هآرتس: الغرب قاد الثورات العربية إلى طريق مظلم
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الحكومات الغربية والأمريكية قادوا الثورات العربية إلى طريق مظلم.
وعرضت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، السبت، آراء البروفسور جيل كيبيل الأستاذ بمعهد الدراسات السياسية في باريس، حول الأحداث التي وردت في الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أن كيبيل ليس قلقا بشأن الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل بشأن ما يحدث في الشرق الأوسط، ففي عام 2000 نشر كتاب بعنوان "الجهاد"، وأكد فيه على أن الإسلام الراديكالي مقدر له الفشل إذا تحول إلى حركة سياسية.
وقال كيبيل في كتابه الذي نشر باللغة الانجليزية في عام 2002، إن تنظيم القاعدة تحول إلى منظمة إرهابية غير عادية بعد فشلهم في تجنيد المواطنين في مصر والجزائر، فازدادت هجماتهم سوءا وقوة.
وحسب كيبيل، فإن الحكومة المصرية استخدمت مصطلحات مثل "الدولة العميقة"، "نظريات المؤامرة" لشرح أسباب صعود وسقوط جماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن مصطلح الدول العميقة، يشير إلى سيطرة الجيش والقضاء على الدولة، بغض النظر عن الرئيس الذي يحكم الدولة.
ويرى كيبيل أن الجيش والقضاء كانوا على دراية وعلم بما سيحدث في مصر، وأنهم كانوا السبب في وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم عام 2012 وإلى 2013.
وفي تصريح لكيبيل للصحيفة، أكد على أن ما حدث في مصر كان مخططا، حيث أنه اجتمع مع المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق على العشاء، وقال له طنطاوي أن الجيش سيسمح للإخوان المسلمين بتولى الحكم، ثم لن يتقبل المصريين طريقتهم واسلوبهم في الحكم، مما يدفعهم إلى المطالبة بعود الجيش مرة أخرى للحكم.
ووفقا لكيبيل، فالسؤال الذي يجب أن يسأل الآن هو، هل الرئيس عبد الفتاح السيسي له يد في هذه الخطة؟ وإلى أي درجة ساعدتهم واشنطن وإسرائيل؟
وفي حالة الإخوان المسلمين في مصر، يعتقد كيبيل أن الجيش لعب دورا صغيرا، فقال "الإخوان المسلمين اشتكوا دائما من عدم الحصول على فرصة للمشاركة في الحياة السياسية، وقد حصلوا على هذه الفرصة، وأما أن ينجحوا أو يفشلوا"، مؤكدا على ضرورة عدم لوم الآخرين على فشلهم.
وأوضح كيبيل أن هناك الكثير من الأسباب التي تسببت في قيام الثورة في الدول العربية، مشيرا إلى أنه منذ عام 2005 بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ونظيره التونسي بن علي، ونظائرهم، على أنهم أحد أسباب الفساد والإرهاب، ليس وسيلة للحل المشاكل في الشرق الأوسط.
ووفقا لكيبيل، أن أحد أسباب الثورة أيضا، كان الفساد في العالم العربي وصل إلى أعلى معدلاته، فسعت الأنظمة العربية الاستبدادية إلى حماية الطبقات العليا، ولكن الوضع تدهور بشدة بعد قيام الشخصيات المنتمية إلى الطبقات العيا بتقديم الرشوة إلى المقربين من السلطة، ونتيجة إلى ذلك ابتعدت الطبقة المتوسطة عن الحكومة، وأيدوا هم وأبنائهم الثورة والثوار.
واعتبر كيبيل أن أحد أهم أسباب الثورة كان نقص الطعام والشراب قبل قيام الثورة، فأدى الجفاف في سوريا إلى هجرة أعداد كبيرة من القرويين في منطقة درعا، قبل قيام الثورة السورية ضد بشار الأسد، وفي مصر ارتفعت أسعار المواد الغذائية في عام 2010، وخاصة بعد حرائق حقول القمح في روسيا.
وفي تونس، تأججت المشاعر ووصل الغضب إلى أقصى درجاته عندما أشعل بائع الخضار التونسي النار في نفسه، ومن هنا بدأت أول ثورة في الشرق الأوسط.
ووفقا لكيبيل، فإن الثورات التي اندلعت منذ 2010 و2011، كانت الأنجح والأكثر نزاهة، لأنها لم تعاني من الانقسامات، والتعددات الطائفية، مثلما حدث في سوريا والعراق.
ويشير كيبيل إلى ضرورة استفادة المواطنين في مصر وتونس من التجارب في الجزائر وروسيا، فخلال حرب الاستقلال في الجزائر، سعت القوات الفرنسية إلى خلق انقسامات بين الثوار، فبدأوا بقتل بعضهم البعض، واندلعت الحروب الأهلية في الجزائر، كما اتبع الروس نفس الطريق للقضاء على الشيشان وسحق التمرد الشيشاني.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: