كوفي عنان: الشعب السوري يدفع ثمن الحرب من حياته.. والسياسيون في نعيم
كتبت - هبة محفوظ:
في حوارها الخاص مع الأمين العام السابق للأمم لمتحدة، كوفي عنان، قالت صحيفة جارديان البريطانية إنه يرى السبب في معظم النزاعات الدولية الحالية هو ''اجهاض المجتمع الدولي ومعظم السياسيين لسبل دعم السلام والاستقرار''.
أرجع عنان تخاذل المجتمع الدولي لنصرة معظم الشعوب المنكوبة إلى ''كثرة نشوب النزاعات ومدى جديتها مؤخراً''، وذكر على إثر ذلك سوريا، وجنوب السودان، وأفريقيا الوسطى، وأوكرانيا، ونيجيريا وغيرهم من البلدان التى تعان أزمات داخلية تترك أثرها على المجتمع الدولى بأكمله.
وتحدث عنان عن سوريا بالأخص، ويرى أن الضحية الوحيدة وسط الاقتتال الشعبي بسوريا هم المدنيون من الشعب السوري الأعزل، في حين أن كبار ساسة سوريا والدول العربية المجاورة يحاولون الحفاظ على مصالحهم بالمنطقة مستغلين حالة الحرب التى نشبت، ومستفيدين منها بشتى الطرق.
أوضحت الصحيفة أن عنان ترك منصبة بالأمم المتحدة في أغسطس 2012 كمبعوثها لسوريا، واصفاً الدور الذ كان يؤديه لحل النزاع هناك ''بالمهمة المستحيلة'' لزيادة انتشار السلاح بين الفرق المقاتلة المختلفة، سواء كانت تتبع لقوات الجيش السوري النظامي الذي يقاتل لصالح الأسد، أو الجماعات المنشقة المسلحة، وبدء انتشار تلك الأسلحة في البلدان المجاورة ''كنتيجة منطقية لسهولة تداوله وتناقله الآن''.
وأرجع عنان السبب في استمرار النزاع السوري لتعنت إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا، وتورطهم في ''حرب بالوكالة'' يقودونها ضد بعضهم البعض مستغلين النواع السوري، متناسين حاجة الشعب السوري لبعض من السلام، ورافضين التنازل والتعاون مع قوى الأمم المتحدة التى مدت يد العون لهم لدعم سبل السلام والاستقرار بالمنطقة.
وعن دوره كمبعوث لسوريا، أضاف عنان للجارديان أن دور الأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات لن يثمر عن أي نتائج إيجابية طالما تعنتت الدول المعنية بالنزاع، وتلك المجاورة لها والمشاركة فيه، وتمسكت بآرائها رافضين مد يد العون للمساعى الدولية التى تعمل على انهاء النزاع.
وبالرغم من تشديده أن الحل في مثل هذه الاقتتالات الشعبية لا يجب أن يكون عسكرياً ''يزيد من تدخل قوى خارجية بشؤون البلاد المجاورة لها والتعدى على سيادتها، إلا أنه أيضاً أكد أن معظم البلاد المجاورة تكتفي بالتنفع من بالحروب، غير مستعدين لتقديم أي عون عسكري للبلاد المقسمة بجوارهم من ''الحروب الداخلية''، مثل موقف الجيش التركي من سوريا.
أضاف عنان في حواره مع الصحيفة أن لسوريا وضع خاص، لفشل الجهود الدبلوماسية والسياسية في حل الأزمة، بنفس الوقت الذي ترفض الدول المجاورة لها وضع حد للأزمة بإرسالها قوات عسكرية غلى سوريا.
فيرى عنان أن ''انشغال السياسيين والأمميين باتهام بعضهم البعض على إثر استفحال النزاع المسلح بسوريا شغلهم وشتتهم عن نصرة الشعب السوري الذي خذله الجميع، بما فيهم الأمم المتحدة''، ويقف الأن وحيداً يواجه الموت منفرداً''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: