إعلان

هافنجتون بوست: قطر تترقب الاستغناء الأوروبي عن الغاز الروسي

05:09 م الأحد 27 أبريل 2014

تميم بن حمد

واشنطن - (أ ش أ):

رصد الموقع الإخباري الأمريكي ''هافنجتون بوست'' اليوم الأحد ترقب قطر الاستغناء الأوروبي عن الغاز الطبيعي المسال الروسي على خلفية العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي دفع أوروبا لإعادة النظر في الاعتماد على الغاز الروسي.

وأوضح الموقع في تقرير على موقعه الإلكتروني أن قادة الاتحاد الأوروبي أصبحوا أكثر حديثا عن رغبتهم في الحد من استهلاك أوروبا من الغاز الطبيعي الروسي، ونتيجة لذلك، أصبحت قطر - المزود رقم واحد من الغاز الطبيعي المسال في العالم - في وضع جيد للعب دور أكثر تأثيرا في مشهد الطاقة في أوروبا.

وأضاف الموقع أنه على الرغم من عدم استطاعة قطر الإطاحة بروسيا من موقعها كأكبر مزود للغاز الطبيعي في أوروبا، فإن قطر بإمكانها أن تساعد بشكل كبير في خفض الاعتماد الأوروبي على مصادر الطاقة الروسية، وفي نفس الوقت، الحصول على نفوذ دبلوماسي أكبر على الحكومات الأوروبية.

وأشار ''هافنجتون بوست'' إلى تأثير الأزمة الأوكرانية على حركة تجارة الطاقة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وأنه لحسن حظ الاتحاد الأوروبي، لم تنفجر الأزمة الأوكرانية قبل عدة سنوات، ففي عام 2006، كان معدل مبيعات الغاز الطبيعي الروسي إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا 80 %، وتم تخفيضه إلى 50 % بحلول عام 2013، وفي عام 2013، شرع كل من الاتحاد الأوروبي وروسيا في بناء مشروع ''ساوث ستريم''- خط أنابيب الغاز الذي يربط روسيا ببلغاريا عبر البحر الأسود - والذي من شأنه أن يزيد حركة تجارة الطاقة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وتجاهل أوكرانيا.

ومع ذلك، فإن التوتر في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا قد يعرض مستقبل مشروع ''ساوث ستريم'' للخطر، وكان رد فعل الشركات الأوروبية المشاركة في المشروع مختلفا، وفي الوقت الذي وصف فيه الرئيس التنفيذي لشركة ''ايني'' الإيطالية مستقبل المشروع بالـ''القاتم''، ظلت بعض الشركات البلغارية والألمانية متفائلة، وكذلك شركائهم الروس.

ولفت الموقع إلى أنه على الرغم من اعتماد بولندا بشكل رئيسي على روسيا في 60 % من وارداتها من الغاز الطبيعي، واصلت وارسو اتخاذ تدابير جريئة لشراء الغاز من الجهات الأخرى ''بما في ذلك قطر'' منذ اندلاع حرب الأسعار بين روسيا وأوكرانيا عام 2009، الأمر الذي سلط الضوء على المخاطر الجيوسياسية من الحفاظ على الاعتماد على الغاز الروسي، ومن المتوقع أن تباشر محطة الغاز الطبيعي المسال في بولندا استيراد الغاز القطري في عام 2015.

وفي نفس السياق، شرعت بلدان أوروبا الشرقية بما في ذلك استونيا وايتوانيا أيضا بالاستثمار بكثافة في البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال، ومن المرجح أن تكسب قطر فرصا جديدة باعتبارها المزود رقم واحد من الغاز الطبيعي المسال في العالم.

وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من كون قطر ليست سوى جزء صغير من واحد بالمائة من روسيا، فإن احتياطيات الإمارة الخليجية من الغاز تصل إلى ما يزيد على نصف احتياطي روسيا، مما يجعل قطر في المرتبة الثانية في تصدير الغاز الطبيعي خلف روسيا، وعلى الرغم من ذلك، تدرك الدوحة جيدا أنها لا تستطيع أن تحل محل روسيا كأكبر مورد للغاز إلى أوروبا.

ونظرا للاحتياطي الروسي الهائل من الغاز الطبيعي، فإنه يمكن بيع الغاز الطبيعي للأوروبيين بسعر أقل مما تقدمه قطر بنسبة ''40 أو 50 % ، ومن ناحية أخرى، ما يقرب من 40 % من صادرات قطر تصل إلى الصين والهند واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، الأمر الذي يجعل الاقتصاد القطري الآن أقل اعتمادا على الصادرات المتجهة إلى الاتحاد الأوروبي.

وبالتالي، فمن المحتمل أن يتم توقيع صفقات الغاز مع أوروبا بأسعار أقل من أي مستوى يجده القطريون مقبولا نظرا لفرصهم في الأسواق الآسيوية، في حين، أبدى مسئولون بولنديون استعدادهم لدفع ثمن باهظ لفطم بلادهم من الغاز الروسي، ولكن الحكومات الأوروبية الأخرى ليس لديها القدرة أو الحافز للقيام بذلك.

ورأت الصحيفة أن السؤال المطروح في النهاية هو، هل ستختار أوروبا الغاز الطبيعي القطري كبدائل أخرى للغاز الروسي، وعما إذا كانت الدوحة ستستثمر شراكة أقوى في مجال الطاقة مع الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، فإن الفتور في العلاقات الروسية مع الغرب من شأنه أن يقدم لقطر فرصة استراتيجية لكسب النفوذ في أوروبا في السنوات المقبلة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان