موسوليني.. ابن الحداد الذي أصبح حاكم إيطاليا
كتبت - هبة محفوظ:
في مثل هذا اليوم سنة 1943، أعدم الإيطاليون الزعيم الفاشي بنيتو موسوليني هو وعشيقته و12 من أتباعه.
واشتهر موسوليني بدكتاتوريته وقمعه لمعارضيه، خاصة بعد أن أسس حزبه الفاشي الذي استمر في العمل السياسي من 1922 حتى 1943، على ما تقول صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير نشرته من قبل عن سيرته الذاتية.
ولد موسوليني في 29 يوليو 1883 في إحدى مدن إيطاليا الجنوبية، حيث كان يعمل والده بالحدادة.
واضطرته الظروف الاقتصادية الصعبة ونسب البطالة المرتفعة إلى السير في 1902 إلى سويسرا، باحثاً عن فرصة أفضل.
وقد اشتغل موسوليني في سويسرا في المجال السياسي، وتعرف حينها على الفكر الاشتراكي، وبحلول 1904، قرر العودة إلى وطنه، وعمل في مجال الصحافة.
عندما اقتربت نذر الحرب العالمية الأولى في بدايات القرن الماضي، أعلنت الحركات الاشتراكية في مختلف أوروبا رفضها للحرب، غير أن موسوليني كان من مؤيديها، الأمر الذي جهل جل تلك الحركات تتنكر منه.
وفي 1915، بعد عام واحد من بداية الحرب، تطوع موسوليني في الجيش الإيطالي، وفقا لما تذكره الجارديان.
بعد عودة موسوليني إلى إيطاليا في 1919، أسس ''الحزب الفاشي'' الذي كان يتكون من مجموعات مسلحة الهدف منها هو إرهاب المعارضين السياسيين لزعيمه.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقال لها عن سيرته، إنه عندما وصلت مجموعات الحزب الفاشي إلى العاصمة روما، أعلن موسوليني نفسه ''الوحيد القادر على استعادة الأمن والأمان''.
ومكن موسوليني نفسه من الحكم، وأعلن أنه الوحيد القادر على استعادة استقرار البلد بعد التدهور الأمني والسياسي الذي قد لحق بها.
وفي 1925، أعلن موسوليني نفسه رسمياً حاكماً على البلاد، بعدما ساعد في تفكيك الحكومة التي سبقته وفكك جميع مؤسسات الدولة الديمقراطية ''حتى تتاح له الفرصة بالتحكم في مصيرهم''، وزعم أن هدفه هو السيطرة على مقاليد الحكم ''لكي يعيد لإيطاليا سيادتها وقوتها بين الدول الأوروبية مرة أخرى''.
واحتل موسوليني وقواته عدة مدن إفريقية، بداية من إثيوبيا. ولتحقيق حلمه في السيطرة على أكبر عدد دول ممكن، زاد من تعاونه مع ألمانيا وجيشها النازي ومع اليابان أيضاً، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية.
وسار موسوليني على نفس نهج هتلر في عنصريته تجاه يهود أوروبا؛ حيث صّدق على عدد من القوانين المناهضة والعنصرية ضد يهود ألمانيا، التي أعلن موالاته لها في حربها ضد بريطانيا وفرنسا وعدداً أخر من بلدان أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية بداية من 1940.
وترى الصحيفة أيضاً أن كل هذه العوامل ساهمت بشكل مباشر في إضعاف صفوف الجيش الإيطالي، وفقدان موسوليني لقدرته على السيطرة على مستعمراته بإفريقيا وغيرها، وتم انهاك مساعيه وقواته بالكامل، حتى أصبحت إيطاليا صيداً سهلاً نتيجة لذلك.
وقد احتلت القوات الأمريكية والبريطانية والكندية إيطاليا في 1943 عقاباً لموسوليني على ولائه لهتلر وجيشه. أما عن أنصار موسوليني ''بالحزب الفاشي''، فقد ساعدوا القوات الأجنبية على اعتقاله.
تم انقاذه على يد القوات الألمانية، حسبما أفادت مجلة ''تايم'' الأمريكية في 1945، وأضافت المجلة أن القوات الألمانية ساعدته ومن معه على اخفاء شخصيته والهرب في مؤخرة إحدى عربات النقل عبر الحدود إلى سويسرا. وهرب لهناك بصحبة عشيقته و 12 من بعض أنصاره.
وفي طريقه إلى سويسرا، ألقي بعض الإيطاليين القبض عليه وتم إعدامه هو وعشيقته ومن معه، شنقاً في أحد الميادين.
وتم شنق موسوليني وترك جثته لمدة أيام تعرض على العامة كنوع من الانتقام منه. ونقلت تايم الأمريكية عن إحدى النساء التي شوهدت تطلق أكثر من 5 رصاصات على جثة الديكتاتور قولها إن ''موسوليني قتل 5 من أولادها، فقط لأنهم عارضوا سياساته، وهذا هو جزائه اليوم''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: