كاتب أمريكي: بوتين قد يلقى نفس مصير أسلافه السوفييت
كتبت – سارة عرفة:
قال الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها جزيرة القرم تحذر من أن التحولات الحاسمة في التاريخ يمكن أن ينتج عنها قادة مستبدون، نتيجة لوجود خصم ضعيف أو مرتبك.
وأضاف في مقالة له منشورة بصحيفة واشنطن بوست الخميس إن القوة قد لا تصنع الحق، لكنها تخلق حقائق على الأرض يصعب تغييرها، على حد قوله.
وأوضح إجناتيوس أن مشكلة بوتين الحقيقية – من وجهة نظره – أنه على الجانب الخطأ من الناتو، مشيرا إلى أن هذا الموقف تسبب في خسارة أسلافه السوفييت، ومن المحتمل أن يلقى نفس مصيرهم.
واشار إلى أنه رغم عدم إرسال الناتو الحذر قواته إلى المجر عام 1956 أو تشيكوسلوفاكيا في عام 1968 لمواجهة العدوان السوفياتي، بسبب رفض المحافظين، فإنه (الناتو) حقق انتصارا حاسما في الحرب الباردة.
ويرى أن انقلاب بوتين في القرم كان له أثر إيجابي بالغ على أوباما والغرب، موضحا أن ذلك نتج عنه ما وصفه قائد قوات حلف الناتو الجنرال فيليب بريدلاف الأسبوع الماضي بأنه "نقلة نوعية" في مفاهيم الرئيس الروسي.
وبحسب الكاتب الأمريكي، يشرح بريدلاف أن "ما تغير في هذا النموذج هو أن روسيا التي اعتادت على أن تكون شريكا تتصرف الآن كخصم يضع قواته على حدودنا على أهبة الاستعداد، ومن ثم ينبغي أن نتخذ موقفا مختلفا وأن نكون أكثر استعداد".
وتابع إجناتيوس أن "بوتين بضمه شبه جزيرة القرم يكون قد غير بالفعل الإطار الذي تقيّم به الولايات المتحدة وغيرها من البلدان تحركات موسكو".
ولفت إلى أنه يفترض أن يكون إعادة تمركز روسيا جزءا من نيات بوتين، لكن إعادة التمركز هذه استراتيجية محفوفة بالمخاطر قد تسفر عن ردود فعل دبلوماسية واقتصادية وعسكرية موحدة من الغرب.
وأضاف أن بوتين وفق معظم المؤشرات السياسية والاقتصادية يقود أمة ضعيفة، قوة في طريقها إلى الأفول، لا قوة صاعدة. فروسيا لديها رئيس مشاكس وانتقامي على استعداد لاستخدام القوة، ولكن هذه الاستراتيجية قد تكون مجدية في حال استسلم الغرب، حسب قوله.
ونقل إجناتيوس عن بريدلاف قوله إن "نقل القوات ليس مسألة هينة".
وأوضح بريدلاف أنه سيكون من الصعب مواجهة الجيش الروسي على الحدود الأوكرانية لأنه "بالغ الضخامة وعلى أهبة الاستعداد"، ولكن نظرا للآثار المزعزعة للاستقرار التي أحدثها الغزو الروسي لشرق أوكرانيا، يجب على الناتو تجهيز قوة رادعة لمواجهة مزيد من العدوان، لا الحل عبر الإقناع.
وذكر إجناتيوس إلى أنه لديه شعور بأن مناورة بوتين سوف تفشل مع مرور الوقت إذا تحلت أوروبا وأميركا بالحزم والصبر.
وأضاف أن وزير الخارجية الأوكراني أندري ديسشاتسيا قال له "إنه مصمم على انضمام بلاده الآن إلى الاتحاد الأوروبي، لتظل في سلام مع جارتها في الشرق، قدر الإمكان، لكنها ستكون مستعدة بشكل كامل لقتال القوات الروسية إذا غزت شرق أوكرانيا".
من ناحية أخرى، قال إجناتيوس إن أوباما يواجه انتقادات بشكل يومي من قبل المحافظين، الذين لمحوا إلى أنه هو من سمح لبوتين بغزو شبه جزيرة القرم. ولكنه كان حازما للغاية منذ بداية الأزمة، فقد دفعت الولايات المتحدة أوروبا إلى تبني عقوبات بإعلان قائمتها الأولى، وقام الناتو ببعض التحركات العسكرية لطمأنة بولندا ودول البلطيق.
وانتقلت الولايات المتحدة أيضا بهدوء للمساعدة في خفض ما يقرب من ثلث واردات أوكرانيا من الغاز الروسي قبل نهاية العام، والاستغناء عنه تماما بحلول عام 2020.
ونصح إجناتيوس أوباما أن يواصل المسيرة التي بدأها، والعمل بشكل وثيق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وختم إجناتيوس مقاله قائلا: "لقد تحدث الشيوعيون قبل قرن عن حتمية انتصارهم، وكانوا يعتقدون أن حركة التاريخ تميل باتجاههم، وكم كانوا خاطئين؛ فالمعركة من أجل الديمقراطية ستدور مرة أخرى، وما من شك في أن الأخيار هم الذين سينتصرون في النهاية".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: