هافينجتون بوست: بوتين رجل يعرف ''من أين يؤكل الكتف''
واشنطن – (أ ش أ):
وقفت عاجزة في سوريا وأوكرانيا عن صف المعارضة في هيكل قادر على أن يحكم نفسه ناهيك عن البلد في الوقت الذي وضعت فيه موسكو بدهاء شديد اموالها في الاتجاه الصحيح مستثمرة مواردها في اصول عسكرية وشراء موالين لها باحثين عن الامن.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدم ورقة ''الغاز'' بشكل فعال في دق اسافين بين المتحالفين دوليا في مناوراته معهم.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي حث على عزل روسيا التي جمدت عضويتها في مجموعة الثماني سياسيا وهدد بأنه إذا اختارت القيادة الروسية المضي قدما في الطريق الذي اختارته؛ فإن أمريكا وأوروبا ستضمنان تعميق عزلتها غير أن الجيش الروسي واصل تحريك مدفعية ثقيلة في انحاء القرم ونشر القوات على الحدود مع شرق أوكرانيا.
ومضت الصحيفة تقول إن بوتين عبر عن تجاهله وازدرائه للعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على بلاده وذلك عندما حول راتبه مباشرة إلى بنك ''روسيا'' الموضوع في القائمة السوداء الأمريكية بل وحدثت واقعة مؤخرا أكثر إزعاجا عندما حلقت طائرة روسية على ارتفاع قريب من سفينة تابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأسود.
وذكرت الصحيفة أن واشنطن ركزت على الواجهة الأمامية البراقة للثورات المتمثلة في ''المطالب الشعبية للقيم الديمقراطية'' لكنها لم تكن فعالة في المراحل اللاحقة فربما تكون قد وفرت بعض الدعم الأدبي للمعتدلين في سوريا لكنها بعد ذلك سرعان ما انتهجت سياسة رفع اليد عما يحدث تاركة اعضاء المعارضة في صراع طغى فيه المتطرفون على المعتدلين.
وتابعت أن الأمر نفسه ربما يحدث في أوكرانيا مع صراع الرياضيين والمصرفيين والأوليجاركية ''حكم الأقلية والعصابات الروسية للحصول على مناصب في الحكومة الجديدة .
وأشارت إلى أن بوتين مازال يتواصل مع الموالين من الانظمة القديمة الذين مازالوا متحدين خوفا من الغرب والذين يبحثون عن الامن والحماية اكثر من القيم الليبرالية.
وقالت إنه على الصعيد الدولي فإن عزلة روسيا تعتمد على تحالف بين اعضاء الاتحاد الاوروبي والناتو ولكن هذا التحالف ايضا يتطلب حذرا لان روسيا تمد اوروبا ب 30 في المئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي وهذا يمنع حدوث رد فعل أوروبي أمريكي قوي على ضم روسيا للقرم.
وأوضحت الصحيفة أن الأعضاء الجدد في الناتو و شرق أوروبا ودول البلطيق يعبرون عن مخاوفهم من ان يلقوا نفس مصير اوكرانيا التي تخلت عن ترسانتها النووية في عام 1994 مقابل ضمان بسلامة اراضيها واستقلالها سياسيا منح لها من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا في اتفاق بودابست .
ولفتت إلى أن ضعف إيمان اوكرانيا بهذا الوعد الذي قطعته واشنطن على نفسها جعلها الآن في موقف صعب.
ونوهت الصحيفة بأن فشل أوروبا وأمريكا في دعم المعارضة السياسية المعتدلة في سوريا جعل بعض الحكومات الخليجية وتركيا تعمل على تزويد حلفائهم بالسلاح والأموال وهو ما أدى إلى تمكين المتطرفين واستيلائهم على الثورة من الثوار المعتدلين.
وخلصت الصحيفة إلى أن منهج واشنطن العاجز في سوريا وأوكرانيا والتحالفات الدولية المتصدعة كل ذلك لا يستطيع الصمود امام تحركات القوات الروسية وتكتيكات بوتين الذي أثبت أنه يعرف من أين يؤكل الكتف
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: