مجلة أسيوية: انتخابات أفغانستان الرئاسية لن تحقق الاستقرار
كتب ـ علاء المطيري:
ذكرت مجلة ''ذا دبلومات'' أن الانتخابات التي بدأت أمس السبت في أفغانستان قد تكون حاسمة، لكنها لن تحقق الاستقرار في وقت قريب وفقا لآراء المراقبين والدبلوماسيين الحاليين والمتقاعدين.
وتقول المجلة في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن الانتخابات الأفغانية سوف تكون علامة فارقة في طريق التحول الديمقراطي لكونها المرة الأولى التي يتم فيها تداول السلطة بطريقة سلمية وهو ما سيجعل الأفغانيين أكثر قناعة بأن الحكومة المنتخبة هي البديل الأفضل لـ ''طالبان''.
وتشير المجلة إلى أنه لا يمكن التأكيد على نجاح الانتخابات في ضوء تصريحات طالبان في مارس الماضي والتي أكدت فيها على استخدام كل أنواع القوة لمنع إتمامها واصفة إيها بالصورية.
ويكر التقرير أن العديد من الأفغانيين أكدوا على تحدي طالبان والذهاب للتصويت على الرغم من استهداف مؤيدي اثنين من كبار المرشحين وهما '' أشرف غاني'' و'' عبد الله عبد الله'' في عدد من اللجان الانتخابية.
ويشير التقرير إلى أن الاضطرابات آخذة في التزايد خاصة بعد تفجيرات الحادي والعشرين من مارس التي دفعت العديد من مراقبي الانتخابات إلى مغادرة أفغانستان.
وذكر التقرير أن هناك أربعة أسباب ستؤدي إلى عدم الاستقرار حتى إذا حدثت انتخابات نزيهة وذات مصداقية؛ فالقوات الأفغانية تحاول جاهدة أن تحسن من كفاءتها القتالية وتحقق تقدما ملحوظا في المناطق التي تتحمل مسؤولية تأمينها إلا أنها مازالت في حاجة إلى مزيد من المساعدة في وسائل النقل والاستخبارات وفقا للمجلة.
ولفتت المجلة إلى أنه في 2012 كانت نسبة تعاطي المخدرات تمثل نصف الجيش الأفغاني إضافة إلى أن نسبة الأمية 95 بلغت في المئة من مجندي الجيش والشرطة، إضافة إلى ارتفاع نسبة التسرب من الجيش إلى 33 في المئة حيث أصبح تعداد الجيش في 2013، 30 ألف مجند من أصل 185 ألف.
ويعتبر التقرير أن طالبان باكستان المتواجدة في منطقة وزير ستان شمال باكستان تمثل ملاذا آمنا لمقاتلي طالبان أفغانستان على الرغم من أن الولايات المتحدة حثت باكستان على التخلص منهم.
ويضيف أن الحكومة الباكستانية تعتبر أن العلاقة بين جماعة حقاني وطالبان أفغانستان لها أبعاد استراتيجية لاحتواء التقارب الهندي مع أفغانستان الذي تزايد في السنوات الأخيرة.
وتساءلت المجلة إذا كانت أفغانستان مازالت تمثل عامل جذب لتجمع المتشددين والمقاتلين فما الذى سيحدث بعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان، في ضوء نشاط العديد من المنظمات المتطرفة التي تنشط في أفغانستان ثم توجه نشاطها إلى دول الجوار.
وأضاف الموقع إن منظمة ''أذكار طيبة الهندية'' نشطت في أفغانستان في السنوات الأخيرة تمهيدا لإعادة توجيه نشاطها إلى داخل الهند، كما أن المئات من مقاتلي طالبان باكستان دخلوا إلى أفغانستان بعد توقيع اتفاق السلام بين طالبان باكستان والحكومة الباكستانية.
ويشير التقرير إلى أن الأنظار أيضا متوجهة نحو شمال أفغانستان حيث الحركات الإسلامية في أوزبكستان تسعى إلى تأسيس مدينة لهم في '' كندوز'' جنبا إلى جنب مع محاولات موسكوا تكثيف وجودها عن طريق العديد من المشروعات التنموية.
ويذكر التقرير أن كل من ''موسكو'' و'' كابل'' تعتبر أهداف لنشاط تلك الجماعات.
ولفت إلى أن الجماعات المعارضة لطالبان التي تمولها الولايات المتحدة الأمريكية تستغل السكان المحليين في شمال ووسط أفغانستان وتجبر الشباب على المشاركة في محاربة طالبان إضافة إلى استغلالهم في العمل القسري.
ويشير التقرير إلى أن 6 من أصل 11 مرشح رئاسي هم من أمراء الحرب في أفغانستان وعلى رأسهم '' أشرف غاني'' و '' عبدالله عبدالله''.
ويقول التقرير إنه على الرغم من اعتبار البعض أن المشاركة في العملية الانتخابية تعكس نوايا حسنة وتوجه سلمى إلا أن البوادر ليست مبشرة في ضوء سقوط قتلى في اشتباكات مؤيدي إسلام خان وعبدالله عبد الله.
وختمت المجلة تقريرها بالقول ''إن أفغانستان في حاجة إلى قائد قوى قادر على مواجهة كم كبير من التحديات لتحقيق الاستقرار''، مشيرة إلى أن كلا الأمرين أصبح بعيد المنال فى أفغانستان.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: