البرعي: مصر بين شعب يوافق على الانتهاكات وحكومة تحميه من ضباط يمارسونه
كتبت – هدى الشيمي:
قال الخبير الحقوقي نجاد البرعي'' في حوار مع صحيفة ''السفير'' إنه قدم استقالته من المجلس القومي لحقوق الإنسان لأنه اكتشف أن المجلس غير قادر على القيام بواجبته، وأن الاستمرار فيه عبث ومضيعة للوقت وإهدارا للمال العام، لأن المجلس لا يملك تصورا واضحا ومحدداً لدوره ومهامه.
وأكد ''البرعي'' على أنه تفاجأ بأداء الحكومة وأداء المجلس، لأنه لا يخدم قضية حقوق الإنسان ولا يخدم الحكومة، في الوقت الذي ينبغي أن يقوم فيه المجلس بأعظم أدواره، والتي تتمثل في مساعدة الحكومة على تحسين أوضاع المواطنين، لأن المجلس لا يعتبر منظمة استشارية تصدر بيانات فقط، ولكن عليه أن يقدم توصيات ومقترحات للحكومة لتحسين الأوضاع، وعلى سبيل المثال محاولة تحسين ظروف المعتقلين إذا عانوا من حالة من التكدس داخل السجون.
وأوضح ''البرعي'' أن الانتهاكات والتعذيب والتعدي على حقوق الإنسان لم تتغير منذ عهد مبارك وحتى الآن، بالإضافة إلى أن الحكومة التي يجب أن تحمي المواطنين من الانتهاكات وغيرها، هي التي تقوم بالانتهاكات بنفسها، ويظهر ذلك في أن وزير الداخلية لا يستطيع معاقبة الضباط لقيامهم بتلك الانتهاكات، وأشار إلى أن المجتمع المصري يعيش وضعا معقدا ينحصر بين مجتمع يتقبل التعذيب وحكومة تحميه وضباط يمارسونه.
وأشار ''البرعي'' إلى أن هناك تحسن كبير في المجال الحقوقي الخاص بالمرأة وظهر ذلك في مشاركتها بالحياة السياسية، ويوجد تقدم ملحوظ أيضا على مستوى حرية الاعتقاد وأوضاع الأقباط، إلا أن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وحرية التعليم والصحة تحتاج إلى كثير من الجهد حتى تتحسن، وذلك لآنها بحاجة إلى وقت كبيرة وامكانيات ضخمة.
ولفت ''البرعي'' إلى وجود فرق واختلاف كبير بين محاربة الحكومة للإرهاب ومحاربتها للإخوان، مشيرا إلى أن الإرهاب استوطن في سيناء منذ حكم مبارك، وزاد في حكم الرئيس السابق محمدمرسي إلا أنه يجب مراعاة الفرق بين الشيئين.
ورأى ''البرعي'' أن العودة إلى نظام مبارك مرة أخرى مستحيلة، والعودة إلى عصر محمد مرسي غير ممكنة، لأن الأوضاع تغيرت لدرجة كبيرة جدا داخل المجتمع المصري، مؤكدا على أن المصريين يتقدمون وسواء كان هذا التقدم ببطء أم بسرعة إلا أن العودة إلى الخلف مستحيلة وغير ممكنه.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: