، حيث أنه حان الوقت للاعتراف بأن سياسة ''المشاركة'' المبنية على سلسلة من الافتراضات، على الرغم من منطقيتها، قد أثبتت صحتها إلى حد كبير.. مضيفة أنه وكما ترغب واشنطن في تقييم تحركاتها المقبلة، قد يكون من الحكمة إعادة النظر في الافتراضات التي تم انتهاجها مع أكثر خصومهم صعوبة للنيل منه.
ولفتت إلى أن إدارتي ''الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش والحالي باراك أوباما'' اعتمدت على الضغوط المالية لكبت طموحات إيران النووية، والتي في صميمها، تزعم أن الضغط الاقتصادي المكثف سيغير حساب التفاضل والتكامل لإيران، مما سيؤدي في النهاية إلى التنازل عن أكثر الجوانب المثيرة للقلق من برنامجها النووي.
وأفادت أن ما سبق هو البراجماتية الأميركية في مكنونها الأكثر وضوحا، ولكن، لم تثمر تلك السياسة عن نجاحها المنتظر، ولكن نظام العقوبات أرغم إيران على تغيير نمط التفاوضية.
ومع ذلك، قالت الصحيفة الامريكية أن ما تعثر على الغرب افتراضه هو أن إيران الدولة الثورية نادرا ما تتخذ القرارات الاقتصادية الرشيدة، وفي الواقع، فإن فكرة الاندماج في الاقتصاد العالمي باتت مخيفة للحكام الإيرانيين الأيديولوجيين للغاية، الذين يحتاجون إلى عدو خارجي لتبرير حكمهم المطلق.
ورأت أن الاستراتيجيات الدبلوماسية لواشنطن بدت بكونها جاهلة بالديناميكيات المتغيرة للسياسة الإيرانية، وأن الانتخابات الرئاسية ''المزورة'' -على حد وصف الصحيفة- عام 2009 كانت حدثا فاصلا في تاريخ إيران، لأنها حولتها من جمهورية إسلامية تتكون من حكومة وفصائل إلى مجرد دكتاتورية أخرى في الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن النظام الإيراني الجديد تضمن تطهير قوى الإصلاح من الجسم السياسي، تاركا وراءه فقط الموالين له، وفي حين أن العديد في الغرب لا يزالون يرون إيران كبلد يحوي شجار الفصائل والشخصيات المتنافسة، فإن الإيرانيون أنفسهم يتحدثون عن النظام، وأن ذلك لا يعني أنه لا توجد خلافات بين الجهات الفاعلة الرئيسية، لأن النظام الإيراني لا يتوافق حول القضايا الجوهرية مثل قمع المعارضة والحفاظ على المسار الأساسي من البرنامج النووي.
وقالت إن خطأ الولايات المتحدة في معرفة من أصحبت إيران بات أكثر وضوحا عندما تولى حسن روحاني، الرئاسة في عام 2013، واعتبرت واشنطن انتخابات روحاني تضاربا مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وافتراضاته الأيديولوجية، وأقنع الكثيرون في واشنطن أنفسهم أن من خلال الاستثمار في روحاني سيتمكنوا من الدخول في عصر الاعتدال مع إيران، وأن وجود روحاني سيحرض إيران على تقديم تنازلات نووية هامة وحتى التعاون مع الولايات المتحدة لتحقيق استقرار المنطقة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إدارة أوباما سعت وراء التعامل مع الفصائل الإيرانية في نفس اللحظة عندما لم تعد الطائفية هي تعريف السياسة الإيرانية.
ونوهت إلى أن ايران لن تغير نهجها بسهولة، وانه إذا كان هناك أي أمل في تغيير حساب التفاضل والتكامل الإيراني، فيجب على قادتها أن يتأكدوا أن الثمن بات غاليا، وأن أي استراتيجية قسرية ما زالت تحتاج الى أن تستند على مزيد من عزل إيران من الأسواق العالمية والمؤسسات المالية؛ في الوقت الذي تتراجع به أسعار النفط، الأمر الذي سيعرض الاقتصاد الإيراني بشكل خاص للإجهاد.
ولفتت ''واشنطن بوست'' إلى أنه ينبغي أن تركز الاستراتيجية الجديدة للضغط أيضا على عزل إيران عن جوارها وتقويض عملائها، وسيتطلب ذلك تورط الولايات المتحدة في العديد من الأزمات في المنطقة، لأسباب إنسانية والاستراتيجية على حد سواء، ولذلك فعلى الولايات المتحدة أن تستثمر في نتائج الحرب الأهلية السورية.
وقالت الصحيفة في ختام تقريرها أن الغرض من هذه الاستراتيجية الجديدة، القوية والقسرية هو الإشارة إلى استعدادنا للمنافسة، لإظهار أن الغرب ليس بحاجة إلى صفقة من إيران أكثر من إيران نفسها ورفع السعر على طهران بسبب سياساتها المكروهة، مضيفة أنه قد حان الوقت للضغط على الايرانيين لاتخاذ الخيارات الصعبة التي كانوا غير راغبين في القيام بها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: