صحيفة كندية: معاناة السودان مستمرة وسط تجاهل عالمي

كتبت - هبة محفوظ:

قالت صحيفة ''جلوب اند ميل'' الكندية أن الأزمة السودانية في دارفور فقدت اهتمام المجتمع الدولي، بالرغم من استمرار ها حتى الأن .

وأضافت الصحيفة أن أكثر من 5000 مواطن سوداني قد تم تهجيرهم من دارفور منذ فبراير الماضي، بالإضافة إلى الملايين الذين تم تهجيرهم سابقاً والمئات الذين قتلوا منذ بدء النزاع.

وأوضحت الصحيفة السبب وراء فقدان المجتمع الدولي اهتمامه بقضية دارفور، مشيرة إلى أن ذلك يرجع لطول مدة النزاع والتي استمرت 11 عاما، بعد 5 سنوات فقط من اتهام المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني، عمر البشير، ببدء عملية إبادة جماعية، وبعد ثلاث سنوات من توقيع اتفاقية السلام لوقف العنف.

وقالت الصحيفة إن معظم الدول الكبرى أوقفت جهودها للمساعدة في حل أزمة دارفور، خاصة بعد انشغالهم بأحداث ''الربيع العربي'' والثورات في الشرق الأوسط، وبالوضع في أوكرانيا وتبعاته على أوروبا بأكملها، بدلا من التركيز على أزمة دارفور والخلاف السوداني حول سيادة الدولة وتغيير النظام، التي يعتبرونها أزمة محلية لن تؤثر علي بلدانهم، حسب تعبير الصحيفة.

وأرجعت الصحيفة سبب تفاقم الأزمة في دارفور إلى اعتقاد بعض الدول الكبرى أن اتفاقية السلام التي تم توقيعها في الدوحة في 2011، ستكفي لحل الأزمة، وهو ما لم يحدث حتى الأن، لأن هذه الاتفاقية أعطت البشير شرعية للاستمرار بحكمه، وغضت البصر عن المجازر التي ارتكبها والتي أدانته بها المحكمة الجنائية الدولية.

و في محاولتها لإيجاد حل لأزمة دارفور، قالت الصحيفة إن علي السياسيين البحث عن الأسباب التي بدأت الأزمة، بدلا من التمسك باتفاقية السلام التي لم يكن لها أي تأثير حتي الأن.

وأضافت الصحيفة أن علي دبلوماسيين الدول الكبرى مناقشة أسباب النزاع وعلى رأسها سوء استخدام البشير لسلطاته الرئاسية، وانعدام العدالة الاجتماعية، ومحاسبة المسؤولين عن تزوير الانتخابات.

وترى الصحيفة أيضاً أن على بعثة الاتحاد الأفريقي لدي الأمم المتحدة المختصة بمراقبة الوضع في دارفور أن تمد جهودها إلى السودان بأكمله ولا تقصرها على دارفور فقط، وأن تتم إعادة اختيار أعضاء البعثة، نظرا للشكوك حول تقرب بعض الأعضاء الحاليين من نظام البشير، وفشلهم في أخذ خطوات جدية لحل النزاع وحماية المدنيين المتضررين منه.

واقترحت الصحيفة أيضاً أن يتم تشكيل فريقا عالميا للتوسط بين أطراف النزاع في السودان، وهو السبيل لوضع حد للأزمة، في تقدير الصحيفة، نظرا لتعسف البشير مع أي محاولات داخلية لتهدئة النزاع، ولتعنت الكثير من المجموعات المهمشة في إصرارها علي الطرق التي تراها الوحيدة القادرة علي إنهاء الأزمة، رافضة أي اقتراحات محلية أخري.

وأخيرا، أضافت الصحيفة أن على منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية أن تزيد من مجهوداتها في لفت نظر المجتمع الدولي إلى تدهور الوضع في السودان، وتطالبه بأخذ موقف جاد تجاهه، وأن علي الدول العظمى كأمريكا، وبريطانيا وغيرهم، دعم هذه المجهودات لتكون مثمرة في النهاية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا