هآرتس: نتنياهو وحكومته لا يملكون تعريفا محددا لدولة اسرائيل
كتبت- هدى الشيمي:
اقترحت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يقوم في المرة القادمة التي يطالبه فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاعتراف بفلسطين دولة يهودية، أن يقول له اعترف أنت أولا بدولتك اليهودية، ثم اطلب مني الاعتراف بها.
فقالت الصحيفة إن نتنياهو وحكومته لا يمتلكون تعريف محدد للدولة اليهودية، ولا يوجد هذا التعريف في الدستور الإسرائيلي.
ورأت الصحيفة أن هناك الكثير من المعاني التي تفسر معنى الدولة اليهودية، ولكنها اكتفت بشرح معنيين فقط، وتوضيح كيفية تفاعل عباس مع كل منهما.
فالمعني الأول للدولة اليهودية يتمثل في أن اسرائيل دولة لها خلفية تاريخية كبيرة، وقادرة على الحفاظ على الديانة اليهودية وتقاليد الحياة اليهودية وكل ما ينتمي إليها، لذلك فهي بحاجة إلى سياسة قوية لقيادة هذه الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الدولة تحتاج إلى ابقاء تعداد السكان الغير يهود منخفض، وسياسة أي حزب أو تيار سياسي غير يهودي ضعيف.
وعليها أن تقوم بالسيطرة على تعداد السكان الفلسطينيين، وعدم الاعتراف بأي مولود فلسطيني، حتى إذا كان من أم فلسطينية وأب اسرائيلي.
وظهر ذلك الأسلوب بالفعل عام 2007 عندما قام نتنياهو بإصدار قوانين لتقليل الرسوم التي تدفعها الحكومة لرعاية الطفل، وهذا ما أكده وزير الصحة الإسرائيلي الذي قال إن معدل الانجاب انخفض بطريقة ايجابية.
بالإضافة إلى محاولات تقليل تعداد السكان، تشير الصحيفة إلى أن تلك الدولة ستحاول إعادة رسم حدودها على الخريطة، وذلك لإخراج أي مواطن فلسطيني أو غير إسرائيلي خارج الحدود الإسرائيلية، ولن تعترف بأي مواطن فلسطيني ترك اسرائيل خلال حروبها للعودة إلى أرض فلسطين.
وأكدت الصحيفة أن النموذج الأول للدولة اليهودية هي الدولة التي يريدها نتنياهو وحكومته، لأنها الدولة التي تمنح كل شيء لليهود وتتعامل مع الفلسطينيين على أنهم غرباء كليا.
وتوقعت أن يكون رد فعل عباس على هذه الدولة، أن يقول مرارا وتكرارا إن اليهود لديهم الحق في العيش بأمان بالأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، إلا أن تأييد هذه الدولة لا يمكن ولا يحدث.
أما النموذج الثاني للدولة اليهودية، فهو يقوم أيضا على نفس القناعات التي تقوم عليها الدولة الأولى، إلا أنه يرفض القيام بأي اجراء يقلل من حقوق المواطنين غير الإسرائيليين، أو يهين كرامتهم، ويتعامل معهم بطريقة وحشية.
وتحترم هذه الدولة السيدات الفلسطينيات اللاتي يتزوجن من الإسرائيليين، وتعترف بأبنائهم، وتساوي بين كل المواطنين والأطفال في المعاملة وتمنحهم نفس الحقوق.
وأوضحت الصحيفة أن النموذج الأول لدولة اسرائيل يحافظ على الكيان اليهودي، ويعطيه كل حقوقه كاملة، إلا أن النموذج الثاني يمنح كل المواطنين حقوقهم، ويساعد على خلق هوية وطنية لدولة يعيش بها اليهود والفلسطينيين جنبا إلى جنب.
ولم تستطع الصحيفة توقع كيف سيكون رد فعل عباس على الدولة الثانية، إلا أنها اشارت إلى أن الدولة الثانية ستكون النموذج الأفضل للدولة التي يحيا بها الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي النهاية، قالت الصحيفة إن حصول الإسرائيليين على الاعتراف بالدولة اليهودية ليس مهما، بقدر أن يكون الإسرائيليون قادرين على خلق دولة تستحق التأييد بالفعل.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: