من شاب فلسطيني قاتل إسرائيل.. إلى أستاذ يدعو للسلام معها
كتبت - هبة محفوظ:
نقلت صحفة ''نيو يورك تايمز'' الأمريكية قصة الفلسطيني، محمد دجاني، وحكت عن تفاصيل رحلته منذ بدأ كمقاتل بحركة فتح الفلسطينية حتى وصوله إلى التدريس بأحد جامعات القدس.
وقالت الصحيفة عن دجاني أنه تم منعه من دخول إسرائيل لمدة زادت عن 25 عاماً كان خلالها مقاتلاً في ''حركة تحرير فلسطين''، حيث كان يتلقى التدريبات العسكرية لقتال قوات الاحتلال الإسرائيلي، أما الأن فقد أصبح دجاني أحد الأكاديميين بجامعة القدس بشرق مدينة القدس ويقوم بتدريس ''الثقافات الأمريكية'' لطلابه بالجامعة، ويعمل على رفع وعيهم بأهمية تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من أن دجاني لا يزال يعتبر إسرائيل عدواً، إلا أنه أنشأ حركة ''وسطية'' في 2007 لينشر مبادئ التسامح والسلمية بين أبناء بلده والإسرائيليين،
بدلاً من اللجوء إلى السلاح في حل النزاعات الثقافية والسياسية بينهم، وهو ما تسبب له في الكثير من الخلافات بينه وبين أصدقائه العرب.
وازداد الخلاف بين دجاني وأصدقائه عند حديثه عن ''المحرقة اليهودية'' التى تعرض لها اليهود على يد جنود هتلر سابقاً، لعددا من طلبة المدارس الفليسطينيين بالضفة الغربية،
رغم أن الموضوع لم يكن جزء من المناهج الدراسية المقررة على الطلبة. إلا أن دجاني أخذ مجموعة من طلاب المدارس في مارس الماضي لبولندا لزيارة أحد المتاحف، متحف أوشفيتز بيركيناو، ليروي قصة ''المحرقة'' كاملة.
وأوضح دجاني للصحيفة أن هدفه من الرحلة كان ''ليزيد وعي الطلبة بما حدث لليهود بذلك الوقت ويساعد على سد الفجوة بين الثقافتين وحث تلاميذه على التعاطف نحو المحرقة على المستوي الانساني'' حسبما أخبر الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن رحلة دجاني وتلاميذه إلى بولندا هي جزء من برنامج تعليمي ألماني أعدته إحدى الجامعات الألمانية ويتكفل بمصاريفه ''مركز أبحاث ألمانيا''.
على صعيد أخر، أوضح دجاني للصحيفة أن هدفه من اصطحاب تلاميذه في تلك الرحلة كان أن ''يقيهم مصاعب رحلته كمقاتل سابق، يعتمد في محاولته لتهدئة النزاع وتحرير
بلده على قوة السلاح، بدلاً من اعتماده على سبل سلمية لتحقيق ذلك''، وهو ما استطاع أن يصل إليه بعد مرض والده، حسبما أفادت الصحيفة.
أوضحت الصحيفة أن قرار دجاني بسلك ''هذا النهج السلمي'' جاء بعدما اصطحب والديه لتلقي العلاج بأحد المستشفيات الإسرائيلية، وذهل لحسن معاملة الأطباء الإسرائيليين ورعايتهم بوالديه، وهو ما حثه على سلك نهج مختلف عن القتال.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: