الإندبندنت: أمل الغرب الأخير في سوريا يقاتل إلى جانب القاعدة
لندن – (بي بي سي):
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الخميس عددا من قضايا الشرق الأوسط من أبرزها مقابلة حصرية مع قائد جبهة ثوار سوريا، وطريق وزير الخارجية الأمريكي الطويل في مفاوضات السلام الاسرائيلية - الفلسطينية، ودعوة كاميرون بالتحقيق في أنشطة الاخوان المسلمين.
ونقرأ في صحيفة الإندبندنت مقابلة حصرية لمراسلتها ايزابيل هانتر بعنوان ''الأمل الأخير للغرب في سوريا يؤكد أن القاعدة لا تمثل مشكلة بالنسبة له''.
وقالت هانتر إن قائد ''جبهة ثوار سوريا''، ويدعى جمال معروف، ''ويمثل آخر أمل للغرب بالتخلص من الجماعات الجهادية المتشددة''، أكد لها خلال المقابلة أنه لن يحارب القاعدة، معترفاً بأن قواته تحارب جنباً إلى جنب معهم.
وأعلن معروف خلال المقابلة التي أجرتها هانتر في بيت آمن في ضواحي انطاكية بأن ''القاعدة ليست مشكلتنا''، واعترف بأن رجاله يشاركون بعمليات مشتركة مع جبهة النصرة- الذراع الرسمي للقاعدة في سوريا''.
وأكد قائد ''جبهة ثوار سوريا'' بأنه يقاتل ضد تنظيم ''الدولة الإسلامية في العراق والشام'' (داعش) وهم مجموعة من المقاتلين من جنسيات مختلفة، مضيفاً ''بكل وضوح لا اقاتل جبهة النصرة''.
''يساعدوننا ويدعموننا''
وأوضح معروف ''لدى البعض مشاكل مع جبهة النصرة إلا أن مشكلتهم هي خارج سوريا، وليس داخلها، فنحن لا مشكلة لدينا مع أي شخص يحارب ضد النظام السوري داخل سوريا''، مؤكداً أنه ورجاله خاضوا معارك مشتركة مع جبهة النصرة ضد قوات الأسد.
وأشار إلى أنه عندما يطلب منه عناصر من جبهة النصرة بعض الأسلحة ،فإنه يساندهم ويبعثها لهم، مضيفاً ''طلبوا منا بعض الاسلحة خلال المعارك في يبرود، لذا استجبنا لطلبهم لأنهم يساعدوننا ويدعموننا للتخلص من نظام الأسد''.
وعلى صعيد آخر، أكد معروف بأن امريكا وعدت بتقديم العديد من المساعدات، إلا أنها هذه الوعود بقيت مجرد وعود على ورق.
ولا بد من الاشارة إلى أن جبهة النصرة رفضت الانضمام إلى تنظيم (داعش)، واعتبرتها ''عنيفة جداً'' بحسب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
وأوضحت هانتر أن الولايات المتحدة وبريطانيا أكدتا في أكثر من مناسبة دعمهما للمعارضة السورية للتخلص من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنهما كانتا حريصتين على عدم تزويدها بالأسلحة الثقيلة كي لا تقع بأيدي الجماعات المتشددة التي قد تستهدف الغرب.
''طريق طويلة''
ونشرت صحيفة التايمز مقالة تحليلية لديفيد تايلور بعنوان ''طريق كيري الطويل والذي لا يفضي إلى أي مكان''. وقال تايلور إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، جدوى الجهود التي بذلها وزير الخارجية الامريكي جون كيري منذ توليه منصبه خلفاً لهيلاري كلينتون، إذ أنه لم ينم في سريره منذ فبراير كما انه أمضى حوالي 169 يوماً في لقاءات دبلوماسية.
وقال تايلور إن كيري سافر إلى اسرائيل الثلاثاء للمرة الـ 11 خلال 12 شهراً ،إلا أنه اضطر إلى إلغاء ما تبقى من زيارته بعد قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس توقيع طلبات للانضمام إلى عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة.
وأضاف ''لم يكن هناك أي اشارة لوجود أي مشاكل مع عباس خلال اللقاء الذي جمعه مع كيري الشهر الماضي، فعباس أشاد بجهود وزير الخارجية الامريكي لدفع عجلة مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولجهوده لإطلاق سراح 400 فلسطيني من السجون الاسرائيلية، إلا أنه وبعد اسبوعين من هذا اللقاء اختار عباس ''إحراج'' كيري.
ورأي تايلور أن كيري يسعى لتحقيق إنجاز سياسي كبير في نهاية حياته السياسية إلا أن أمله بكتابه هذا الجزء الهام في حياته المهنية أضحى بعيد المنال.
نتائج عكسية
نطالع في صحيفة الغارديان مقالاً لروزماري هوليز بعنوان ''دعوة كاميرون التحقيق بأنشطة جماعة الإخوان المسلمين قد تؤدي إلى نتائج عكسية''. وقالت هوليز إن كان هذا التحقيق سيفضي إلى حظر الجماعة، استرضاءاً للسعوديين، فإنه بذلك سينفر الملايين الذين لا يحبذون العنف''.
ووصفت كاتبة المقال خطوة كاميرون بـ ''الانتهازية'' وبأنه سيترتب عليها نتائج عكسية عليه، مضيفة أن اختيار السفير البريطاني لدى السعودية السير جون جنكينز، لرئاسة التحقيق يثير تساؤلات حول دور السعوديين في التأثير على قرارات كاميرون .
وأشارت إلى أن جماعة الاخوان المسلمين تعد المنافس السني الأقوى للسعودية في المنطقة ،ومع أن الرياض تدعم الجهات التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها لا توافق على أن يحل الإخوان مكانه.
وأردفت كاتبة المقال أن التحقيق في جماعة الإخوان سينظر في مزاعم الحكومة المصرية بأن الجماعة كانت مسؤولة عن الهجوم على السياح المسافرين على متن حافلة في مصر في فبراير، مضيفة أن مما لا شك فيه أن الاستخبارات المصرية ستزود نظيرتها في بريطانيا وبعض المسؤولين، ومن بينهم رئيس MI6 السير جون سويرز، وهو سفير سابق في القاهرة بوجهة نظرها حول تلك المسألة.
وسيتطرق التحقيق الذي دعا اليه كاميرون إلى تحديد قيم وفلسفة الحركة وأنشطتها - وليس بالضرورة بهدف وضع الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة من قبل الحكومة ، كما قيل لنا - ولكن من أجل فهم أفضل ''مع من نتعامل''.
وترى كاتبة المقال بأن الإخوان هي حركة قوية، لديها ملايين من المؤيدين وليس في مصر فقط، إذ أنها تأسست منذ ما يقرب من قرن تقريباً وهي متواجدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، مضيفة إلى أن الحركة أظهرت قوتها بوصولها لمنصب الرئاسة في مصر بعد الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وختمت بالقول بأن ''كاميرون حفر فخاً لنفسه، وفي حال توصل هذا التحقيق إلى أسباب يؤدي لحظرها، فإن ذلك سيغضب الملايين، أما في حال كشف التحقيق أن فلسفة الاخوان لا تمثل مشكلة، فبذلك لن يرضي السعوديين، وسيبدو الأمر وكأنه
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: