الجارديان: لماذا أصر بوتين على ضم القرم إلى روسيا؟

كتبت – سارة عرفة:

وصفت صحيفة الجارديان البريطانية رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأبرز القادة الروس على ضم القرم لروسيا بأنه أشبه بالاحتفال بانتصار عسكري، مشيرة إلى أن الاجتماع كان في قاعة القديس جيورجيوس في الكرملين.

ونقلت الصحيفة - في تقرير لها حول أسباب إصرار الرئيس الروسي على ضم القرم - عن بوتين قوله "في قلوب الناس وعقولهم، لطالما كانت القرم جزء لا يتجزأ من روسيا"، ملفتا إلى أن الأمر أوحى بأن المسألة لطالما كانت مسألة وقت قبل إعادة ضم موسكو القرم إلى أراضيها.

وأضاف بوتين "هذه القناعة مبنية على الحقيقة والعدالة".

ووصف بعضهم إجراءات بوتين بـ"عقدة ما بعد الإمبريالية" وبأنه الزعيم المستعد لإعادة بناء ما يشبه الاتحاد السوفيتي من خلال إعادة ضم أراضٍ ضائعة، بحسب ما جاء بالصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك بعض الحقيقة في هذا الأمر، لكن الواقع أكثر تعقيداً بحسب ما يرى مقربون من قرارات الكرملين، خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وتقول الجارديان إن "المعطيات الموجودة ترجح أن قرارات الكرملين في الأسابيع القليلة الماضية كانت ردة فعل وتحركات انفعالية على أحداث حصلت ولم تكن ضمن استراتيجية مقررة سابقا".

وترى الجارديان أن جزء من المشكلة يكمن في أن بوتين يرى في أحداث أوكرانيا خطورة كبيرة نظرا لخسارة روسيا تأثيرها على قرارات كييف".

وتضيف أن "العامل النفسي لرؤية ثوار مقنعين يسيطرون على بيت الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، يؤثر على حاكم فعل كل شيء ليبقي الثورات بعيدة عن بلاده".

ويقول موظف العلاقات العامة في الكرملين جيليب بافلوفسكي للصحيفة إن "بوتين يكره الثورة، وهو مناهض للثورة بطبيعته. ويانوكوفيتش أجبِر على الفرار، وبالتالي فإن تأثير النظام الروسي على أوكرانيا انتهى، وأدرك بوتين أن أحداً لن يستمع إلى روسيا في حال لم يعزز موقعه، ولهذا اتخذ الإجراءات الأخيرة".

ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي المقرب من الكرملين سيرجي ماركوف، قوله إن "الخطة الأساسية لم تكن تقضي بضم شبه جزيرة القرم، وأن القرار النهائي للقيام بذلك أتخذ قبل أسبوعين فقط".

وأوضح أن "هناك عاملان رئيسيان لعبا دورا في اتخاذ القرار هما: مطالب النخبة في القرم، الذين لا يريدون أن ينتهي الأمر بالقرم مثل أبخازيا التي أصبحت في طي النسيان دولياً، ولهذا دفعوا بقوة لتكون القرم جزءاً من روسيا، بالإضافة إلى أن موقف الغرب لم يكن حاضراً للاستماع إلى أي تسوية وسطية".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا