فريدمان: ثمة تهويل في قوة بوتين على حساب أمريكا
نيويورك - أ ش أ:
انتقد الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان ما أثير مؤخرًا عن استقواء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره الأمريكي باراك أوباما.
وأكد - في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز- أن ثمة تهويل في قوة بوتين في مقابل التصغير من حجم أمريكا وقدرتها على إخضاع بوتين عبر وسائل غير عسكرية.
ورأى فريدمان أنه كان حريًا ببوتين أن يصارع من أجل انضمام روسيا إلى الاتحاد الأوروبي بدلًا من العمل على إبعاد أوكرانيا التي كانت بين دول الاتحاد السوفيتي الذي حرر انهياره تيارًا آخذًا من الطاقات الإنسانية عبر أوروبا الشرقية وروسيا.. حيث شبه بوتين بالسد الذي يريد إيقاف هذا التيار من الطاقات البشرية بين أبناء شعبه ودول جواره ممن يميلون إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي أكثر من ميلهم إلى الانضمام تحت لواء بوتين.
وقال الكاتب الأمريكي إن بوتين له باع في مضمار النفط أطول من باعه في مضمار التاريخ؛ متهما ياه بإثراء نفسه على حساب جعل روسيا أكثر بحثا عن الموارد الطبيعية فضلا عن استثمار مواردها البشرية. وتوقع فريدمان أن التاريخ لن يرحم بوتين، لاسيما إذا ما انهارت أسعار الطاقة. واتهمه ايضا بأنه متعصب سلبا على بلاده وأنه يفضل تحويل بلاده إلى دولة بترولية تديرها المافيا.
وعلى صعيد طرق إخضاع روسيا، آثر فريدمان إنزال العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على روسيا التي انتهكت المعايير الدولية. وحذر الكاتب من مغبة اللجوء لعقوبات أكثر صرامة أو حتى تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا، لأن ذلك من شأنه دفع بوتين داخل المزيد من الأراضي الأوكرانية فضلا عن شبه جزيرة القرم التي يتحدث أبناؤها الروسية ويفضلون الانضمام إلى روسيا على الاتحاد الأوروبي كما تضم قاعدة بحرية روسية كبرى، مما يوضح أهميتها بالنسبة لبوتين وسر تشبثه بها.
ورأى صاحب المقال أن بوتين باجتياحه شبه جزيرة القرم لم يعد يمثل تهديدا على روسيا وحدها وإنما على استقرار العالم بأسره.. مشددا على ضرورة الامتناع عن التلويح بتهديدات ليس ثمة مجال لتنفيذها.
وقال فريدمان إن مواجهة بوتين على نحو يظهر ضعفه الحقيقي يتطلب استراتيجية طويلة المدى تلعب على دعامتي نظامه: النفط والغاز، تماما مثلما حدث في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي على يد السعوديين عندما خفضوا أسعار النفط على نحو أسهم في انهيار الشيوعية السوفيتية. ويرى فريدمان إمكانية تطبيق ذات الاستراتيجية اليوم مع نظام بوتين.
واقترح فريدمان أن تسعى أمريكا إلى اجتذاب أوروبا عبر توفير احتياجات الأخيرة من الغاز والتي تعتمد بنسبة 30 بالمئة منها على روسيا، على نحو يساهم في خفض أسعار النفط عالميا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: