نيو يورك تايمز: استمرار نزاع الشرق الأوسط يفيد طرفي النزاع ويضر بأمريكا
كتبت- هبة محفوظ:
ذكرت صحيفة نيو يورك تايمز، أنه كان من المقرر أن تثمر اللقاءات التى يتوسطها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بين طرفي نزاع الشرق الأوسط، فلسطين وإسرائيل، عن اتفاقية يتم توقيعها والاتفاق على بنودها من قبل الطرفين في التاسع عشر من إبريل الماضي، وهو ما لم يحدث.
أضافت الصحيفة أن العديد من دول المجتمع الدولى ترى ذلك ''فشلاً ذريعاً''، بينما ترى الصحيفة أنه ''نجاحاً في حد ذاته''.
أفادت الصحيفة أن استطلاعات الرأي المختلفة أظهرت شك المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء في إمكانية نجاح المفاوضات، وكانوا غالباً ما يرون كيري ''حالماً'' او في بعض الأوقات ''مغفلاً''، حتى أن فشل المفاوضات في الاثمار عن اتفاقية لم يدهشهم غلى الاطلاق.
ترى الصحيفة أن الإدارة الأمريكية هي الطرف الخاسر الوحيد في هذه المفاوضات التى توسطها وزير خارجيتها، بينما نجح الفلسطينيين والإسرائيليين في غايتهم، وهي اصرار كل منهم على توضيح موقفه، ومطالبه، وزعم كل منهم لشعبه تمسكه بالتقاليد والمبادئ و تمسكه ''أحقية شعبه في الأرض''، واستعراض قوتهم أمام أحلافهم وشعوبهم مما يكسبهم شعبية وبما يفيد مصالحهم السياسية الداخلية، بعيداً عن المفاوضات أو نتائجها المحتملة ''التى لا تمثل لهم أي أهمية الأن، على عكس الأمريكان الذين قرروا التوسط لإثبات قدرتهم على حل النزاع عبر المفاوضات، وهو ما سبب عدم حدوثه حرجاً دولياً كبيراً لهم، حسب تعبير الصحيفة.
تعتقد الصحيفة أن هدف طرفين النزاع ليس حله، بل الاستفاده من استمراره وجذب التعاطف ومساعدات المجتمع الدولى الذي يحصدونه جراء استمراره.
بالإضافة إلى ذلك، ترى الصحيفة وجود أسباب أخرى تجعل من الشعبين المتنازعين عدم الرغبة في التوصل لاتفاق.
فأوضحت الصحيفة أنه كما لا يريد الإسرائيليون التوصل لاتفاقية قد تضيع منهم ''حقهم بالقدس''، وترغم عليهم الاعتراف ''بحق العودة''، لا يريد الفلسطينيين أيضاً اتفاقية تساومهم على حقهم في ''تحرير أرضهم بالكامل''.
ترى الصحيفة أن شعوب طرفي النزاع يريدون السلام الذي يسعى كيري لتحقيقه، لكن لن يقبلوا بسلام إلا بشروط كل منهم الخاصة، مما سيصعب حل الأزمة، حسب تفسير الصحيفة.
أوضحت الصحيفة أن كيري، وغيره من الوسطاء، يعلمون تلك الحقائق جيداً، لذا غالباً ما يحاولون الضغط على الطرفين للتخلى عن عنادهم ''وأنانيتهم'' والتوصل لحل عبر الضغط بتحديد موعد نهائي للمحادثات يرغمهم على التواصل.
ذكرت الصحيفة أن اصرار كل طرف على عنده وعدم استعداهم للتنازل والتحدث بجدية سيزيد العنف بين الطرفين، وقد ينتج عنه ''عزل إسرائيل عن المجتمع الدولى''، حسبما تم تهديدها سابقاً في حال تعنتها في المحادثات، ولكن يصر كلا الطرفين على رؤيته الخاصة، التى تختلف تماماً عن رؤية وخطة الوسطاء بينهم ويسبب احباط مساعيهم، وهو الخطأ الذي وقعت فيه الإدارة الأمريكية، حسبما أفادت الصحيفة.
وتوقعت الصيفة أن النزاع يستمر و''يستنزف كل منهم إذ لم يقدم كل منهم بعض التنازلات''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: